ما الجديد في تواصل إسماعيل هنية مع حسن نصر الله؟

بقلم: فايز أبو شمالة

فايز أبو شمالة
  • د. فايز أبو شمالة

التواصل بين رجال المقاومة في غزة ولبنان لم ينقطع، ولن ينقطع، فقد قالت العرب في الأمثال: إن المصائب يجمعن المصابين، وهل هناك مصيبة تضرب جذع الأمة العربية والإسلامية أكبر من مصيبة الوجود الإسرائيلي نفسه فوق الأرض العربية؟ وما يمارسه من فتنة، ومن شق للصف، ومن افتعال معارك طائفية ومذهبية ونفعية، وهل هناك مصيبة أكبر من توظيف الصهاينة لقوة امريكا العظمى لخدمة المشروع الصهيوني؟ وهل هناك مصيبة أكبر من تصنيف شعوب المنطقة وفق انتمائها وتبعيتها لأمريكا وإسرائيل، لتحارب كل من يعادي إسرائيل بلقمة خبزه، وتحارب كل من يصادق إسرائيل بكرامته وحريته؟

تبادل الرسائل والأحاديث والتنسيق والتعاون بين إسماعيل هنية وحسن نصر الله جاء من منطلق الشراكة في مقاومة عدو واحد، وفي مواجهة عقوبات وحصار له رب واحد، فالرجلان يمثلان قضية عادلة، ولاسيما ان كليهما قد خاض عدة حروب مع العدو الإسرائيلي بسلاحه وروحه، وكليهما عربي مستهدف من العدو الصهيوني على مستوى الفرد وعلى مستوى الوطن، وكليهما قاتل العدو الإسرائيلي حتى تمكن من طرده من لبنان سنة 2000 ومن غزة سنة 2005، وكلاهما يعد من القوة لمحاربة إسرائيل ما استطاع لذلك سبيلا.

التواصل بين هنية ونصر الله لم يقتصر على مناقشة سبل مواجهة ضم أراضي الضفة الغربية، فهذا من البديهيات، ولم يناقش الاتصال سبل مواجهة الحصار والجوع الذي تفرضه أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم على الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني، الاتصال وفق تقديري أكد على أهمية الدعم العسكري الذي يقدمه حزب الله للمقاومة في غزة، وسبل تطوير هذا الدعم، والاتصال أكد على أهمية المواجهة المشتركة لأي عدوان إسرائيلي محتمل على أرض غزة أو على أرض لبنان، وأثر الشراكة في القتال على القضية الفلسطينية، وعلى جماهير الأمة العربية والإسلامية، وانعكاس ذلك على الروح المعنوية للمجتمع الإسرائيلي؛ الذي تعود أن يقاتل العرب على انفراد، ووفق حساباته الخاصة.

قد تكون الأوضاع المعيشية الصعبة في كل من غزة ولبنان محركاً للشراكة في المواجهة العسكرية للعدو المشترك، وقد تكون المواجهة رغم تكلفتها العالية مدخلاً لرفض الواقع الذي تملي فيه إسرائيل وأمريكا الأحداث على الأرض العربية، وقد تكون المواجهة المشتركة الرد الأمثل للمؤامرات التي تحاك ضد استقرار الإنسان العربي، وتحول دون تطوره الديمقراطي والصناعي والزراعي، وقيل قديماً: الهجوم خير وسيلة للدفاع، وقد دللت التجارب أن إشغال العدو بنفسه وجراحه واختلال أمنه من أهم الأسباب التي ستجبره على تغيير نهجه السياسي، وتفرض عليه الكف عن التآمر ضد شعوب المنطقة، وقد تأتي الحرب بنتائج تقلب الواقع العربي من مفعول به إلى فاعل، ومن خبر على هامش الأحداث إلى مبتدأ لكل حديث.

من حق أعداء إسرائيل أن يحلموا بجبهة عربية واحدة، تقاتل بنفس وطويل، ومن حق العرب الرافضين للوجود الإسرائيلي أن يلتقوا على كلمة واحدة، وأن يقاتلوا عدوهم صفاً واحداً، وبكل ما توفر لهم من قوة وبأس، فالحرب ليست نزهة بحرية، وإنما تضحيات وفداء وعطاء، وقد فرضتها إسرائيل على الشعوب العربية رغم انفهم، وذلك من خلال ما تفرضه عليهم من حصار وتآمر واحتقار، ورعاية للفساد في بلاد العرب، وحرف سفنهم عن المسار.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت