دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى بناء استراتيجية شاملة، وخطة شاملة لتحقيق هدف محوري في هذه المرحلة، وهو "إسقاط خطة الضم وصفقة القرن على طريق تحرير كل التراب الوطني الفلسطيني لكل فلسطين من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها، وتحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال الصهيوني."
ودعا هنية خلال كلمته في الملتقى العربي متحدون ضد "صفقة القرن" و"خطة الضم" الأحزاب العربية والإسلامية المشارِكة فيه إلى" بناء شراكة استراتيجية مع شعبنا الفلسطيني مع فصائلنا الوطنية والإسلامية، للتصدي لهذا الخطر الكبير الذي لا يقتصر خطره على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، فالمشروع الصهيوني يتعدى خطره إلى كل المنطقة العربية والإسلامية، ومحاولات الاختراق السياسي والاقتصادي والأمني التي يقوم بها هذا الاحتلال، ومحاولة تسهيل ذلك عبر ما يسمى التطبيع مع بعض المكونات أو النخب في المنطقة بما يؤكد أن المشروع الصهيوني خطر على فلسطين وعلى المنطقة بشكل عام."
وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن هذه الاستراتيجية تقوم على 3 مسارات، الأول: هو المسار الوطني الفلسطيني، وقال "نحن كفلسطينيين بكل فصائلنا، حركة حماس وفتح والجهاد والجبهات وأذرع المقاومة العسكرية، لدينا موقف فلسطيني موحد رسميًا وشعبيًا برفض صفقة القرن، ورفض خطة الضم، وأيضًا ببناء مشهد وموقف فلسطيني جديد قوي يختلف عن المرحلة السابقة".
وأضاف أن هذا الموقف يقطع مع كل مرحلة أوسلو، بل يطوي هذه المرحلة الآثمة سياسيًا، ويوقف كل أشكال التعاون مع الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذا ما تم إعلانه من قبل السلطة الفلسطينية.
وقال: وأيضًا سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وأشاد هنية بالخطوات الوحدوية الميدانية بين فتح وحماس، وبين كل فصائلنا الوطنية والإسلامية في داخل فلسطين وفي خارجها، حيث تبني خطوات واثقة على طريق طويل لاستعادة الوحدة الكاملة والاتفاق على الاستراتيجية والرؤية الوطنية الكاملة.
واعتبر رئيس الحركة المسار الثاني للاستراتيجية هو المقاومة الشاملة، إذ نحن أمام عدو لا يعترف مطلقًا بحقوقنا إلا حينما تكون هناك قوة وهناك تراكم قوة وهناك استراتيجية مقاومة، مقاومة شاملة بكل أشكالها، وفي مقدمتها وعلى رأسها المقاومة العسكرية.
وأضاف: نؤكد بأننا ماضون في هذه الاستراتيجية، فصائلنا وأجنحتنا العسكرية مستمرة في بناء القوة، وأيضًا جاهزة لأن تدخل ميدان المواجهة كما كانت في الماضي وكما هي في الحاضر، وكذلك ستبقى هكذا أيضًا في المستقبل، وقال إن ضربات المقاومة ستكون موجعة لهذا العدو لأننا أمام تحدٍ وأمام معركة المصير بل معركة وجود.
وأوضح أن المسار الثالث هو العمل على بناء كتلة عربية إسلامية صلبة في المنطقة تدعم الموقف الفلسطيني في رفضه لصفقة القرن، وتعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني تحديدًا في القدس وفي غزة المحاصرة وفي المنافي وفي الشتات، وأيضًا تسند الموقف الرسمي والفصائلي الفلسطيني الذي يرفض هذه الخطة تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف "إنني أدعو اليوم أحزابنا ومكونات الأمة إلى أعلى درجات التنسيق إلى أعلى درجات التفاهم، إلى تخفيف حدة التوتر الداخلي في المنطقة، داخل مكونات الأمة بين الدول"، وقال" نحن مدعون الآن أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الصف، وإلى وحدة الكلمة، وإلى مواجهة هذا المشروع الشيطاني الصهيوني الذي يريد إنهاء القضية الفلسطينية، وأيضًا التغلغل في أحشاء الأمة وتفتيت وحدة هذه الأمة."
كما أشاد رئيس الحركة بالمؤتمر الذي يعقده المؤتمر القومي العربي بالتعاون مع المؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، واللقاء اليساري العربي، والجبهة العربية التقدمية بمشاركة رؤساء وأعضاء الأمانات العامة للهيئات الداعية، ورؤساء الاتحادات المهنية والنقابية العربية، وقادة وممثلي حركات المقاومة وبعض الهيئات العربية.
وقال إنه يرسخ 3 حقائق الأولى أن قضية فلسطين تضل هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية لأحزابها العربية والإسلامية ومهما كثرت الأحداث وتعاظمت الملفات في المنطقة إلا أن القضية الفلسطينية والقدس تظل هي القضية الجامعة والموحدة لشعوب الأمة ولأحزابها ولنخبها.
واعتبر أن الحقيقة الثانية هي أن العدو الصهيوني هو مصدر ومركز التهديد للشعب الفلسطيني لشعوب الأمة، ولمقدرات الأمة، وللقضية المركزية ألا وهي قضية فلسطين.
وأشار إلى أن الحقيقة الثالثة التي يرسخها هذا المؤتمر هي أن الدبلوماسية الشعبية لا تقل أهمية وفاعلية من الدبلوماسية الرسمية، فقضية فلسطين ليست فقط عابرة للنظام الرسمي بل هي عابرة للحدود للأحزاب، وتصل إلى أبعد نقطة في شعوب وأحزاب هذه الأمة.
وأضاف أن ما يسمى بصفقة القرن التي عكست التحالف الأيديولوجي والسياسي بين الإدارة الأمريكية الحالية وبين الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة التي لا تلوي على شيء، بل تمضي في تنفيذ كل المشاريع التي تضرب أسس القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس والدولة والأرض وكذلك اللاجئين.
واعتبر أننا أمام تحول خطير في مسار الصراع مع العدو الصهيوني، ينعكس من خلال هذه الخطط الرامية إلى إنهاء كل شيء له علاقة بالكيانية السياسية، بالوجود الفلسطيني بالحق التاريخي والحق الجغرافي لشعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن خطوة الضم ليست خطوة تكتيكية، بل هي خطوة استراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بدعم كامل من قبل إدارة ترمب التي منحت الضوء الأخطر لاستباحة كل شيء له علاقة بالحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى منحه حق التملك في أرض الجولان العربي السوري المحتل كذلك.
وأضاف" نحن أمام ضم الجولان، نحن أمام اعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، نحن أمام خطوة الضم لأكثر من 30% من أراضي الضفة الغربية، ونحن أمام الاستيلاء الكامل، والضم الكامل لمنطقة الأغوار التي تمثل الحدود الطبيعية والجغرافية والسياسية بين الأرض الفلسطينية."