قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن فيروس كورونا سيكون اشد فتكاً بأجساد الأسرى في حال اتشر في صفوفهم، وذلك بسبب تراكم الأمراض عليهم خلال عشرات السنين من الإهمال الطبي المتعمد .
وأضاف المركز في بيان صحفي، يوم الثلاثاء، أن أجساد الأسرى وخاصة الذين امضوا سنوات طويلة داخل السجون تعرضت خلال تلك السنوات للتهالك ونقص المناعة نتيجة عدم توفر متابعة صحية او علاجات مناسبة للأمراض التي عانوا منها خلال سنوات اعتقالهم ، مما جعل أجسامهم ضعيفة ولا تتحمل فيروس كورونا .
الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز قال أن كارثة حقيقة ستحدث في السجون لو لا قدر الله انتشر الفيروس بشكل كبير داخل السجون، ولم تتم مكافحته او اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تسلله، لان هناك اعداد كبيرة من الأسرى تعانى من أمراض مختلفة بما فيها الخطيرة، وهؤلاء يعانون من مناعة ضعيفة، ولن تستطيع أجسامهم مقاومة المرض اضافة الى استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم تقديم رعاية طبية لهم .
وأشار الأشقر أن غالبية الاسرى يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظرًا لتردي ظروف احتجازهم، سواء خلال فترة التحقيق حيث يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، و يتعرضون للتعذيب، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي او في أقسام السجون التي تعتبر أرضية خصبة لانتشار الأمراض مع سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تسمح للأسرى بالتغلغل في أجسادهم بشكل كبير.
بينما يعاني العشرات من الاسرى أمراضاً خطيرة جداً ، كمرض السرطان والفشل الكلوي، والجلطات القلبية، والسكر، والضغط، وانسداد الشرايين، والكبد الوبائي، وغيرها من الامراض، وهؤلاء لا يتلقون رعاية طبية مناسبة، مما يجعلهم فريسة سهلة لكورونا .
وبين أن الأسير قد يحتاج الى سنوات في بعض الاحيان ليتمكن من إجراء فحص مخبري أو صورة اشعة، حيث أدى تأخر كشف المرض في مراحله الأولى إلى تمكنه واستفحاله في أجساد الأسرى، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.
وناشد "مركز فلسطين" كافة المؤسسات الطبية الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، الخروج عن صمتها، والقيام بواجبها، وإرسال لجنة تحقيق طبية بشكل عاجل لفحص أوضاع الأسرى والاطلاع على ظروف اعتقالهم القاسية، وما يتعرضون له من عملية قتل بطئ جراء سياسات الاحتلال بحقهم .