قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين الماضي إن الولايات المتحدة رفضت السيادة الإقليمية للصين وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي، وهو أحدث عمل استفزازي في حملته سيئة السمعة لتقويض الصين.
إن تصريح بومبيو لا يتجاهل الحقائق المتعلقة ببحر الصين الجنوبي فحسب، بل ينتهك أيضا وبشكل خطير سيادة الصين ويتدخل في شؤونها الداخلية. وقد انتقدت السفارة الصينية في الولايات المتحدة تصريحاته ووصفتها بأنها "غير مبررة على الإطلاق"، وقالت إن الجانب الصيني "يعارضها بشدة".
إن واشنطن ليست طرفا ذا صلة فيما يتعلق بالشواغل الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، إلا أنها كثيرا ما تختار -- وبشكل غير حكيم -- استعراض عضلاتها العسكرية وإثارة التوترات في المنطقة. السبب؟ هو احتواء الصين والسعي إلى تحقيق طموحاتها للهيمنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
لا تنخدع. ففي الوقت الذي يواصل فيه العالم مكافحة كوفيد-19 ومع كون الولايات المتحدة نفسها غارقة في أعماق هذه الجائحة، يمكن للعقول الرصينة في جميع أنحاء العالم أن تدرك حقا المخطط السياسي المحض للإدارة الأمريكية الحالية والذي يرمي إلى تحويل الانتباه الداخلي بعيدا عن تعاملها الضعيف مع تفشي المرض، ناهيك عن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في البلاد ضد سكانها الأمريكيين من أصل أفريقي.
إن جزر بحر الصين الجنوبي جزء لا يتجزأ من أراضي الصين منذ قديم الأزل، ولدى الصين أدلة تاريخية وافرة تدعم سيادتها وحقوقها البحرية المشروعة هناك. ولا أحد يستطيع أن ينكر مثل هذه الأدلة الدامغة.
إلى جانب ذلك، تعمل الصين منذ فترة طويلة مع جميع الأطراف ذات الصلة في بحر الصين الجنوبي للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. وفي إطار إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، تواصل الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا إحراز تقدم واضح في ضمان السلام بالمنطقة.
يتطلب المبدأ الذهبي للحفاظ على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي من جميع الأطراف حل خلافاتهم من خلال الحوار واحترام المصالح الأساسية لبعضهم البعض. ولكن واشنطن، من خلال إرسالها حاملات طائرات إلى المنطقة وتوجيهها اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد بكين، تحاول تقويض السلام.
يجب ألا يستهين المتشددون في واشنطن بتصميم الصين على حماية حقوقها السيادية. لقد برهن التاريخ على أنه في كل مرة تحاول فيها واشنطن إثارة مشكلات في المنطقة، تستجيب الصين بثبات، كما فعلت مع أزمة محكمة بحر الصين الجنوبي في عام 2016.
وحتى يوم الاثنين، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 3.36 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 135 ألف حالة وفاة، وفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز. وكلا الرقمين أعلى بكثير من أي دولة أو منطقة أخرى.
ومن الأفضل تكريس طاقة واشنطن لاحتواء الجائحة المستفحلة في فنائها الخلفي بدلا من التدخل في الشواغل الداخلية للصين.