- عطا الله شاهين
لم تتخيل أبدا بأن موتنا سيكون مريحا على حافة الكون، عندما أيقنّا بأننا لن نعود إلى كوكبنا الأزرق، وكان موتنا بلا نياح من أناس كنياح الأقارب على موت شخص يخصهم، لم ننزعج حين متنا بكل هدوء في عتمة كون لم نسأم منه، رغم تجمّدنا هناك.. نمنا في الفراغ المعتم، وكنا عاشقين، رغم توترنا الهادئ..
لم نتشاجر حين كنا نتناقش حول لغز الكون كان موتنا بلا أي ازعاج من أحد.. لم نُتعب أي أحد كي يدفننا .. لم نرغم أحدا على لبس ثوب الحداد.. كنا ندرك بأن الموت هو آخر مشوارنا في هذا الكون.. كنا نشتاق الى كوكبنا، لكننا أدركنا بأنه من المستحيل العودة إلى مكان ترعرعنا فيه..
لم يكن لدينا أية مركبة لتعيدنا من حيث أتينا، لأن مركبتنا تحطمت على كوكب صخري، حينما قفزنا منها وقت تعطلها، ووصلنا الى حافة الكون.. لم ندر كم استغرقنا من الزمن لنصل الى حافة الكون، لكن وجوهنا لم تهرم، وكأن الزمن توقف على حافة الكون، وعندما شعرنا بأننا بدأنا نموت ببطء أدركنا بأننا وصلنا لنهاية بقائنا في كون معتم..
فموتنا كان مريحا دون أي ازعاج من أي أحد، فدنت مني وقالت: قبل الموت أشعر ببرد قارص، أريد أن تعانقني لأشعر بحبك قبل موتنا المريح..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت