- فتح وهبه
في كل مرة يخرج علينا إما مسؤول أو رجل دين أو كاتب أو رئيس هيئة فلسطيني من الداخل الفلسطيني أو الخارج ويتحدث إما من اوروبا أو من أراضي 48 نيابة عن اللاجئين الفلسطينيين ويقول: "اللاجئون الفلسطينيون متمسكون بحق العودة" دون أن يستطلع آرائهم أو يعايش عن قرب أحوالهم المأساوية ويعلم ما يدور في خاطرهم إن كانوا فعلاً متمسكين بهذه الإكذوبة التي يروج لها كثير من المستفيدين من بقاء اللاجئ على ما هو عليه أم لا.
العديد من السياسيين الفلسطينيين نصبوا أنفسهم متحدثين بأسم هذا الشعب المسكين دون أن ينجزوا أو يقدموا له شئ يثبث صدق أقوالهم التي تأتي في إطار المزايدات وفي إطار التضييق عليهم ومنعهم من الخروج من عنق الزجاجة خدمة لأجندات خارجية.
اليوم لو سألنا أي لاجئ فلسطيني وبالأخص في لبنان ، مادا تريد بماذا تفكر ؟ لأجابك على الفور أنه يريد الهجرة الى اوروبا ، من أجل تغيير الواقع المرير الذي يعيشه لأنه لم يعد بإمكانه التحمل ولأن ليس هناك من أحد يبالي به إن عاش أو مات وليس هناك من يعمل على إنهاء مأساته أو يدعم صموده على أرض الواقع ، ولأن اليوم أصبح المواطن اللبناني نفسه يطالب بالخروج من لبنان ويطرق أبواب السفارات طلباً للهجرة بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة جداً في البلاد ، فلماذا اللاجئون الفلسطينيون يتمسكون بلبنان طالما يعيشون أوضاع مأساوية مقارنة بباقي اللاجئين الفلسطينيين في الدول المستضيفة الأخرى .
اليوم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مهمشين بلا مرجعية حقيقية على هامش الحياة لا رأي لهم يتاجر بهم كسلعه يتعاملون معهم كرقم وليس كبشر لهم حقوق تكفلتها المواثيق الدولية .
اليوم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتعرضون للإذلال والإهانة من قبل وكالة الاونروا التي يراها الكثيرين من اللاجئين الفلسطينيين نقمه عليهم لأنها خذلتهم ولم تمد لهم يد العون والمساعده وتتعامل مع المخاطر التي تهدد حياتهم ببروده وبإستهتار تام مما دفع بهم لمطالبة الاونروا بتفعيل الحماية للاجئ الفلسطيني والتوجه أيضا إلى السفارات الاوروبية والسفارة الكندية طلباً للهجرة.
اليوم غالبية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يطلبون من الذين نصبوا أنفسهم أسياد عليهم ألكف ثم ألكف عن التحدث باسمهم والكف عن الإتجار بهم وعرقلة مساعيهم للهجرة لأنهم وحدهم لهم الحق في تقرير مصيرهم وهم أعلم بمصلحتهم من غيرهم بعدما فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل لهم على مدار 73سنه من نكبتهم وفشلت المرجعية الفلسطينية في تحمل واجباتها الأخلاقية والإنسانية تجاههم.
يقول لاجئ فلسطيني يعيش شمال لبنان " أتعجب من المرجعيه الفلسطينية عندما نصرخ ونطالب بلقمة العيش لا يصغون لنا ويضعون أصابعهم في آذانهم ويقولون لنا " الاونروا هي المسؤولة عنكم " وعندما نطالب بالهجرة تصحى المرجعية فجأة وتخرج وتعارض الهجرة وتصبح متحدثة بأسم شعبنا وتعرقل لنا الهجرة " ويقول لاجئ فلسطيني آخر " انظروا إلى غالبية المسؤولين الفلسطينيين أين هم يعيشون ! إما في أوروبا وإما في غيرها من الدول الأجنبية ; ويضيف قائلاً " أكثر ما يستفزني هو مطالبتهم لنا أن نبقى في المخيمات من أجل أن لا يضيع حق العودة مع علمهم وإدراكهم أن لا أحد يعمل لإسترداد هذا الحق وهو ضرب من الخيال في ظل هذه السلطة الفلسطينية التي تتعامل مع اللاجئين على انهم غير موجودين " وفي ظل إنحياز المجتمع الدولي وبالاخص الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال ، ويضيف قائلاً " أنا اقول لمن يتحدث بالنيابة عنا وهو يعيش في اوروبا أو امريكا ، إن كنت جاد في كلامك وحريص على حق العودة تعال وعيش في المخيمات وتنازل عن راتبك الشهري ، عندها لك الحق في إبداء الرأي والتعبير وعندها سأحترم رأيك وأنهى كلامه قائلاً " إلي إيدو بالمي مش مثل إلي إيدو بالنار " .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت