- عطا الله شاهين
- موْتُ مرآة
يُسكتها الغبار المكدّس على سطحها الملس مرآة مهجورة منذ زمن، معلقة على حائط تقتله الرطوبة.. تشتاق لوجه تعكسه علّها تعيد وظيفتها..
لا أحد يرغب في النظر إليها
مرآة تموت من غبار.. لا معنى من نسيانها على حائط حجرة مغلقة دون تفسير..
تموت من تركها بلا تنظيف.. رطوبة الحائط تسرّع في فقدان روحها اللامعة.. غبار ثقيل يغطيها..
تشتاق لعكس عيني امرأة حبّت الوقوف أمامها لفترة من الزمن غبار الزمن يقتلها ورطوبة تزيل لمعانها..
- منطق المرآة في العتمة..
حين أخطو صوب سريري كل ليلة أُطفِئ ضوء الحجرة.. أنظر إلى وجهي في المرآة كعادة هبلةٍ أكرّرها كلّما أمرّ من أمامها أرى وجهي في العتمة بينما أقف أمام مرآتي النظيفة، وكأنه لا يشبهني..
أضيءُ الحجرة لأرى صدقَ المرآة.. أرى وجهي الحقيقي الذي يشبهني تحت ضوء الحجرة.. أُطفئ الحجرة وأنظر صوب المرآة مرة أخرى المرآة تعكس وجهي كما هو بعتمته ..
أقول: منطق المرآة لا يمكن تغييره في العتمة.. فهي تعكسني في الضوء كما أنا بوجهي الحقيقي.. فالمرآة تعكسني في العتمة بوجهي المكدس عليه تعبي، الذي يغير من ملامحه كل يوم...
وقبل وضع رأسي على مخدّتي أقول: حتى في النهار :لا يمكن للمرآة أن تغيّر حقيقة وجهي فمهما ضحكتُ أمام المرآة فهي تعكسني بكل حقيقة وجهي، الذي ينام عليه تعبُ السّنين..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت