أكد نبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني الخاص محمود عباس ، أن الصين حليف استراتيجي لفلسطين، معربا عن تطلع بلاده لدور أكبر منها بشأن حل القضية الفلسطينية في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.
وقال شعث في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن نثق بعلاقة الصداقة والأخوة مع الصين التي تسعى إلى إقامة علاقات مع الدول بما فيها فلسطين، على أساس المساواة والاحترام المتبادل".
وأضاف شعث، أن الصين تدعو إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وهذا حافز لنا في يوم من الأيام سنحصل على حقنا الطبيعي طالما هناك دولة عظيمة تدعم حقوقنا وتسعى لمساعدتنا في الوصول إلى ما نريد.
وأكد أن القضية الفلسطينية هي "القضية الأساسية في الشرق الأوسط، لأن الشعب الفلسطيني يناضل منذ أكثر من 70 عاما من أجل حقوقه الوطنية والمشروعة، بالإضافة إلى أن فلسطين لها أهمية جغرافية وتاريخية ولها علاقات مع جميع دول العالم".
واعتبر شعث، أن فلسطين "قضية حاسمة لأن هناك اعتداءات مشتركة عليها، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في محاولة لإخفاء الوجود الفلسطيني لإقامة الدولة اليهودية"، مشددا على أن النضال الفلسطيني مستمر وأن الشرق الأوسط لن يتمتع بالاستقلال في ظل الحروب والصراعات في فلسطين.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قال خلال محادثات هاتفية مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، إن قضية فلسطين تظل دائما القضية الجوهرية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الصين تدعم "حل الدولتين" باعتباره الاتجاه الصحيح.
وقال شعث، إن ما تحدث به الرئيس شي جين بينغ "مثير للإعجاب من جميع النواحي وهو رسالة واضحة للعالم بأن العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والصيني وثيقة على كافة المستويات الرسمية والقيادية والشعبية"، لافتا الى أن الصين لطالما كانت من أكبر المؤيدين للنضال الفلسطيني.
وتابع شعث، أن القيادة الصينية "أثبتت أنها واحدة من أقوى الداعمين لحقوق الفلسطينيين، ولطالما دافعت عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس".
وأشار إلى أن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين شي وعباس رسالة "مفادها أن فلسطين ليست وحدها وأن هناك قوة عالمية مثل الصين تقف بجانبها لمواجهة المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية"، متهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهما "يشكلان تهديدًا للأمن والسلام في المنطقة والعالم".
وأوضح شعث، أن الرئيس عباس أعرب خلال المحادثة عن دعمه للصين في مواجهة كل المحاولات الأمريكية للتدخل في المنطقة الصينية خاصة في قضية هونغ كونغ، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "لا ينسى مواقف الصينيين العظماء تجاه قضيتهم".
وأكد ممثل الرئيس الفلسطيني، أن "الصين بلد عظيم ومكانتها تمثل إضافة حقيقية للشعب الفلسطيني، ولذلك لن يتأخروا أبدًا في التعبير عن تضامنهم مع الشعب الصيني".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكانت رفضت خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويطالب الفلسطينيون منذ ذلك الحين بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.
وقال شعث مستذكرا "عندما عملت وزيرا للخارجية كنت أبدأ رحلاتي من الصين لزيارة دول أخرى، لما تمثله من محور مهم ودعم للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الصين كانت نموذجا للعالم في التخطيط الاستراتيجي لمستقبل شعبها وهذا البلد القديم لم يغير مبادئه، ولن يغيرها.
وبشأن العلاقات الحالية والتعاون المستقبلي مع الصين، أكد متانة وقوة العلاقة بين الجانبين في الوقت الماضي والحالي وفي المستقبل، مشيرا إلى أن الصين تقدم العديد من أشكال الدعم للشعب الفلسطيني آخرها في أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال شعث، "نحن نقدر عاليا الدعم الذي حصلنا عليه من الصين لمواجهة فيروس كورونا"، داعيا الصين إلى "دعم التنمية الاقتصادية في فلسطين والعمل على تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض لإنشاء اقتصاد مستقل".
وأضاف، "هناك مصالح مشتركة يمكن أن تربط بين الصين وفلسطين اقتصاديا"، مشددا على أن الصين هي "القوة العظمى التي تدعم الفلسطينيين في الشؤون الدولية ودائماً ما تدعم حقوق الفلسطينيين".
وعلى صعيد الدعم الصيني للشعب الفلسطيني في أزمة فيروس كورونا، قال شعث "منذ تفشي الفيروس في الأراضي الفلسطينية في مارس الماضي سارعت الصين إلى تقديم المساعدة الطبية لمكافحة المرض".
وأضاف، "نحن نعلم أن الصين أصبحت نموذجًا يحتذى به لمكافحة الفيروس الجديد من خلال قدرتها الفائقة على القضاء عليه رغم شكوك العديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار شعث، إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية تتبع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي نفذتها الصين والتي كان لها أثر إيجابي في القضاء على المرض.
وتابع، "نحن نواجه الموجة الثانية من تفشي الفيروس، ومع ذلك لاتزال الصين تقدم الدعم اللوجستي والمعنوي والمعرفي للفلسطينيين"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينسى هذا الدور الإنساني الهائل.
وأجرى وفد طبي صيني زيارة إلى الضفة الغربية استغرقت أسبوعا الشهر الماضي، وعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين وعاملين في الحقل الطبي الفلسطيني بهدف تعزيز قدرتهم لمكافحة فيروس كورونا.
ونقل الوفد الطبي، إمدادات ومساعدات طبية مقدمة من الحكومة الصينية للشعب الفلسطيني لمكافحة مرض كورونا، إضافة إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الطبية اللازمة لوضع السياسات الوقائية ومكافحة نقل العدوى خاصة داخل المستشفيات.
وتوقع شعث، أن تصبح الصين القوة العظمى الأولى في العالم بدلا من الولايات المتحدة، ليس من خلال الحروب العسكرية أو احتلال البلدان، ولكن من خلال اقتصادها القوي والقيم الإنسانية التي تعتمد عليها في علاقاتها مع البلدان الأخرى.
وأعرب شعث عن أمله في أن يتسع الدعم الصيني للفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة وعاصمتها القدس ودعم المشاريع التجارية التي تساعدهم على الاستقلال الاقتصادي عن إسرائيل.