صندوق وطني لدعم الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة من اصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة

بقلم: وجيه أبوظريفة

وجيه ابو ظريفة
  • د. وجيه ابو ظريفة

رغم الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الصحي والاجتماعي وفي ظل تعقيدات فرضتها مواجهة فايروس كورونا على المسيرة التعليمية هذا العام الا ان نتائج الثانوية العامة اظهرت تفوقا عظيما لعدد كبير من الطالبات والطلاب وبمعدلات تقترب من الدرجات النهائية في كل المواد مما جعل مئات بل ربما الاف الطلبة يواجهون تحدي جديد هو عدم قدرة الاسر في ظل الازمة الاقتصادية التى يعيشها أبناء شعبنا وتحديدا في قطاع غزة الذي يعاني من حصار ظالم ومن اوضاع معيشية واقتصادية غاية في الصعوبة وان اغلب الاسر لن تستطيع تحقيق حلم ابنائها من الطلاب المتفوقين في دراسة تخصصات مثل الطب البشري وطب الاسنان والصيدلة والهندسة الذي يحلم كل المتفوقين ان يدرسوها لارتفاع تكلفة الدراسة ولصعوبة الحصول علي منح خارجية لدراسة هذه التخصصات او اصلا بسبب استحالة السفر للخارج في ظل اغلاق العالم بسبب فايروس كورونا
ان بعض المنح والمساعدات المقدمة سواء من الرئاسة او من وزارة التربية والتعليم العالي لا تغطي الا اعداد قليلة من المتفوقين وحتى بعض المساعدات المحلية والدولية لا تغطي الا جزء بسيط من اصحاب التميز والابداع من الطلبة
لقد باتت ضرورة ملحة لانشاء صندوق وطني لتعليم الطلاب المتميزون في التخصصات التي يرغبون فيها او التي يستطيعون ان يبدعوا فيها او التخصصات النادرة التي تتطلب مستوى عالي من الذكاء والتميز حتى وان كانت مكلفة
ان هذا الصندوق يمكن ان يحتوي علي كل المنح والمساعدات والهبات ويمكن دفع القطاع الخاص والشركات للمساهمة الفاعلة فيه كجزء من مسؤوليتها ومساهمتها الاجتماعية كقيمة مضافة للاعمال التجارية التى تدر ارباح مهولة ويكون هذا الصندوق مختصا في توفير المنح والاعفاءات والمساعدات وربما حتى القروض للطلاب المتفوقين
ان ترك طلاب يحصلون علي معدلات قياسية يتسولون المنح علي ابوب الحكومة والجامعات والمؤسسات معيب في حق السلطة والمجتمع الذي يدفع هولاء الطلاب اما للهجرة او لخفض مستواهم الاكاديمي ليستطيعوا توفير الرسوم الدراسية لكليات رخيصة نسبيا
ان مراجعة نظام التعليم الجامعي بات ضرورة ملحة فالعلم والتعلم قيمة عليا ولا يجوز تحويلها لسلعة واعتباره استثمارا يحسب فقط بالقيمة المالية الواردة للجامعات والمعاهد العليا
ان الوقت قد حان لمبادرات لانشاء هذا الصندوق وان لم تقم الحكومة بواجبها فعلي القطاع الاكاديمي والمؤسسات الاهلية ان تعمل علي انشاءه
هذه دعوة للجميع للبدء في العمل لانقاذ المستقبل وان نبدا بتشكيل نواة لهذا الصندوق لان التعليم حق للجميع والاكثر حقا فيه هم المتميزون وبالاخص منهم من انتزعوا هذا التفوق من براثن الفقر والحاجة

د. وجيه ابو ظريفة
رئيس المركز الفلسطيني للحوار الديموقراطي والتنمية السياسية

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت