أرسمُ الحُزْنَ على حيطان العتمة .. شبح إمرأة .. أكدّس الحُزْنَ على رفوفِ العتمة .. عالقٌ بين الوجود والعدم

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  •  عطا الله شاهين
  •  أرسمُ الحُزْنَ على حيطان العتمة


 من رحيلها أراني حزينا الحزن أرسمه بكل ألم على حيطان العتمة.. لا شيء يفرّحني بعد رحيلها بت أرى عتمة أمامي عيني الدامعتين على رحيل امرأة لا شيء فيها مميز..
 كانت صامتة بحضورها لم تكن مشاغبة كشفتيها.. ها أنا أرسم الحزن بلون أسود على حيطان أراها بعتمتها التي تزداد سوادا ..
 لا أنام دون رسم مشاغبات شفتيها على حيطان عتمة أحزن لرحيلها المبكر فكيف لي أن أنسى صمتها وشغبها في صخب الحب؟ سأظل حزينا على رحيل امرأة لم تمنحنى أي شيء سوى الحب الذي لن يتكرر..

  •  شبح إمرأة تأتيني لتريني اشتياقها للحُبّ..

حين تصل منهكة من سفرها عبر قطعها لمسافات كونية تنظر صوبي باشتياق جنوني امرأة شبح أحببتها ذات زمن ولكنها رحلت عني واستقرت روحها في كون آخر.. رحلت عني منذ زمن وبكيت على رحيلها لزمن..
تأتي أحيانا، لأنها تعلم بحزني على رحيلها.. تشتاق للحب، الذي منحته لها.. لا تتحدث معي حين تأتي، لكنني أعلم من بوح عينيها كم هي مشتاقة لحضني الدافئ.. لا تمكث كثيرا عندي، وتعود من حيث أتت..
 ففي عينيها أرى تلهفها لعناقي، ولكن عناقها لا يدوم الا لثوان معدودات.. تنظر صوبي وتبكي، ومن بكائها أعلم بأنها راغبة كي تكون بجانبي لزمن أطول، لكنها لا تستطيع، فهي روح ومكانها في السماء في كون بعيد عن كوننا، هكذا رسمت لي مكانها في كون مواز لكوننا.. هناك حياة لا تشبح حياتنا ..
هناك هدوء سرمدي على كوكب لا يشبه كوكبنا.. تأتي أحيانا وتمكث لثوان في حيزي المعتم والمضاء بضوء خافت، وتطير صوب عالمها هناك، الذي يبتعد عنا مليارات السنوات الضوئية ..
إنه اشتياقها للحب هو الذي يجعلها تأتي، لأنها تعلم بأن حُبّي لها كان حُبّا عظيما، فما أصعب لحظات فراقها حين تبتعد ببطء عني وتطير في العتمة راجعة إلى مكانها!..

  •  أكدّس الحُزْنَ على رفوفِ العتمة

عيناي يملؤهما الحزن منذ زمن لا أتذكّره.. لا شيء بات يفرّح في هذه الدنيا بكوارثها وأزامتها اللا نهائية.. كل يوم أسمع أخبارا محزنة عن أناس تقتلهم الحروب .. أحزن على أطفال يعملون بظروف خطرة كي لا يموتون من الجوع..
أعيش كل يوم في بحر الحزن من رؤيتي لعذابات الناس، التي لا تنتهي.. أدمع حين أرى امرأة تبكي على غرق طفلها أثناء هربه عبر البحرِ خوفا من الموت فكل يوم يمرّ عليّ بلا أي فرَحٍ، وأراني أكدّس الحزن على رفوف العتمة..
أجلس على أريكتي حزينا في عتمة تلفني بستار أسود حزني بت أكدسه على رفوف عتمة، والتي لم تعد تتسع لمزيد من الحزن.. فعيناي لا تريان إلا مشاهدا من صورٍ سوداء بلا ألوان الحياة..

  • عالقٌ بين الوجود والعدم

 أراني عالقا بين الوجود والعدم منذ زمن، ففي داخلي يكبر العدم، وأتساءل كلما يخنقني اليأس ما هذا الشعور باللافائدة جراء وجودي في زمن مغاير.. فأنا لست سوى الحالم بالوصول اليكِ، رغم عدم يقيني في الخروج من بين جدران العدم وبوابات الوجود الموصدة بعتمة اللا مكان..جائحة كورونا ..
فأحيانا أراني لست بعيدا عن تفكير فلسفة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر في احتوائي بالشعور بالقلق تجاه مصيري، فالقلق المسيطر عليّ منذ ولادتي هو الذي يكشف معنى العدم أي الموت، فلماذا أنا موجود هنا أو هناك، فأنا أرغب في منح الحُبّ معناه، فأنا عالق بين الوجود والعدم..
 أتساءل هل سأراك بعد زمن في العدم أي بعدما يأتيك الموت من هرمك المتسارع كتسارع تمدد الكون الى ما لا نهاية .. ولهذا سأراك بعدما تطير روحك في سماء كون لا حدود له، فهناك ستحاولين أخذي معك.. فلا تفكري في الموت الآن، فأنا موجود لك بين الوجود والعدم، رغم أنني أنتظرك أن تأتي بلا موت ..
 سنكون سوية في العدم بعد زمن بعيدا عن جو القلق الوجودي فلا تقلقي على يأسي رغم أنني أحاول الخروج من اللامكان للوصول اليك، ولكنك ربما ستأتين صوبي قبل أن اصلك، رغم شكوكي في قدرتي على الخروج من جدران العدم وبوابات الوجود ..

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت