في الوقت الذي سبب فيه مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الخسائر والقلق للكثيرين، فإن هناك البعض يحاولون أن يحولوا المحنة إلى منحة ويستفيدون منها ومن هؤلاء أعضاء حملة "أصدقاء الكتاب" التي تعد عمانية المنشأ حيث تأسست من عمان، وعربية الانتشار حيث تضم أعضاء من 16 دولة عربية.
وتعد "أصدقاء الكتاب" واحدة من الحملات الثقافية النشيطة في المجتمع العماني وفي عدة دول مستفيدة من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعمل على زيادة نسبة القراءة ونشرها في الوطن العربي، من أجل بناء مجتمع عربي مثقف.
"الحملة كثفت من أنشطتها خلال الفترة الماضية لتستفيد من فترة بقاء الناس بالمنازل ووجود متسع من الوقت لدى الكثيرين بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة في كثير من البلدان العربية بسبب (كوفيد-19 ) .. صرحت بذلك رئيسة حملة (أصدقاء الكتاب)، العمانية ميثاء الراشدي ، وقالت: "جائحة كورونا لم تؤثر على نشاط حملتنا سلبا، بل على العكس تماما زاد معدل قراءة الأعضاء، وطورنا من طريقة عملنا فانتهجنا أفكار جديدة ومن ذلك استحداثنا لعدد من تحديات القراءة للاستفادة من الوقت وزيادة معدل القراءة.
وأوضحت ميثاء الراشدي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) بمناسبة إطلاق عدد من التحديات الجديدة قائلة: "هذه التحديات تضم "تحدي 24 ساعة" حيث يقوم القراء بإنهاء كتاب واحد خلال 24 ساعة في إجازة نهاية الأسبوع، وتحدي 100 كتاب في عام، وتحدي 75 كتابا في عام، وكذلك تحدي 50 أو 25 كتابا في عام، وغيرها من التحديات والمسابقات التشويقية التي نعلن عنها باستمرار في حسابات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأردفت ميثاء قائلة: "لقد ساعدنا النظام الذي قامت عليه الحملة منذ تأسيسها وهو اعتماد العمل فيها على النظام الإلكتروني بشكل كبير، لذلك لم تتغير طبيعة العمل ولا أنشطة الحملة في ظل كورونا بشكل كبير، عدا بعض الأنشطة التي كنا ننفذها في بعض مؤسسات المجتمع كالمدارس والكليات، والتي تم تأجيلها استجابة لإجراءات كورونا الاحترازية وتحقيقا للتباعد الاجتماعي لحين إنجلاء هذه الأزمة.
وعن تأثير "كورونا" على نسبة القراءة في المجتمع قالت الراشدي: قمنا بعمل استطلاع رأي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم طرح سؤال من قبيل "كيف أثرت جائحة كورونا على نسبة القراءة لديكم؟" وقد تلقينا ردود إيجابية، حيث أجابت نسبة 85% من المستطلعين بأن نسبة القراءة قد زادت لديهم وذلك لوجود متسع من الوقت.
وحول إحصائيات الحملة حول نسب القراءة قالت: وفقا لعدد الأعضاء المنتسبين للحملة فإن القراء الإناث إلى الذكور بنسبة 72بالمائة إلى 28 بالمائة تقريبا، وأضافت: "ولكن للأسف لم نقم بعمل دراسات وإحصائيات عن نوع الكتب الأكثر قراءة أو التخصصات الأكثر إطلاعا من قبل القراء".
وأكدت ميثاء الراشدي أن الحملة تسعى لتحقيق بعض الأهداف المستقبلية، والتي ستنقل الحملة لمستوى واعد جدا، وذلك من خلال تحقيق الشراكة بين المجتمع والوسط الثقافي وتحبيب الأطفال والجيل الناشئ على القراءة من خلال اقتراح القصص والكتب الهادفة وعمل بعض الأنشطة القرائية المحببة لهم.
وأشارت إلى أن الحملة كما أي عمل مدني يلتحق به أناس ويستمرون وأخرون يلتحقون ويخرجون ليحل غيرهم وهكذا، ويصل عدد المشتركين بالحملة حاليا ووفقا لآخر إحصائية قمنا بها خلال يوليو الجاري إلى 1719 عضوا وعضوة من 16 بلدا عربيا مختلفا، يجمعهم كتاب ويلتقون في مجموعات على برنامج الواتس أب، وكذلك من خلال التفاعل مع حسابات الحملة في مواقع التواصل الاجتماعي "انستجرام وتويتر"، حيث تقدم لهم الحملة كل التشجيع والدعم إلى مواصلة القراءة وتوفر لهم بعضا من الكتب الإلكترونية، وفي نهاية كل عام يحصل الأعضاء المنجزون على شهادة إتمام لتحدي القراءة.
وعن أبرز الدول التي منها أعضاء للحملة قالت تضم الحملة أعضاء من دول: "عمان، مصر، الإمارات، اليمن، البحرين، السعودية، قطر، الكويت، الصومال، السودان، ليبيا، فلسطين، الجزائر، الأردن، سوريا، والمغرب." يجمعهم كتاب، وهدف لا يحيدون عنه هو السعي لجعل قارئ في كل بيت عربي، ليصبح قائدا في المستقبل، ويؤمنون بأن رقي المجتمعات لا يتم إلا برقي أفرادها، بالعلم والمعرفة وحب الاستطلاع والنقاشات المثرية.
وأشارت ميثاء إلى أن الحملة رغم أنها انطلقت في مطلع يناير 2015 من خلال إنشاء مجموعتين للرجال والنساء في تطبيق الواتس أب، وكانت تلك الشرارة التي ما زالت تومض في سماء الإبداع إلى يومنا هذا، إلا أننا نعتبر أن فترة كورونا هذه لحظة تحول كبيرة لنا من حيث مضاعفة الأنشطة والتوسعات المستقبلية بفكر يتماشى مع الظروف التي فرضها (كوفيد- 19) على العالم.
وقالت أسماء محمد مصرية مقيمة بعمان لـ (شينخوا): "استفدت من هذه الحملة كثيرا، فطريقتهم في التفكير ومنهجية العمل والأفكار التي تطرحها تحبب في عادة القراءة، علاوة على التحفيز المستمر من خلال طرق جديدة ومبتكرة، مع اختيار عناوين مختلفة شيقة وجذابة في مجالات وعلوم متنوعة وهذا يجعلنا لا نمل القراءة.. كنت لا أحب القراءة كثيرا والآن أستطيع أن أقول أنني أصبحت قارئة نهمة".
وقال مؤسس الحملة عبد الله المحروقي لـ (شينخوا): تهدف الحملة في المقام الأول لإيجاد جيل قارئ مطلع على مختلف الأصعدة؛ وبث ثقافة القراءة بين الشباب من مختلف دول العالم العربي؛ ونشر الوعي وتوسيع المدارك حول بعض المواضيع التي تهم الشباب؛ وشحذ روح المنافسة بين الأعضاء وذلك عن طريق المسابقات والتحديات القرائية؛ ومشاركة أكبر قدر ممكن من المراجعات حول الكتب المقروءة؛ وإيجاد روح التواصل مع المجتمع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الحملة تستقبل في بداية كل عام عدد معين من الأعضاء الجدد، إيمانا منها بنشر ثقافة القراءة لأكبر قدر ممكن من كافة شرائح المجتمع، حيث تستقبل القراء من كافة الأعمار، وبحيث يمكن تفعيل أنشطتها وتحقيق الاستفادة لجميع الأعضاء، وتعتز بضمها ثلة مميزة من الكتاب والأكاديميين والتربويين والمبدعين في مختلف المجالات من العديد من الدول العربية.