أعربت الصين، عن رفضها تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التشهيرية ضد الحزب الشيوعي الصيني، موضحة أن تصريحاته الإثارية غير المسؤولة كانت محل انتقاد وإدانة كل من يسعون إلى تحقيق السلام والعدل، ومنهم أمريكيون من ذوي الرؤى الواسعة.
وكان ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، نشر مقالا في صحيفة ((واشنطن بوست)) تحت عنوان " ما لا يدركه مايك بومبيو بشأن الصين وريتشارد نيكسون والسياسة الخارجية الأمريكية". وقد استشهد هاس مؤخرا بهذا المقال في تغريدة على ((تويتر))، منتقدا فيها خطاب بومبيو الذي ألقاه بمكتبة ريتشارد نيكسون الرئاسية. وقال هاس في تغريدته "كلمة بومبيو عن الصين يوم الخميس لم تمثل فقط تحريفا للتاريخ وإنما مثلت أيضا تأييدا لسياسة غير عملية وغير متناسقة تجاه أهم العلاقات في هذه المرحلة. وإلقائه كلمته بمكتبة نيكسون لم يزد الأمر إلا سوءا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ ون بين، عندما طلب منه التعليق على ذلك خلال مؤتمر صحفي دوري، إن بومبيو أنكر كل جوانب العلاقات الصينية-الأمريكية على مدى الأعوام الـ40 الماضية، وهاجم على نحو سافر الحزب الشيوعي الصيني ودعا جميع البلدان إلى الاحتشاد في مواجهة الصين.
وقال وانغ "اتهامات بومبيو بشأن انتهاج الحزب الشيوعي الصيني مخططات للهيمنة، لا تنبع من جهل فحسب، وإنما من تحيز أيضا".
وأوضح وانغ أن الحزب الشيوعي الصيني بدأ فقط بعشرات الأعضاء، ليصبح اليوم حزبا كبيرا يضم أكثر من 91 مليون عضو، موضحا أن الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب الذي يحكم الصين -أكثر بلاد العالم سكانا- منذ فترة طويلة. وأشار وانغ أن السبب في ذلك، وهو ما يجهله بومبيو، هو أن الحزب يجعل دوما من مصالح الشعب أولويته القصوى، ودائما ما يبقى مع الشعب في السراء والضراء.
وكما اتضح في بحث نشرته مؤخرا كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإنه تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تجاوزت نسبة دعم الشعب الصيني للحكومة المركزية ورضاه العام عنها، 93 بالمئة. ووفقا لنتيجة استطلاع أجرته شركة (( إيلدمان)) الاستشارية، فإن 95 بالمئة من الشعب الصيني يثقون بالحكومة الصينية، لتحتل الحكومة الصينية بذلك المرتبة الأولى بين الدول التي شملها الاستطلاع، فيما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة قبل الأخيرة، حصلت فيها على ثقة 48 بالمئة فقط من المواطنين.
ولفت وانغ إلى أن هدف الحزب الشيوعي الصيني هو تجديد شباب الأمة الصينية، وليس انتزاع مكانة الولايات المتحدة، وفي نهاية الأمر، يعتمد الوضع الدولي للولايات المتحدة عليها ذاتها وليس على الآخرين.
وقال وانغ "بومبيو كان يدعو إلى تحالف ضد الصين في كلمته، لكن يبدو أنه نسي أنه في القرن الواحد والعشرين، يعد التحريض على الكراهية والمواجهة أمرا يتعارض مع توجه العصر. والولايات المتحدة لا تحظى بأي دعم في محاولة السير عكس عجلة التاريخ"، مردفا بقوله "بومبيو يتحدث عن حماية الديمقراطية والحرية، لكنه لا يمثل الديمقراطية أو الحرية على الإطلاق".