- المحامي علي ابوحبله
في الوقت الذي يفتقد فيها النظام العربي لاستراتجيه عربيه موحده لمواجهة التمدد الصهيوني خارج حدود فلسطين ، مع غياب المخططات المستقبلية العربية وتوحيد الجهود العربية وانتظار ما يخططه الآخرون لنا دائماً، حتى نقوم بالشجب والإدانة، فقد عكف مائتان وخمسون من كبار العلماء والخبراء الإسرائيليين عام 94 طيلة ثلاث سنوات لوضع المخططات التوسعية والإستراتيجية للدولة الصهيونية، وحتى العام 2020، وانتهوا من ذلك بالفعل عام 97، وضعوا خلالها ثمانية عشر مجلداً ومئات الخرائط، رسموا من خلالها مستقبل إسرائيل ومطامعها التوسعية تجاه الدول العربية في عصر السلام ، وإسرائيل اليوم تنفذ مخططاتها التوسعيه وفق ما رسمته إستراتجيتها للدولة الصهيونية تسعى لبسط الهيمنه وفرض النفوذ على كامل الجغرافية الفلسطينية ومخطط الضم يمهد لفرض السيادة وتهويد فلسطين كل فلسطين ، ولم يقف التوسع وبسط الهيمنة والنفوذ عند هذه الحدود بل بات العدوان الصهيوني المتكرّر على الأراضي السورية، الذي يقتل ويدمر ليتحول إلى خبر روتيني عادي لا يثير أي انفعال عند المواطن العربي ، هو نتاج الفشل المتراكم وخطأ السياسة والتقدير في كيفية التعامل مع العدوان الصهيوني وانتهاكاته المستمرة للسياده الوطنية العربية
أن يتقبل المجتمع العربي الاستيطان الصهيوني، بأريحيّة ويتغاضى عن مخطط الضم وتهويد القدس ، هذه الإستراتيجية العدوانية المنهجية التي امتدّت إلى تنفيذ هجمات على المنشآت النووية على الأرض الإيرانية وضرب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين دون الاكتراث بالعواقب، لا تعكس عدوانية هذا المجتمع فحسب، بل، أيضًا، وهو الأخطر، والنّابع من الثقة بعدم قدرة الجانب المعتدى عليه على الرد واستعداده لامتصاص الاعتداءات والاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بالوقت والزمان المناسب . ويتساءل الكثيرون منذ زمن عن كيفية التعامل بعقلانيه مع الاعتداءات الاسرائيليه التي باتت خطر يتهدد امن ألامه العربية ويتهدد وحدانية الدول العربية
إن ما تقوم به إسرائيل من عدوانٍ مستمرٍ ومتكررٍ وممنهج على الشعب الفلسطيني ، وعدوان مستمر في سورية أو في إيران او في العراق ، يجب أن ينظر إليه باعتباره جزءًا من إستراتيجية الهيمنة والاستعمار في المنطقة. فهي، بعدوانها، تفترض أنها تضرب كل ما يمكن أن يشكل تهديدًا لهيمنتها واستعمارها الاستيطاني المباشر لفلسطين والجولان العربي السوري. ولا تُقْدِم على هذه الإستراتيجيّة العدوانيّة إلا لخدمة مصالحها، مثلها القوى الخارجية التي عبثت وتعبث بأمن ومقدرات ألامه العربية. والمواطن العادي أو المتعلم المستقطب لا يدرك حقائق هامة في ما يجري. فغالبية المثقفين العرب مغيبون عن الاهتمام باولى قضاياهم المتمثلة في التنميه والنهوض الاقتصادي والتغلب على البطاله لحماية وطنهم من محاولات الاستحواذ والهيمنه تحت مسميات وعناوين جميعها تشكل للاستفراد والهيمنة والاستعمار ، فالصهيونية خطر يتهدد عالمنا العربي ويهدد امن واستقرار الوطن والمواطن وأولوية الصراع ضد النظام الاستعماري الكولونالي في فلسطين والمنطقة العربية يجب ان يتصدر اولى اولويات اهتمام النظام العربي و المواطن العربي ،
المواطن العربي بمختلف انتماءاته - يتساءل هل يجب أن تدفع الشعوب العربية مقابل ذلك كل هذا الثمن الباهظ من القتل وتمزيق المجتمعات، اجتماعيًا ومذهبيًا، كما هو الحال في العراق وسورية ولبنان وفلسطين ؟ وهل يجب أن تتواصل طريقة التعامل مع مقومات القوة وعوامل النهضة الشاملة، وشروط التحرر بطريقة مجتزأة، قوامها فصل التحرر عن البناء الداخلي، والديمقراطية والتنمية الشعبية؟ ليست المنطقة العربية متخلّفة وخارجة عن سياق التطور بسبب الاستعمار فقط، بل بسبب تحوّل حالة الاستقطاب وتعدد الو لاءات في البلد الواحد وبات توحيد الصف والجهود المخرج من تلك المعاناة للتغلب على الهيمنة والاستعمار والنفوذ الصهيوني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت