قال وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، إنه بما أن الولايات المتحدة تصرفت بشكل سافر ولاعقلاني ، فإن الصين ستستجيب بشكل حازم وعقلاني للأفعال الأمريكية .
وشارك وانغ وجهة نظره بشأن العلاقات الصينية الأمريكية خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان.
وقال وانغ إن العلاقات الصينية-الأمريكية الحالية، أصبحت مصدر قلق للكثيرين في المجتمع الدولي، مضيفا أن السبب الأساسي يكمن في أن فصيلا سياسيا معينا في الولايات المتحدة، مدفوعا بالحاجة إلى رفع آفاق الحملة والحفاظ على الهيمنة أحادية القطب، يعمل على إلغاء تاريخ العلاقات الصينية-الأمريكية، وقمع الصين على كل جبهة، واستفزاز الصين بشأن مصالحها الأساسية، ومهاجمة النظام الاجتماعي الذي اختاره الشعب الصيني، وتشويه الحزب الحاكم الذي لديه صلات لا تنفصم مع الشعب الصيني.
وأوضح وانغ أن التصرفات الأمريكية تخلت عن الشعور الأساسي باللياقة في التفاعلات بين الدول وخرقت الحد الأدنى من المعايير الدولية، مضيفا أن مثل هذا السلوك هو نموذج لسياسة القوة الصارخة التي يمكن وصفها بكلمة واحدة هي: الهيمنة.
ودعا وانغ إلى اليقظة لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة التي تحرض على مواجهة إيديولوجية متجددة وتقود العالم إلى حرب باردة جديدة، قائلا إنه كما لو كان الناس يمكنهم بالفعل رؤية شبح المكارثية يعود من الرماد.
ونوّه وزير الخارجية الصيني إلى أنه إذا تم السماح لنظريات المؤامرة هذه بأن تشق طريقها، فلن يقتصر الأمر فقط على وقوع العلاقات الصينية-الأمريكية في هاوية المواجهة، لكن العالم كله سيواجه أيضا أزمة انقسام وسيتعرض مستقبل البشرية كلها للخطر.
وفي معرض إشارته إلى أن الولايات المتحدة، التي قامت بالترويج لـ"أمريكا أولاً" على مدى السنوات الماضية، كانت تمضي بعيدا على طريق الأحادية، وخرقت التزاماتها الدولية بشكل متكرر، وقوضت بشدة القانون والنظام الدوليين، قال وانغ إن عدد المعاهدات التي انسحبت منها الإدارة الأمريكية الحالية أكبر بكثير من المعاهدات التي انسحبت منها أي إدارة سابقة.
وقال وانغ إن الأسوأ هو أنه في الوقت الحرج الذي تمس فيه حاجة المجتمع الدولي للتضامن لمحاربة "كوفيد-19"، أعلنت الولايات المتحدة الانسحاب من منظمة الصحة العالمية وتهربت من مسؤولياتها كدولة رئيسية على الرغم من اعتراضات من جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مرتكبي تدمير النظام الدولي الحالي، ما يجعلها دولة تقف في مواجهة الاتجاه التاريخي والمجتمع الدولي.
وأوضح وانغ أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة صارمة ضد السلوكيات الشنيعة التي تقوض الحقوق والمصالح المشروعة للصين، مضيفا أن الصين لا تثير المشكلات، وتتحلى دائما بأقصى درجات ضبط النفس.
وقال إنه منذ وقت ليس ببعيد، طالب الجانب الأمريكي بفظاظة بإغلاق القنصلية العامة الصينية في هيوستن، وهو استفزاز لسيادة الصين وكرامتها، والذي قوبل بالتأكيد برد الصين القانوني والضروري، مضيفا أن هذا يتفق مع الممارسات الدبلوماسية المعتادة، والحق الواجب الذي تتمتع به جميع الدول ذات السيادة.
وداعيا إلى إجراء اتصالات عقلانية بين الصين والولايات المتحدة، قال وانغ إن بكين لن تسمح أبدا لبعض العناصر المعادية للصين بقلب عقود من التبادلات والتعاون الناجحين بين الصين والولايات المتحدة، ولن تسمح بكين للتحيز الإيديولوجي بتقويض التنمية المستقبلية للعلاقات الصينية-الأمريكية.
وقال وانغ إن الاستفزاز الأمريكي المتهور الذي يُفضي إلى المواجهة والانقسام، بعيد كل البعد عن الواقع الذي يفيد أن مصالح الصين والولايات المتحدة تتكاملان بعمق، كما أن الاستفزاز لا يتوافق مع التطلعات المشتركة لشعوب جميع البلدان.
وأوضح وانغ أن الجانب الصيني، إذ يضع في اعتباره المصالح المشتركة للشعبين الصيني والأمريكي وشعوب العالم، على استعداد للسعي للحفاظ على استقرار العلاقات الصينية-الأمريكية من خلال التواصل والتبادل على قدم المساواة مع الجانب الأمريكي، حاثا المجتمع الدولي على التمسك المشترك بالتضامن والتعاون.
وأعرب وانغ عن تطلعه إلى أن تتخذ جميع الدول القرارات الصحيحة والحكيمة، بدلا من أن تكون رهينة لدى حفنة من السياسيين الأمريكيين، وأن تبذل جميع الدول جهودا متضافرة لمنع العالم من الانجرار إلى حرب باردة جديدة من النزاع والمواجهة، وحماية عملية العولمة من تعطيلها بطريقة وحشية .
وقال وانغ إن التسامح مع التنمر لن يجعل أحدا آمنا، ولكنه سيجعل المتنمر أكثر جرأة ويتصرف بشكل أسوأ، مضيفا أنه ينبغي على جميع الدول العمل لمقاومة أي عمل أحادي أو مهيمن وحماية السلام والتنمية على الصعيد العالمي.
ولفت وانغ إلى أن الصين ما زالت مفعمة بالثقة إزاء مستقبل العالم، لأن التصرفات التي تناهض الصواب والخير لا يمكن أن تحظى بشعبية ولا أن تبقى على الدوام.
وأضاف أن السلام والتعاون سيكونان بالتأكيد اختيار الزمن والشعوب.