تكبدت شركات السياحة المصرية خسائر كبيرة هذا العام، بسبب إلغاء موسم العمرة والحج، في إطار مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بل أن بعض هذه الشركات أغلقت أبوابها ومكث موظفوها في منازلهم.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قررت في أواخر فبراير الماضي وقف إصدار تأشيرات الدخول لأراضيها لأداء شعائر العمرة أو زيارة المسجد النبوى الشريف، كإجراء احترازى خوفا من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد بين المعتمرين.
كما حظرت السعودية، دخول الأجانب من خارج البلاد لأداء شعائر الحج، الذي بدأت مناسكه يوم الأربعاء.
وشارك نحو عشرة آلاف شخص فقط من المقيمين في السعودية في المناسك التي ستتواصل على مدى خمسة أيام، مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم شاركوا في الحج العام الماضي وقدموا من كل أنحاء العالم.
وحلت مصر في المرتبة الأولى عربيا في أعداد الحجاج والمعتمرين خلال العام الماضي، حيث أدى أكثر من 85 ألف مصري شعائر الحج، وأكثر من 540 ألف شعائر العمرة.
ويعتبر الحج أحد الأركان الأساسية للإسلام.
وقال باسل السيسي نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالاتحاد المصري للغرف السياحية، إن "توقف موسم العمرة والحج بسبب أزمة مرض فيروس كورونا الجديد أدى إلى خسائر كبيرة للشركات، التي يعتبر هذا الموسم بالنسبة لها بلا عمل".
ويوجد في مصر نحو 2000 شركة سياحية تعمل في مجال العمرة والحج، حسب السيسي الذي قدر، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، خسائر هذه الشركات جراء توقف العمرة والحج بحوالي ملياري جنيه (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 16.03 جنيه مصري)
وتابع السيسي، أن "أغلب شركات السياحة الدينية مغلقة حاليا، ويتواجد موظفوها فى المنازل".
وأشار إلى أن شركات السياحة كانت تتوقع أن تعلن وزارة الحج السعودية إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة من مختلف الجنسيات من المتواجدين داخل المملكة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد.
وشاطره الرأي أحمد حلاوة رئيس شركة (شرم إكسبريس) للسياحة وعضو اتحاد الغرف السياحة، قائلا إن "خسائر الشركات جراء إلغاء موسم العمرة والحج بدون شك كبيرة جدا، لأن العائدات المادية للشركات هذا العام صفر، وكل ذلك بسبب الخوف من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد".
وأوضح أن "بعض الشركات اضطرت إلى الاستغناء عن العمالة، بسبب عدم قدرتها على دفع المرتبات، بينما اكتفت شركات أخرى بتخفيض الرواتب 30 %، وهذا أمر جيد، لأن هذه الشركات تنفق منذ أشهر دون وجود عائد".
وأشار إلى أن توقف موسم الحج والعمرة لم يؤثر على شركات السياحة فقط، بل أيضا على الحكومة المصرية التي فقدت هى الأخرى العوائد التي كانت تحصل عليها من المعتمرين، سواء من الرسوم أو تذاكر الطيران.
أما محمد شاكر (57 عاما)، وهو صاحب شركة سياحة دينية، فقد طالب الحكومة المصرية بدعم شركات السياحة الدينية حتى لا تلجأ إلى تسريح العمالة بها، خاصة أنها فقدت موسم الحج الذي يمثل "دخلا ثابتا" لها.
ويعمل فى شركة شاكر 12 موظفا، ورفض أن يستغني عن أي منهم، لكنه اتفق معهم على تخفيض الرواتب بنسبة 25 % لحين عودة العمل مرة أخرى.
وسافر خلال العام الماضي أكثر من ثلاثة آلاف شخص لأداء العمرة والحج عن طريق الشركة.
وقال شاكر لـ ((شينخوا))، "كنا نأمل ألا تلغي السعودية موسم الحج، وتقوم بتحديد أعداد معينة من الحجاج لكل دولة، بحيث لا تتوقف الشركات تماما مثلما حدث الآن، لكن المملكة ترى أن هذا هو القرار الصحيح، خوفا على الحجاج من مرض فيروس كورونا الجديد".
وأضاف "نحن نعمل في السياحة الدينية فقط، وهذا الموسم تم ضربه بسبب مرض فيروس كورونا الجديد، الذي تسبب في خسائر كبيرة جدا للقطاع السياحي خاصة الشركات العاملة في الحج والعمرة".
ولم يفكر شاكر، مطلقا في غلق شركته، لكنه يدرس تنظيم رحلات سياحية داخل مصر، للتغلب على توقف السياحة الدينية للسعودية، وعدم معرفته بموعد عودتها.
إلا أن ياسر عبد الرحمن (47 عاما) صاحب شركة للسياحة الدينية قال إن بعض الشركات غيرت نشاطها بالفعل.
واعتبر أن توقف موسم العمرة والحج هذا العام "خراب للشركات"، التي تدفع رواتب للموظفين دون وجود عائدات.
ويعمل في شركة عبدالرحمن 30 موظفا، وقامت الشركة بتخفيض الرواتب منذ الشهر الماضي بنسبة 35 %، لكي تستطيع الوفاء بالتزاماتها.
وأوضح عبدالرحمن، أن شركته قد تغلق أبوابها إذا استمر الوضع الراهن بضعة أشهر أخرى، خاصة أنه لا يوجد عائد مادي يدخل الشركة منذ أكثر من خمسة أشهر.