• بقلم علي بدوان

محمد الشهابي (أبو خالد) أعرف من يُعرّف في مخيم اليرموك، فهو المربي، والمعلم، ورجل الحكمة والتعقّل، ومدير ثانوية اليرموك التي خرّجت الأجيال المتتالية من أبناء اليرموك ومحيطه، تلك الأجيال التي نهلت العلم العالي في جامعات سوريا، وخارج سوريا في ارقى جامعات العالم.

محمد شحادة الشهابي (أبو خالد) الفلسطيني اللوباني، رحل مساء اليوم الثاني من آب/أغسطس 2020، بعد مشوارٍ طويل من العمل بميدان التربية والتعليم، قضى منها نحو خمسة عشر عاماً كمدير لثانوية اليرموك للبنين، بعد مديرها الأول الفلسطيني الصفدي يوسف سويد، الذي بقي لفترة محدودة قبل أن ينتقل لمهمة وزارية في وزارة التربية.

تمتع المرحوم المدير محمد الشهابي، بالكياسة، وبعد النظر، وحُسن ادارة الأمور، وخاصة في الجانب المتعلق بالمناخ العام الذي كان سائداً في الوضع الفلسطيني سنوات سبعينيات القرن الماضي، من معارك سياسية واعتمالات كان طلاب الثانوية من رموزها، وتحديداً زمن الإنقسام بين(حركة فتح + الصاعقة + ج د)، وجبهة الرفض (الجبهة الشعبية + القيادة العامة + جبهة التحرير العربية + جبهة النضال الشعبي الفلسطيني)، وهي تلك الفصائل التي كانت موجودة في الخريطة السياسية والعسكرية الفلسطينية سنتذاك.

كنت من الطلاب المحترمين والمهذبين من وجهة نظر المدير محمد الشهابي، واستمرت نظرته لي، حيث كنت التقيه من حينٍ لأخر في مناسبات مختلفة. رحمه الله. كان عماداً من أعمدة مخيم اليرموك، ورجلاً من الرجال الذين بذلوا الكثير لتربية وصعود تلك الأجيال التي انجبت الأطباء والمهندسين والأكاديميين الذي امتلأ بهم مخيم اليرموك ومحيطه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت