وقع انفجار ضخم في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، ما أسقط 78 قتيلا ونحو 4 جريحا، وألحق أضرارا مادية هائلة في أحياء عديدة.
وأفادت الوكالة الرسمية للأنباء بـ"اندلاع حريق كبير في العنبر رقم 12 في مستودع للمفرقعات في مرفأ بيروت، مما أدى إلى انفجاره".
فيما قال مدير عام الجمارك بدري ضاهر، في تصريح متلفز، إن "عنبر كيماويات انفجر في مرفأ بيروت".
وذكر وكالة الأناضول، أن الانفجار أدى إلى تضرر منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، ومقر الحكومة وسط بيروت، وسُمع دويه في جميع أرجاء العاصمة وضواحيها.
وقالت مصادر، إن الحريري بخير، ويتابع آثار الانفجار الذي وقع قرب منزله.
وتضررت من الانفجار ممتلكات عامة وخاصة، وأبنية وسيارات في أحياء عديدة، لا سيما قصر "بعبدا" الرئاسي، ومطار رفيق الحريري الدولي، إضافة إلى انهيار بناية من ثلاثة طوابق.
وأعلنت السفارة الروسية، في بيان، أن مبنى السفارة تعرض لأضرار، وأصيبت موظفة بجروح طفيفة، إثر تشظي زجاج نوافذ حطمها الانفجار.
كما أعلنت سفارة كازاخستان، في بيان، إصابة السفير وتضرر أجزاء من مبنى السفارة جراء الانفجار.
وأعلن وزير الصحة، حمد حسن، في موقع الانفجار، ارتفاع عدد القتلى إلى 78 والجرحى إلى 4 آلاف".
واستقبلت مستشفيات بيروت والمناطق المحيطة عددا كبيرا من الجرحى.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني، في بيان، بانتقال أكثر من 30 فرقة منه إلى مرفأ بيروت.
وقال محافظ بيروت مروان عبود، خلال تفقده مكان الانفجار: "بيروت مدينة منكوبة وحجم الأضرار هائل، وما حدث أشبه بتفجير (مدينة) هيروشيما (بقنبلة نووية أمريكية عام 1945)".
واعتبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في تصريحات صحفية بعد تفقده مكان الانفجار، أن "الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية، فلا مفرقعات، إنما مواد شديدة الانفجار، ولا أستطيع استباق التحقيقات".
ووجه الرئيس ميشال عون، كل الأجهزة الأمنية لمعالجة تداعيات الانفجار، وتسيير دوريات بالأحياء المنكوبة لضبط الأمن، بحسب بيان للرئاسة.
وطلبت جميع مستشفيات بيروت من أطباء لبنان التوجه إلى أقسام الطوارئ، وتمنّت على المواطنين التبرع بالدم للجرحى، وفق إعلام محلي.
وقال مستشفى "أوتيل ديو" في بيروت (خاص) إنه استقبل حوالي 500 جريح، ولم يعد يستوعب المزيد.
وتوفي الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان، متأثرا بجروحه، بعد تواجده في مركز الحزب وسط بيروت خلال الانفجار.
وأعلن نقيب الصحفيين جوزيف القصيفي، أن "مبنى جريدة النهار (وسط بيروت) أصيب بأضرار جسيمة وفادحة"، ووقع 15 جريحا داخله.
وقال وزير الداخلية محمد فهمي، خلال تفقده مرفأ بيروت: "يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، لكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12".
وعلى وقع الانفجار، أعلن فهمي، عبر بيان في وقت سابق الثلاثاء، إلغاء قرار حظر التجوال، الذي كان مقررا من 6 إلى 10 أغسطس/ آب الجاري، ضمن تدابير مواجهة جائحة كورونا.
وأعلن رئيس الحكومة، حسان دياب، الأربعاء "يوم حداد وطني" على ضحايا الانفجار.
ولاحقا، قال دياب في كلمة تلفزيونية موجهة إلى اللبنانيين: "سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن".
وأضاف: "ستكون هناك حقائق تعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ العام 2014، لن أستبق التحقيقات، والوقت الآن هو للتعامل مع الكارثة لانتشال الشهداء ومعالجة الجرحى".
وناشد دياب "الدول الشقيقة والصديقة التي تحب لبنان أن تقف إلى جانبه، وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة".
وأردف: "لبنان مصاب بكارثة وطنية كبرى والمشاهد التي نراها تعبر عن المأساة وتحكي عن حجم المصيبة".
وتابع: "بيروت ثكلى ولبنان منكوب، هي محنة عصيبة لا تنفع في مواجهتها إلا الوحدة الوطنية وتكاتف جميع اللبنانيين من كل الأطياف والمناطق، إنها نكبة لا نستطيع تجاوزها إلا بعزيمة وإصرار على مواجهة هذا التحدي الخطير ونتائجه المدمرة".
واجتمع مجلس الدفاع الوطني مساء الأربعاء، برئاسة عون، لبحث تداعيات الانفجار.
ويأتي الانفجار في وقت تترقب فيه الأوساط اللبنانية والعربية والدولية صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الجمعة، في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، عبر تفجير ضخم استهدف موكبه، وسط بيروت، في 14 فبراير/ شباط 2005.
ويعاني لبنان، منذ أشهر، أزمة اقتصادية قاسية واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.