أسألُ العتمةَ عنكِ.. مروري المجنون.. كأنني أبحثُ عنكِ في العدم.. عالقة بين المجرات المتنافرة

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

 

  • أسألُ العتمةَ عنكِ..

ينقصني همسكِ في عتمةٍ صامتة أنام حزينا كل ليلةٍ بلا همساتك.. فلماذا تحرمينني من همساتك، التي تجنّني في عتمة الليل؟
 أسأل العتمة عنك، لكن العتمة تبقى صامتة بلا أي صدى لصوتك أظل حزينا بلا سماع همساتك، التي كانت تسرّني في عتمة مختلفة فها أنا بعيني الدامعتيْن أنام كل ليلةٍ بمفردي، وأسأل العتمة عنكِ..
فاعطفي عليّ ولو بليْلةٍ واحدةٍ كي تجعليني عاشقاً بلا حُزْنٍ.. لا أريد أي شيء منك في عتمة مختلفة سوى الهمسات، التي تشبهك ولهذا أسأل العتمة عنك..

  • مروري المجنون في طُرقٍ معتمةٍ لسماعِ همساتك ...

 
هنالك عتمة تختفين بخيوطها منذ زمن.. عتمة تلفّك، لكنها لا تشبهك .. أبحث عنك بمروري المجنون في طُرق معتمة اشتاق لسماع همساتك في طرق معتمة لا أسمع همساتك بعد.. أتوقّف في مكاني علّني أسمع همسات منك .. أقول لعلّك تسيرين مثلي في طُرق تلفها العتمة منذ أن غادرتِني ذات عتمة ........... رحلتِ من عتمة إلى عتمة..
دخلت طرق العتمة كي تكتشفين غرورك المجنون بجسدك الانسيابي.. لم تقولي لي بأنك راحلة إلى العتمة! لم تريدي مني كي أبحثَ عنك بمروري في طرق عتمة .. ليست العتمة تشبهك؛ هكذا أرى من صمتك المتواصل.. في طرق العتمة سرتُ لأبحث عنك لأنني محتاج لعطفك..
فمروري في طرق معتمة ليس هدرا للوقت، بل لأنني مشتاق لهمسك عن قرب .. فكيف سأجدك حين أرى العتمة تعتّم عيني منذ رحيلك عني ذات عتمة؟... فصوتك المرتفع فقط من يوقفني عن السير في طرق معتمة ..
 فمروري في طرق عتمة، ليس لأنني عاشق للعتمة، بل لأنك تسريني بهمساتك الصاخبة .. أتدرين أنا ما زلت أسير في طرق العتمة لا لشيء فقط لسماع همساتك.. فهمساتك تسرّني وتمنحني حياة أخرى من هدوء مغاير.. أخطو في العتمة، لكنني أراني بمروري المجنون سائرا في طرق معتمة لا تشبهك.. فمروري المجنون فس طرق معتمة تزداد عتمة .. فهل سأظل أمر في طرق معتمة للأبد حتى أسمع همساتك في العتمة؟..

  •  كأنني أبحثُ عنكِ في العدم

 منذ زمن أراني عاجزا في إيجادك بين المجرات، وكأن بحثي عنك يشبه بحثي في العدم، فلا أثر لك، وكأنك اختفيت في فراغ الكون المعتم، فلا يمكن أن أجدك في كون واسع، وفي عتمة سرمدية.. لربما تكونين عالقة بين المجرات هناك .فهناك في بحثي عنك لا اصطدم بأي شيء.. أسبح في فضاء مخيف.. أفتش كل عتمة عنك، لكن دون جدوى، وكأنك اختفيت في العدم .. فأنت تعلمين بأن حُبّي لك يمنعني من عدم مواصلة بحثي عنك، لأنك أنت من وهبتني سرورا لا يوصف ذات عتمة عندما سبحنا في مياه باردة قرب القطب الشمالي .. ها أنا منذ زمن ألفّ في فضاء مظلم وبارد، لا لشيء فقط من أجل ايجادك .. أبحث عنك وعيناي تدمعان منذ لحظة توهانك في كون واسع . ها أنا أتجمد بين المجرات في بحثي المتواصل عنك، وأراني عاجزا في معرفة وجودك.. يا للتعب الذي أتعبه كل يوم في بحثي المجنون عنك، لكنني لست متيقنا بأنني سأجدك ذات يوم.. فبحثي في فراغ معتم يشبه بحثي في عدم لا نهائي، ولهذا سأظل أبحث عنك مهما حييت، رغم تجمّدي من برْد الكون..

  •  لربما أنت عالقة بين المجرات المتنافرة

منذ زمن وأنا أبحث عنك بين المجرات المتنافرة لربما تكونين عالقة هناك .. أراني ألفّ كل يوم في مدارات بعيدة بحثا عنك.. فهناك لا شيء سوى العتمة الكونية، ورياح قوية تهب علي منذ زمن، لكنّ حُبّي لك يمنعني من التراجع عن بحثي عنك، لأنك أنت من يمنحني حياة لا تشبه أية حياة..
 ففي اللا مكان أتوه في فضاء مظلم وبارد، فلا شيء هناك سوى الصمت ونجوما أراها تلمع من كون آخر تدلّني على التحليق نحو طرق جديدة لم أصلها، علّك تكونين عالقة هناك..
 أبحث عنك وعيناي تبكيان على فقدانك المجنون، فلماذا تهتِ عني بينما كنا نعبر وادي العتمة، حينما سقطنا ذات زمن على كوكب حارّ؟ أذكر حينها بأنك تهتِ عني، ولم أستطع ايجادك، فحرارة الكوكب جعلتني لا أدري ماذا أفعل، وبحثت عنك، لكنني لم أجدك، وحلّقت منذ زمن إلى مجرات بعيدة علّني أجدك هناك، فأنت لم تبقِ على ذاك الكوكب، وكأنني لمحتُ حينها مخلوقا فضائيا حملكِ على مركبته، وخيّل لي بأنك كنت تصرخين، فقلت: لعلني أهذي من حرارة ذاك الكوكب، وطرت أبحث عنك، لكنني لم أجدك ..
فها أنا أبحث عنك في سماء معتمة في كون آخر بين مجرات متنافرة، فلعلك تكونين هناك، رغم أنني أبحث منذ زمن بين المجرات المتنافرة، وكأنني أبحث عنك في العدم، رغم أنني أرى نجوما بعيدة، وكواكبا في مجرات كبيرة في عتمة كونية سرمدية فلا أدري هل سأجدك ذات عتمة أم سأموت من برد الكون قبل أن أجدك بين المجرات المتنافرة فلربما تكونين عالقة هناك ولا تستطعين الخروج نحو فضاء واسع....

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت