عبَّر الدكتور محمد أبوسمره ، رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين( الوسط )، وتيار الاستقلال الفلسطيني، عن تضامنه الشديد مع الشعب اللبناني الشقيق ، إزاء الكارثة الكبيرة التي حلَّت به ، نتيحة الإنفجار المأساوي الذي وقع في ميناء بيروت الأسبوع الماضي ، وأصدر البيان الصحافي التالي ، تعبيراً عن هذا الموقف :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾.
تتوجه قيادة الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين (الوسط) ، وتيار الاستقلال الفلسطيني ، وجماهير شعبنا الفلسطيني ، إلى لبنان الشقيق رئاسةً وحكومةً وشعباً ، وإلى عوائل الشهداء والجرحى والمفقودين والمنكوبين وجميع المتضررين ، بأحر التعازي وخالص مشاعر المواساة في جميع الشهداء الذين ارتقوا ضحية الإنفجار المأساوي الذي طال ميناء بيروت ، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتغمَّد جميع الشهداء بوافر رحمته ، وأن يُلهِم ذويهم وعائلاتهم وأحبابهم الصبر والسلوان ، ونسأل الله تعالى أن يُعجِّل بشفاء الجرحى ، وأن يوفق فرق الدفاع المدني والإسعاف وجميع المختصين لسرعة العثور على جميع الضحايا المفقودين ، وأن يُبلسِم جراح وآلام وأوجاع وأحزان وقلوب جميع أهالي الضحايا الثكالى والمنكوبين والمتضررين والموجوعين ، وندعو الله تعالى أن يقف إلى جانب أهلنا وأخوتنا الأشقاء اللبنانيين في مصيبتهم وكارثتهم ومحنتهم الكبيرة ، التي فاق حجمها الوصف ، وهزَّت مشاعرنا وأدمت وأوجعت قلوبنا ، وهزَّت مشاعر وقلوب جميع أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية ، بل وهزَّت مشاعر وقلوب الإنسانية جمعاء ، ونرجو من الله تعالى أن يوحد صفوف جميع اللبنانيين ومختلف الطوائف والأحزاب والقوى السياسية لمافيه خير بلدهم ووطنهم وقضيتهم ومأساتهم الإنسانية ، وتفويت الفرصة على جميع المتربصين بلبنان وشعبه .
وإنَّنَا في حركة الوسط الفلسطينية ، وتيار الاستقلال الفلسطيني ، وأمام حجم الكارثة والمأساة الإنسانية لأخوتنا وأشقاءنا اللبنانيين ، التي بلغت حداً صعباً يفوق الوصف ، نُعلن عن كامل مواساتنا وتضامننا ومؤازرتنا ومساندتنا ، وتضامن جماهير شعبنا الفلسطيني ، مع جميع المتضررين والمنكوبين بسبب هذه الكارثة المأساوية والمصيبة الإنسانية من أخوتنا وأشقائنا اللبنانيين ، واللاجئين الفلسطينيين والسوريين والعرب والمسلمين ، وجميع المتضررين الآخرين من الجنسيات الأخرى ، حيث طالت الآثار الكارثية للإنفجار المأساوي لميناء بيروت ، بالإضافة إلى الشعب اللبناني الشقيق ، الكثير من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان الشقيق ، والعديد من أبناء الجاليات العربية والإسلامية والأجنبية ، ونؤكد على وحدة الدم والمصير اللبناني والفلسطيني والسوري والمصري والعربي ، ومثلما كان
الدم الفلسطيني والسوري والمصري والعربي والإسلامي متوحداً دوماً مع الدم اللبناني في كافة الحروب والإعتداءات الصهيونية التي تعرَّض لها لبنان الشقيق منذ نشأة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين المحتلة عام 1948 ، فقد توحد مجدداً الدم الفلسطيني والسوري والمصري ، ومعه الدم العربي والإسلامي في هذه الكارثة والمصيبة الدامية ، حيث ارتقى بالإضافة إلى الشهداء اللبنانيين والجرحى عشرات الشهداء الفلسطينيين والسوريين والمصريين والعرب ، بالإضافة إلى المفقودين والجرحى والمنكوبين من الفلسطينيين والسوريين والمصريين والعرب والمسلمين ، مما جعل من النكبة والكارثة اللبنانية الكبرى ، أيضاً نكبة فلسطينيةً وعربيةً وإنسانيةً .
ونظراً لحجم الكارثة والمأساة الإنسانية والمصيبة اللبنانية ، فيتوجب على جميع الفلسطينيين والأشقاء العرب والمسلمين ، بل والإنسانية جمعاء الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق الصابر، والذي يتعرَّض منذ منتصف السبعينات ، ومازال لأصعب المحن والإبتلاءات والتحديات والحروب الداخلية والخارجية ، وخصوصاً الإعتداءات والحروب الصهيونية المتكررة التي لم تتوقف ضد أرضه ، التي احتل العدو الصهيوني في الماضي أجزاءً كبيرة منها ، ومازال يحتل مزارع شبعا ، ويواصل عدوانه وإنتهاكاته اليومية ضدالسيادة اللبنانية، حيث ينتهك يومياً حرمة الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية ، ويسرق مياه لبنان وأنهاره وثرواته الطبيعية ، ويرتكب الجرائم ضده عبر شبكات العملاء والخونة المجرمين ، ويحاصره إقتصادياً وصناعياً وتجارياً وسياسياً وسياحياً ، مما يحتِّم على جميع الأشقاء اللبنانيين العمل معاً من أجل بلسمة جراح العائلات المنكوبة ، وإيواء المشردين ، وإغاثة المتضررين ، ومساندة ومؤازرة ودعم المقاومة وحماية ظهرها التي تدافع عن لبنان في وجه العدوان الصهيوني ، وعدم السماح بالتدخل الأجنبي والغربي ، وعدم الإنصات لمزاعم وأكاذيب العدو الصهيوني ، وتفويت الفرصة على جميع العابثين بالشأن والأمن القومي والوطني اللبناني الداخلي والخارجي . وإننا ندعو ونرجو أخوتنا اللبنانيين الإنتباه جيداً لضرورة وأهمية توحيد ورص صفوفهم خلافاتهم وتعزيز جبهتهم الداخلية ، والتوقف عن جميع صراعاتهم الداخلية الحزبية والسياسية والطائفية، وتوحيد جهودهم جميعاً لإعادة بناء بيروت ولبنان من جديد ، لكي يعود لبنان مشرقاً كما كان قبل نصف قرن ، ذلك البلد الجميل ومنارةً للعلوم والثقافة والفنون والصحافة والإعلام ومنبراً للديمقراطية والحرية والإبداع ، وقِبلَة للسياحة من شتى بقاع الأرض . وإننا على ثقةً بأن لبنان الحبيب ، ذلك البلد الصغير في مساحته ، الكبير في حضوره وتأثيره وامكانياته ، يستطيع النهوض من جديد ، ونرجو من الله تعالى أن يُهيئ لأشقائنا في لبنان كافة السبل لبَلسَمة الجراح ، وتعويض المتضررين ، وغوث المنكوبين ، والبدء بعملية إعادة بناء شاملة ، تعيد لبنان الرائع العزيز وبيروت الجميلة ، إلى أفضل مما كان عليه سابق وضعهما ومكانتهما التي كانا عليها .
ونسأل الله تعالى أن يربط على قلوب الثكلى والمنكوبين والمتضررين بالصبر والثبات ، وأن يحفظ لبنان الحبيب ، وبيروت عروس الشرق ، والشعب اللبناني الشقيق من كل مكروه وسوء .
الدكتور محمد أبوسمره ـــ رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين ( الوسط ) ، وتيار الاستقلال الفلسطيني