توفي عنصر من قوى الأمن الداخلي في لبنان، نتيجة سقوطه داخل فندق في بيروت، وسط مظاهرة مندلعة يطالب عبرها اللبنانيون بمعاقبة المسؤولين عن التفجير الضخم في مرفأ بيروت الذي حوّل عاصمتهم إلى ساحة خراب، وأسفر عن نحو 160 قتيلاً وآلاف الجرحى.
وقالت الوكالة الرسمية اللبنانية، إن عنصرا من قوى الأمن الداخلي توفي "نتيجة سقوطه داخل فندق لو غراي"، فيما أعلنت قوى الأمن في تغريدة، مقتل عنصر "خلال قيامه بعملية حفظ أمن ونظام أثناء مساعدة محتجزين داخل فندق، بعد أن اعتدى عليه عدد من القتلة المشاغبين (في إشارة لمتظاهرين اقتحموا الفندق)، مما أدى إلى سقوطه واستشهاده".
واقتحم متظاهرون بينهم عسكريون متقاعدون مقر وزارة الخارجية في محلة الأشرفية في شرق بيروت، معلنين اتخاذه "مقراً للثورة"، واقتحم متظاهرون مساء السبت، مبنى وزارة الاقتصاد والتجارة ومبنى وزارة البيئة، ومبنى جمعية المصارف في وسط بيروت، ثم مبنى وزارة الطاقة والمياه على كورنيش النهر.
وقال المتحدث باسمهم العميد المتقاعد سامي رماح للصحافيين في بيان تلاه "من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين".
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني إصابة 172 شخصا، نقل 55 جريحا إلى المستشفيات وأسعف 172 مصابا ميدانياً، فيما قالت قوى الأمن الداخلي إن عناصرها "تعرضوا إلى الرشق بمختلف الأدوات".
وطالبت قوى الأمن الداخلي من المتظاهرين "الخروج من الأماكن التي تحصل فيها الاعتداءات"، مشيرة إلى أنها "لن تقبل بالتعرّض لعناصرها بخاصة بعد سقوط العديد من الجرحى في صفوفها".
وأكدت الشرطة اللبنانية لوكالة رويترز، إطلاق الرصاص في موقع المظاهرات في وسط بيروت، وأظهرت لقطات مباشرة على قنوات تلفزيون محلية عدة أشخاص وأجسادهم ملطخة بالدماء بفعل الطلقات المطاطية في حين كانت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين يحاولون اقتحام ساحة البرلمان.
وأطلقت قوات الأمن اللبنانية، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يحاولون عبور حاجز للوصول إلى مبنى البرلمان في وسط بيروت.
ورفع المحتجون في ساحة الشهداء في بيروت صور شهداء سقطوا في تفجير المرفأ الذي أدى إلى مقتل 160 شخصاً، وجرح أكثر من 6 آلاف، ودمار طال نصف المدينةـ
وطالب المحتجون بـ "لجنة تحقيق دولية" في ملابسات الانفجار.
الوكالة الرسمية في لبنان قالت إن "عناصر مكافحة الشغب بدأوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في محيط مجلس النواب لتفريق المحتجين الذين يقومون بمحاولات الكسر والخلع".
وأضافت أن "حالة التوتر تسود محيط مجلس النواب، مشيرة إلى تدافع بين القوى الأمنية والمحتجين الذين حاولوا الوصول إلى أحد مداخل المجلس، ورمي الحجارة".
وتزامن ذكر مع توافد آلاف اللبنانيين إلى ساحة الشهداء للمشاركة في يوم الغضب، يوم تشييع جثامين قتلى انفجار مرفأ بيروت.
واندلع حريقا هائلا في ساحة الشهداء، حيث يتظاهر المحتجون، في حين ارتدى نحو 60% من المشاركين في التظاهرة اللباس الأسود.
وألقى المحتجون الحجارة باتجاه مبنى مجلس النواب ورفعوا شعارات تطالب برحيل الحكومة اللبنانية.
وأثار الانفجار تعاطفاً دولياً مع لبنان، الذي يصله مسؤولون غربيون وعرب تباعاً وتتدفق المساعدات الخارجية إليه عشيّة مؤتمر دعم عبر تقنية الفيديو تنظمه فرنسا بالتعاون مع الأمم المتحدة، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاركته فيه.
ولليوم الرابع على التوالي، تلملم بيروت جراحها ويعمل متطوعون وسكان في أحيائها المتضررة على رفع الركام والزجاج المحطم وإصلاح ما يمكن إصلاحه جراء الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث.
وأعلنت وزارة الصحة، في حصيلة جديدة السبت، ارتفاع عدد القتلى إلى 160 وأكثر من ستة آلاف جريح.
وأوضحت أنّ "العدد المتبقي للمفقودين يبلغ 21 مفقوداً" بناء على المعطيات الأخيرة التي توفرت لديها.