على رغم من أنها العطلة الصيفية، إنغمس محي الدين صالح القحطاني، باحث الدكتوراه اليمني في تحضير المواد البحثية في حرم جامعته ببلدية تيانجين شمالي الصين.
وقال القحطاني، البالغ من العمر 32 عاما، وباحث الدكتوراه في الهندسة المدنية بجامعة تيانجين إنه شعر بالحاجة إلى تسريع عمله البحثي الذي تأخر في النصف الأول من العام بسبب وباء كوفيد-19، حيث تم إغلاق حرم الجامعة وتم نقل الدراسة عبر الإنترنت بعد تفشي الوباء.
وصور القحطاني مقاطع فيديو لتسجيل الأحداث لكل ما حدث خلال فترة مكافحة الصين للوباء. وقام بتصوير الأشخاص الذين يقومون بفحص درجات الحرارة في الأسواق وتعقيم إطارات السيارات قبل الدخول إلى المجتمع السكني الذي يعيش هو وأسرته فيه، وكذلك صور الأفراد الذين يقومون بمهمة تطهير المصاعد. وحمل مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال "أريد أن أسجل كل شيء حتى يتعرف المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم على مساهمة الصين في الحرب العالمية لمكافحة الوباء"، حيث حقق أحد مقاطع الفيديو الخاصة به أكثر من 700 إعادة نشر وأكثر من 1200 إعجاب.
وفي أحد مقاطع الفيديو، قام ابنه البالغ من العمر 8 سنوات وابنته البالغة من العمر 4 سنوات بالدعاء وعبروا عن تضامنهم مع الصين، قائلين بلغة صينية سليمة: "لقد ولدنا ونشأنا في الصين، فلنتغلب على الصعوبات معًا. أصمدي يا ووهان! أصمدي يا صين!".
وأضاف قائلا "إن الأطباء الصينيين وغيرهم من 'المحاربين' في الخطوط الأمامية عملوا بشكل مكثف لضمان سلامتنا. ولا يمكنني أن أكون متفرجا صامتا".
وقال إنه بكى عندما رأى صورة عاملة طبية ترتدي بدلة واقية وتحمل طفلا مصابا بكوفيد-19 بين ذراعيها.
وتابع القحطاني أنه على أمل أن تتمكن الدول الأخرى من معرفة جهود الصين لمكافحة الوباء.
وبقيت أسرة القحطاني المكونة من 5 أفراد في الصين خلال فترة تفشي الوباء. وفي 20 فبراير، ذهب إلى أحد أقسام الشرطة المحلية في تيانجين وترك رسالة مكتوبة بخط اليد باللغة الصينية مع تبرع مالي قيمته 500 يوان (حوالي 71.7 دولار أمريكي).
وقال في رسالته "الصين موطني الثاني، أنا أعرف أن المبلغ البسيط وقد لا يساعد كثيرا في المعركة ضد الوباء، غير أنني آمل أن تتقبلوه وتقدموه لمساعدة ووهان العزيزة. لنجتاز المحنة مع بعضنا البعض".
وأضاف القحطاني قائلا: "لقد التقيت مع زوجتي ووقعنا في الحب بالصين. وولد جميع أطفالي الثلاثة في الصين". حيث بدأ يعيش في الصين منذ عام 2009، واعتادت عائلته على الحياة هنا.
وقال "بغض النظر عما حدث، سنواجه الصعوبات ونتغلب عليها مع الشعب الصيني".
ولفت إلى أن أسرته، مثل آلاف العائلات الأخرى في تيانجين، التزمت بالمبادئ التوجيهية للوقاية من الوباء والسيطرة عليها في المدينة.
وذكر القحطاني "خلال فترة السيطرة على الوباء، كان معلمو الجامعة يزورون منزلي مرة في الشهر، وأحضروا لنا الكمامات ومطهرات اليدين".
وتذكر أيضا كيف قام أصدقاؤه الصينيون بجمع 300 ألف يوان على الفور عبر الإنترنت من أجل إنقاذ حياته وحياة أسرته كرسوم عمليات جراحة أجريت بعد تعرضه لحادث سيارة في عام 2016 في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين.
وقال "لم أعرف أسماء المتبرعين، لكن أعرف أنهم صينيون". وفي ذهنه دائما أن يرد المعروف.
وبما أن الوباء لم ينته بعد، اقترح القحطاني أن يتبع الطلاب الأجانب في الصين المبادئ التوجيهية المحلية والاجراءات الاحترازية لمكافحة الوباء. "فحماية أنفسنا ستكون أفضل دعم منا لجهود الصين في الوقاية من الوباء".
وقال القحطاني منهيا حديثه: "الصين تحبنا، ونحن نحبها هو شعور متبادل. وأنا كطالب دولي، على استعداد لتقديم مساهمتي المتواضعة في مكافحة الوباء. وأطمح في المستقبل أن أكون مهندسا متميزا وأعيش حياة أفضل في الصين مع عائلتي".