- الكاتب وفيق زنداح
أن يأتي الاعلان حول الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي من خلال الرئيس الامريكي ترامب انما يدلل على منطلقاته واهدافه ... وما يحكم الاعلان من وقائع ونتائج مخيبة للامال ... وما يمكن ان ينعكس من سلبيات ونتائج وخيمة على صورة المشهد السياسي . وكأنها الدهشة والاستغراب من الاعلان الاماراتي الاسرائيلي برعاية أمريكية ... وكأن الامارات كانت تأخذ موقعا متقدما في مواجهة الكيان !!!
فلقد كانت كافة المقدمات والوقائع وحتى العلاقات والتنسيق على أعلى درجاته ما بين الامارات واسرائيل ومن خلال عناوين متعددة ... فالامارات يتصدرها مخاوفها من ايران ومن يمكن ان يقطع الطريق على ايران .... فكانت ضالة الامارات وحساباتها السياسية قائمة على دولة الكيان .
من يحاولون تبرير الاعلان وكأنه قد أخر عملية الضم الاسرائيلي محاولة للخلط والتضليل . ما اسفر من خلال هذا الاعلان نتيجة لعلاقات سرية وعلنية ما بين الامارات واسرائيل وبرعاية أمريكية انما يدلل على ان هناك جهات لا زالت تتحرك وتعمل من اجل التطبيع بعيدا عن مبادرة السلام العربية ... ومحاولة للمساس بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد وصاحبة الولاية والقرار السياسي الخاص بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
ما تم في هذا الاعلان محاولة للالتفاف على مبادرة السلام العربية وانتهاك للشرعية الدولية وقراراتها وانتكاسة اضافية في عالم السياسة العربية وحالة الخذلان والانهيار بالمواقف ... واعطاء اسرائيل مكافئة لعدوانها وجرائمها ... استيطانها واحتلالها ... واستمرار تنصلها من الاتفاقيات الموقعة .
لحظة فارقة لها ما بعدها من نتائج لخيبات أمل قد تنعكس بصورة مباشرة وغير مباشرة على صورة المشهد بالمنطقة ... وافساح المجال لادارة ترامب لاعادة احياء صفقة القرن وادوات تنفيذها ... وبما يزيد من الفرصة للادوات الضاغطة على القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ومحاولة تركيعها وفرض شروط التسوية عليها بحسب المفهوم الامريكي الاسرائيلي .. من خلال ارادة عربية بدايتها الامارات بمثل هذا الاعلان .
الامارات العربية تبعد الاف الكيلومترات عن حدود فلسطين التاريخية وهي ليست متأثرة بصورة مباشرة وغير مباشرة بحالة الصراع ... وان تأخذ خطوة كهذه .. فانها تدخل في اطار سياسة المصالح وغلبتها على المصالح القومية . ان تكون هذه الخطوة وبهذا القدر الضئيل من تحقيق المصالح العربية والفلسطينية ... يعتبر خطوة غير محسوبة بمعادلة السياسة العربية والذي لا يخدم الامارات ... في ظل ما كنا نأمل من ان يستمر هذا البلد العربي بمبادئه وقيمه وسياساته التي أسسها المؤسس الشيخ زايد رحمه الله . اعلان وقد تم بغفلة من الزمن ... في ظل مقدمات لا تخرج عن اطار ما شاهدنا واستمعنا اليه ...
وهذا ما يجعلنا كفلسطينيين ان نكرر وان نعيد حساباتنا وان نتوحد بجهودنا وان لا نترك ثغرة صغيرة او كبيرة للدخول والعبث بحالتنا الفلسطينية .
الكاتب وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت