- محمد سيف الدولة
ان ما يسمى باتفاقية السلام بين الامارات وبين اسرائيل، ليست سوى حلقة جديدة فى سلسلة الخيانات العربية الرسمية لفلسطين ولكل الامة.
تاريخ طويل من التفريط والغدر والطعن فى ظهر الشعب الفلسطينى والشعوب العربية بدأها النظام المصرى بتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد عامى ١٩٧٨ و ١٩٧٩ والتى قام بموجبها بالانسحاب من الصراع فى مواجهة العدو الصهيونى، واعترف بشرعية دولة الاحتلال وتنازل له عن ٧٨٪ من ارض فلسطين التاريخية، وخضع لشروطه بتجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، واوقع مصر فى حظيرة التبعية الامريكية.
ليمثل ذلك ضربة قاصمة لقضية فلسطين، افقدت منظمة التحرير، توازنها وصمودها فانكسرت ارادتها وذهبت بعد سنوات قليلة لتوقيع اتفاقية سلام مع العدو الصهيونى فى اوسلو عام ١٩٩٣، اعترفت فيه هى الاخرى بشرعية دولة الاحتلال وتنازلت عن ارض فلسطين التاريخية واكتفت بالمطالبة بالضفة الغربية وغزة فقط، وتنازلت عن حقها فى المقاومة وحمل السلاح، بل وقبلت ان تتحول الى اداة امنية فى ايدى اسرائيل لوأد ومطاردة حركات المقاومة.
وسرعان ما لحقت بهما الاردن فى اتفاقية وادى عربة ١٩٩٤ لتوقع على ذات الشروط.
لتلحقهم جامعة الدول العربية بكافة دولها عام ٢٠٠٢ فيما سمى بمبادرة السلام العربية، التى تنازلت هى الاخرى عن ارض فلسطين التاريخية والتزمت بالتطبيع مع اسرائيل ان هى اعطت الفلسطينيين دولة على حدود ١٩٦٧.
تاريخ طويل من التنازل والاستسلام والتواطؤ العربي الرسمي، حولت العالم العربى الى مجموعة من المحميات الامريكية التى تاتمر باوامر وتعليمات السيد الامريكى وتحمى مصالحه مقابل الاحتفاظ بكراسي العرش للرؤساء والملوك والامراء العرب.
***
واليوم تأتى احدى هذه المحميات الامريكية، وتكشف المستور عن علاقتها غير الشرعية بدولة العدو، تلك العلاقة التى كانت تمارسها فى الخفاء على امتداد سنوات طويلة، فتعلن عن اتفاقية سلام وعلاقات طبيعية وتحالفات سياسية واقتصادية وامنية بينهما، وتتفاخر ان الاتفاق تم توقيعه برعاية السيد الامريكى وتحت اقدامه.
ان الهدف الامريكي الصهيوني الحقيقي، والذى سبق الاعلان عنه من قبل، هو دمج اسرائيل فى المنطقة من خلال تاسيس تحالف عربى اسرائيلى تحت القيادة الامريكية لا يقيم وزنا لاى حقوق او مطالب فلسطينية.
وبالتالى فلا سبيل للمواجهة الا بدمج وانخراط كل الشعوب العربية هى الاخرى فى الصراع جنبا الى جنب مع الشعب الفلسطينى
وهو ما يستدعى توحيد كل قضايا النضال الشعبى والوطنى فى كل البلاد العربية مع قضية فلسطين ومع مواجهة العدو الصهيونى والولايات المتحدة ومحمياتها الحاكمة من الانظمة العربية.
ففى مصر على سبيل المثال، يجب ان ياتى على راس اولويات الحركة الوطنية المصرية اهداف الاستقلال والتحرر ومواجهة اسرائيل والصهيونية واسقاط كامب ديفيد جنبا الى جنب مع اهداف العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وقس على ذلك فى باقى الاقطار العربية.
إما ذلك، وإما سيباع ما تبقى من فلسطين فى اسواق النخاسة الصهيونية، وسيتم الانفراد بكل من شعوبنا على حدا، لتصفيه دمائه على مذابح التبعية والطائفية والحروب الاهلية من ناحية والنهب والافقار والاستبداد من ناحية أخرى.
***
14 اغسطس 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت