- الكاتب : وفيق زنداح
رؤية تحليلية لمسيرة العمل السياسي الفلسطيني وما يتم مواجهته من تحديات تزداد بضراوتها وشراستها ... وتعدد اطرافها ضد الرئيس محمود عباس بما يمثله من شرعية وقيادة وقرار وطني مستقل ... انما يؤكد ان اطراف التأمر لا تتوقف .... ولا زالت قائمة ومتعددة التوجهات ... وتزداد باعدادها ومصالحها الخاصة على حساب قضية العرب الاولى ... والتي يبدو انها لم تعد كذلك !!!
مقومات القوة الفلسطينية تستند الى الحق التاريخي .. القانوني ... السياسي والانساني ... والذي لا يمكن فصله واستبعاده عن القانون الدولي والشرعية الدولية ومؤسساتها .... اذا ما كان العالم يحترم شرعيته ومؤسساته من خلال علاقات دولية قائمة على أسس واضحة ومحددة .
الرئيس عباس يواجه بكل ثبات وايمان وصبر مجمل التحديات التي تزداد من قبل السياسة الاسرائيلية والامريكية والقائمة على الابتزاز وممارسة الضغوط بكافة اشكالها ومنطلقاتها .
منذ سبتمبر من العام 93 لا زالت سياسة المماطلة والتسويف الاسرائيلي وبدعم كامل من الادارات الامريكية المتعاقبة .
منذ اتفاقية اعلان المبادئ والقيادة الفلسطينية تواجه السياسة الاسرائيلية الامريكية التي تعمل بألية اذارة الصراع وليس العمل على حل الصراع .
ادارة ترامب ومنذ بداية مسؤولياتها بالبيت الابيض تعمل على تنفيذ سياستها من خلال (صفقات) عملا بنظام المقاولات ... وما يجري من تنفيذ صفقة القرن ذات الرؤية الاحادية ... بعيدا عن الاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية وقراراتها ... ومحاولة اسرائيلية أمريكية لممارسة الابتزاز والضغوط السياسية والاقتصادية والامنية على دول المنطقة في مرحلة غاية بالصعوبة والتعقيد .
ازاء ما سبق لا زالت الاوضاع الفلسطينية تعيش حالة الانقسام والتراجع في ظل ممارسة اقصى درجات الضغوط الاقتصادية والسياسية . عربيا حالة من الخلاف والتوتر والازمات الداخلية بالعديد من الدول كما اليمن والعراق ... سوريا ولبنان ... كما حالة من الاستقطاب ما بين ايران وتركيا ... وما يجري من سياسة قطرية تصب في مصالح الاخرين ولا تخدم المصالح العربية ولا حتى الخليجية .
بالمجمل تحديات كبيرة تزداد على مدار الوقت ولا زال الرئيس عباس يمثل الصخرة التي تتحطم امامها كافة المحاولات الهادفة لاسقاط المشروع الوطني وعلى قاعدة التعاطي مع ظروف الواقع وملابساته وسلبياته .
كافة المحاولات لاسقاط المشروع الوطني والالتفاف على القيادة الشرعية مصيرها الفشل وعدم النجاح ... ليس بعوامل قوة ذاتية وتاريخية ... بل بقناعات راسخة وثابتة ان توجهات السلام وبالحد الادنى بما يحقق المشروع الوطني الفلسطيني والدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ... باعتبار ان هذا الحل الادنى المقبول والذي لا يمكن التراجع عنه او التنازل .
القيادة الفلسطينية متمسكة بقرارات الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقيات الموقعة بالعام 93 وما بعدها .
ما يجري من محاولة تنفيذ صفقة القرن من خلال الادارة الامريكية وبعض العواصم العربية ... لن يكون قادرا على اركاع الموقف الفلسطيني وثباته على الحق لاسباب عديدة يطول شرحها والتفصيل فيها .. وربما يكون خارج اطار الحسابات لبعض دول الاقليم وحتى للبيت الابيض .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت