- بقلم:سعيد قرايت
افتتاحية جريدة الوسيط المغاربى
ما تقوم به إسرائيل هذه الأيام من أعمال عدوانية في حق الشعب الفلسطيني يرقى إلى جرائم في حق الإنسانية والمحزن وعايد من القلب أن هذه الأعمال العدوانية تحدث على مرأى ومسمع من الرأي العام العالمي ولا احد يحرك ساكنا وينهي عن الجريمة.
فالصهاينة الذين دأبوا على إطلاق الرصاص على الفلسطينيين بدم بارد وبلا شفقة ولا رحمة, هاهم وكعادتهم يغلقون معبر كرم أبو سالم ويمنعون إدخال البضائع والسلع من مواد غذائية ووقود وحتى مواد البناء لم تسلم من المنع.
والواقع انه ما كان لإسرائيل أن تقدم على مثل هذه الجرائم لولا التواطؤ العربي وأحيانا التأمر على القضية الفلسطينية. في الخفاء وفي العلن.
والمحزن حقا انه في الوقت الذي يسدد الصهاينة الخناق على الشعب الفلسطيني تقول الأخبار المتداولة أن دولة الإمارات العربية تعتزم توقيع اتفاق إقامة علاقات "وصفت بالتاريخية" مع اسرائيل, انه العجب بعينه, وتتعجب أكثر عندما نسمع أن بعض الانظمة العربية سارعت إلى مباركة هذا الاتفاق المشبوه, الذي قال بشأنه "ترمــب" انه سيوقع بين الطرفين في البيت الأبيض في غضون أسبوعين على أكثر تقدير.
السؤال الجدير بالطرح هل اتفق العرب هذه المرة على التنازل عن القدس ومسجدها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلى الكيان الصهيوني مجانا؟
وهل تنكر العرب بهذه السهولة للموقف الفلسطيني الشجاع الذي وقف ضد صفقة القرن رغم التهديد والوعيد والترغيب؟
وهل أدار العرب ظهورهم إلى نضال وكفاح الشعب الفلسطيني ومعه احرار العرب وما قدموه من تضحيات على مدار سبعين سنة؟
نقولها بصراحة لقد بلغ الهوان العربي درجة لم يكن يتوقعها حتى أعداء العرب و المسلمين هؤلاء الاعداء الذين اغتصبوا الأراضي العربية بالقوة, وشردوا شعوبها في أكثر من وطن عربي.
وصفوة القول نتساءل ببراءة هل أخذ الفلسطينيون حقوقهم كاملة حتى يتخلى عنهم بعض القادة العرب بهذه السهولة؟
وهل طبقت اتفاقية السلام العربية, التي تنص صراحة على إقامة سلام مع إسرائيل مقابل الأرض و عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين والاعتراف الصريح بدولة فلسطين وعاصمتها القدس؟وهل توقفت اسرائيل عن تهديداتها بطرد الشعب الفلسطيني ودمجه في إحدى دول الجوار؟
بصراحة وبشهادة الأحرار في العالم لاشيء تحقق للشعب الفلسطيني منذ اتفاقية او سلوا إلى اليوم ولم يجن الشعب الفلسطيني من الاسرائليين سوى القمع والتجويع والتقتيل والتشريد والنفي.
لكن هيهات... هيهات فالشعب الفلسطيني الأبي الذي ناضل على مدار سبعين سنة وقدم قوافل من الشهداء من اجل انتزاع حقوقه المشروعة لن يركع ولن يساوم أو يستسلم فهو كشجرة السرو تلويها الرياح لكن لا تكسرها فهو يستمد إرادته من إرادة الله التي لا تقهر فمهما كانت شراسة الاحتلال الإسرائيلي وتواطؤ بعض القادة العرب فالشعب الفلسطيني موجود على أرض فلسطين وسيبقى موجودا وهو رقم أساسي في معادلة الصراع العربي الصهيوني يستحيل اختزاله فالمنطق يرفض ذلك.
وسيبقى هذا الشعب يناضل ويكافح من اجل انتزاع حقوقه المشروعة و التاريخ سينصفه حب من حب وكره من كره, وما ضاع حق إلا وراءه طالب.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت