همسات متجمّدة على حافة الكون

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

 لم تصلني الهمسات ذات عتمة زرقاء، بينما تهنا ذات زمن في صحراء جليدية على حافة الكون، على كوكب بدا لنا أنه يدور حولف نفسه ببطء شديد وكأنه كوكب تائه مثلنا .. برده جعلنا نرتجف، ولم أعد أسمع همسات من شفتيها، اللتيْن تجمّدتا على حافة الكون ..
فالهمسات توقفت هناك في مسافة صفر بيننا من رياح باردة هبّت بسرعة وجمّدتها لحظة الهمس، لكنني تخيّلت حينها بأنني كنتُ أسمع همسها، على الرغم من ارتعاشي هناك بين ضباب أزرق عكس الجليد، الذي جلسنا عليه من نجم أضاء كوكب حافة الكون منذ سرمد..
 لم ندر بأن هناك كواكب أخرى، فلربما هناك كواكب تقع خلف حافة الكون، رغم أننا كُنّا قريبين من بعض لزمن، إلا أن الهمسات لم تنهضنا من البرْد .. فالهمسات لم تصل إلى أذني منذ زمن، رغم أنها ظلت تهمس بشفتيها، اللتيْن تجمدتا لدرجة أنهما باتتا جليدا ساخنا على جبيني، الذي شعَرَ حينها بحرارة آتية من شفتيْن متجمدتيْن ..على الجليد استلقينا زمنا مرتعشين في الضباب الأزرق.. ربما توقف ارتعاشنا بعد زمن، لكنني كنت أنفخ من فمي هواء ساخنا لأسيّح الهمسات، التي تجمّدت في الهواء على بعد مسافة صفر بيننا..

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت