الخطيئة الإماراتية خيانة للعروبة والإسلام

بقلم: ثائر محمد حنني الشولي

ثائر محمد حنني الشولي


 في أحلك الظروف وأشدها سواداً على الأمة.. وفي ظل إشتداد الهجمة الصهيوأمريكية الهادفة تصفية القضية المركزية للأمة العربية (فلسطين).. تأتي خطوة العار والشنار لحاكم الإمارات المتحدة المتمثلة بإعلان السلام الثلاثي المشبوه (أمريكا – إسرائيل – الإمارات) لتصب وقوداً عربياً في عربة الجريمة الصهيونية التي أدمت بعجلاتها المسننة والمسمومة أجساد أطفال فلسطين الطرية.. وسحقت عظام شباب وشابات فلسطين.. وداست جماجم شيوخها وعجائزها..
كما طحنت الأخضر واليابس على الأرض العربية الفلسطينية المباركة كل يوم ومنذ ما يزيد على السبعين عاماً من القهر والظلم المتواصل, تاركةً خلفها أكبر فاجعة في التاريخ الإنساني تعرض لها الشعب العربي الفلسطيني وكان من نتائجها الكارثية طرد وتهجير أكثر من نصف سكان فلسطين خارج ديارهم ووطنهم هائمين على وجوههم في الصحاري وعرض البحار تتلقفهم خيام اللجوء المنتشرة في أصقاع المعمورة , وتتقاذفهم رياح المتاعب والحرمان والجوع والبرد ورصاصات ومدافع الأخوة والأشقاء أحياناً أخرى..
إضافة لمئات الاّلاف من الشهداء الذين قضوا تحت جنازير الدبابات وقذائف الطائرات والمدافع الصهيونية الموجهة لصدور الأبرياء دون توقف في سلسلة مجازر بشعة أرتكبت بحق من بقي في أرضه ولاحقت من هم في الشتات يقبعون في خيام لجوئهم ..
ناهيك عن قرابة المليون أسير وأسيرة ومنهم الأطفال القاصرين ممن زج بهم في سجون الفاشية الصهيونية في تناقض صارخ مع كل الشرائع والقوانين الدولية وإتفاقات جنيف الأربع التي تنص في مجملها على حقوق الإنسان ..
ليس هذا فحسب بل هناك جملة قوانين عنصرية تم تشريعها في دولة الإحتلال تجعل من حياة الفلسطيني على أرضه جحيم لا يطاق وتهدف الى تحقيق سياسة الترانسفير الممنهجة والقاضية بطرد وتهجير كل السكان العرب من كافة الأراضي العربية المحتلة سواءً في العام 1948م أو المحتلة في العام 1967م والتي تؤكدها كل يوم جرافات التهويد التي تبتلع الأرض وعروبتها بشكل متسارع وفي سباق مع الزمن تكاد أنيابها تهدم أسوار الأقصى وقبة الصخرة المشرفة حجراً حجراً ودون رادع من موقف عربي أو إسلامي أو دولي ينتصر للحق والعدالة في مواجهة الغطرسة والعنجهية والعنصرية الصهيونية, بل على العكس من ذلك جاءت الخطوة الإماراتية بمثابة مكافئة مجانية للإحتلال عن كل جرائمه التي وصلت حد الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ومعه أبناء الأمة العربية. نعم لقد جاءت الخطيئة الإماراتية الأخيرة لتصب الزيت على النار التي تلتهم القدس العربية وتحيلها عاصمة أبدية لدولة الإستعمار والإحتلال بقرار أمريكي منفرد ...
ولتصب الزيت أيضاً على النار التي تقضم الأراضي المحتلة عام 1967م لصالح المشروع الإستيطاني التهويدي الإحلالي بحيث لم يبقى منها ما يفيد في حل الدولتين أحد أهم ركائز عملية السلام المزعومة بين العرب والصهاينة ..مما يضع الخطوة الإماراتية في إطار الشبهات وفي سياق المواقف الخائنة للعروبة والإسلام ولفلسطين والقدس والأقصى ولدماء مئات الشهداء العرب من العراق وسوريا ومصر والأردن والذين تحتضن الأرض الفلسطينة جثامينهم الطاهرة في مقابر منتشرة في معظم المدن والبلدات والقرى الفلسطينية أهمها مقابر الجيش العراقي في جنين ونابلس وقلقيلية وكفر كنا.
 وإزاء هذا الموقف الخائن لدولة الإمارات المتحدة ممثلةً برئيسها محمد بن زايد وما قد يتبعه من مواقف مخزية للنظام العربي الرسمي الذي لا يمثل إطلاقاً الجماهير العربية العريضة من المحيط الى الخليج التي ترفض التطبيع وتساند فلسطين بكل إمكاناتها ومشاعرها وعليه فإننا مطالبون
 أولاً: على الصعيد الفلسطيني تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية وإنهاء الإنقسام فوراً والتفرغ لتصعيد أعمال المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ووسائلها وبما يكفل ردع الإحتلال وكنسه والعمل على طرد كل البعثات الإماراتية وخاصة تلك التي تتلطى بحجج إغاثية ومساعدات إنسانية وقطع العلاقات كلياً مع دولة الإمارات المتحدة ..
وثانياً: على الصعيد العربي تعزيز أواصر العلاقة والشراكة النضالية مع كافة القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامة والديمقراطية بهدف الإنتصار لقضايا الأمة ومعركة المصير العربي المشترك , ووقف حالة التدهور والإنحطاط في النظام العربي الرسمي الذي يمعن في تخريب جسد الأمة وبات يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهلها ويجعل من أقطارها فريسة سهلة للأطماع الإستعمارية التي تحاصر الأمة من كل حدب وصوب.
 وفي الختام لا يسعنا سوى التذكير أن لفلسطين معادلة كيميائية خاصة مع عمقها القومي , وأن شعبها رقم صعب في معادلة الأمن والإستقرار الدوليين , وأن كل المؤامرات ومشاريع التصفية لقضيته العادلة سوف تتحطم على حافات صخرة صموده وأبداعاته النضالية والكفاحية,وأنه سوف يبقى خير مدافع عن سياج وثغور الأمة وعن شرفها وكرامتها وسيلقي بخيانات بن زايد وأمثاله وكل مؤامراتهم ودسائسهم بحق فلسطين والأمة الى مزابل التاريخ , وأن الحق سينتصر على الباطل شاء من شاء وأبى من أبى وإننا حتماً لمنتصرون على طريق دحر الإحتلال وكنس مستوطنيه وإقامة دولتنا العربية الحرة المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

بقلم : ثائر محمد حنني الشولي

بيت فوريك – فلسطين المحتلة

اّب - 2020

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت