خطر العنف وتحويل معركة رفض التطبيع إلى معركة صراع فتحاوي على الرئاسة وهذه إقتراحاتي

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

نحن ضد التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا، وكنا نأمل أن تتوحد المواقف في معركة رفض التطبيع رغم أن الجميع أعلن رفضه لذلك وبما فيهم محمد دحلان وسمير المشهراوي والتيار الإصلاحي كما صدر في بيانه.
إن إنحراف البوصلة من جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح بتوجيه إتهام في حديثه للجزيرة بأن محمد دحلان مشارك في هذا الإتفاق عندما سأله مقدم البرنامج في قناة الجزيرة قبل 4 أيام ، بسؤاله، فيما يخص محمد بن دحلان أحد مهندسي هذه الصفقة بين الإمارات وإسرائيل والوصول إلى التطبيق العملي ، هل تعتقد أن هذا بالفعل تم؟ أجاب الرجوب في البدء معنديش قاعدة بيانات، ثم عاد في نهاية الإجابة عن السؤال ليقول الرجوب : ""محمد دحلان هو مفصول ومطرود من حركة فتح ومقيم في الإمارات وهو بالتأكيد جزء من العملية التي حصلت وهذا ليس سراً"" وعليه نطالب السيد الرجوب بتقديم أدلة دامغة على مشاركة محمد دحلان في هذا الإتفاق، لأن هذا الحديث للرجوب قد أشعل البيت الفتحاوي كله سواء في رام الله أو قطاع غزة أو الخارج، وأجج مشاعر الفرقة االعداء بين الطرفين الفتحاويين أنفسهم وبين الجمهور الفلسطيني بعمومه.
 الحملات والتعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي وصلت لحد السب والقذف والتخوين والقدح في الأعراض والتهديد بالقتل بين شباب يافع، حامي المزاج، وينحدر في إتجاه يعتبر خطراً على السلم الأهلي، وقد ينفلت هذا الشباب المضغوط أصلاً بحكم الظروف القاسية في اتجاهات عنيفة وغير حميدة ، وعلىه، على قادة فتح أن يتوقفوا عن التحريض المتبادل، وأؤكد على أنني أقدر موقف وحديث قادة في التيار الإصلاحي كتبوا وقدموا كثيراً لأعضائهم من النصائح ومن التعميمات ومن المناشدات الواعية المدركة للمسؤولية، والطلب من أعضاء التيار عدم الإنجرار وراء تلك المناكفات الخطرة الصادة عن مناويئين والتي قد تشعل النار في غزة والضفة الغربية، وبدل التفرغ من المسؤولين في رام الله للإعداد لمواجهة موجة التطبيع القادمة، أراهم ينقلون المعركة إلى معركة داخلية لتصفية حسابات القادة، التي تظهر بوضوح أنها صراع على خلاقة الرئيس عباس، وستحبط عملية التصدي للتطبيع.... وعليه:
 1- أنا أحذر مما يجري من اشتباكات وتهديدات الشباب بعضهم على مواقع التواصل الإجتماعي، التي بنيت على التخوين والسب رغم أنني أعتقد أن الخلاف بدا واضحاً وأخذ طابع الصراع على خلافة الرئيس عباس بين الطانعين من القادة، ولذلك
 2- أطالب السيد الرجوب بنفي إتهامه للسيد محمد دحلان بالمشاركة أو بدور في الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل أو
 3- تقديم أدلة دامغة مقنعة وليس كلاماً مرسلاً للرأي العام يثبت دور دحلان في إتفاق الامارات واسرائيل
 4- أطالب الرئيس أبو مازن بسرعة إتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التدهور في الشارع الفتحاوي والفلسطيني الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
 5- إذا لم يتمكن السيد الرجوب صاحب الإتهام من تقديم ما يثبت تورط دحلان، فعليه التحلي بالشجاعة وتقديم إعتذار للنائب محمد دحلان عما بدر منه من إتهام لدحلان.
 6- إذا تقدم صاحب الإتهام السيد جبريل الرجوب بإثباتات بينة ودلائل دامغة على إتهامه دحلان بالمشاركة في اتفاق الامارات وإسرائيل ، فعلى السيد دحلان الرد على ذلك للجمهور، وإذا لم يكن مقنعا فعلى الجمهور إتخاذ موقفاً عاماً من دحلان كما يرى.
 7- إذا لم يقم الرجوب والرئيس بالمطلوب منهما فهما سيصبحان مسؤولين عما يحدث أو سيحدث من إنزلاق نحو العنف بين مؤيدي الطرفين في قطاع غزة والضفة الغربية، مع تنويهنا لدور المحتل الذي يؤجج تلك الخلافات لصنع الفوضى في فلسطين.
 8- الحق القانوني الخاص محفوظ لدى الطرفين الرجوب صاحب الإتهام ودحلان المُدَعى عليه، ويمكن مراجعة القضاء لمن أراد، وفي أي زمان ومكان.
 9- ما يهمنا الصالح العام لشعبنا وقضيتنا ودفاعنا هو عن الجمهور وحمايته من الإنزلاق نحو العنف وليس الصالح الخاص للقادة ذوي الشأن في القضية المطروحة والتي أحسبها خطراً داهماً على شعبنا وشبابه... ولذلك أطلق هذه الصرخة لمن يهمه الأمر.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت