- الكاتب : وفيق زنداح
يصعب كثيرا على المحللين والمتابعين الاجابة القاطعة والشافية لمثل هذا السؤال الكبير ..... بكافة أبعاده ..منطلقاته ...ونتائجه المتوقعة ... فالمشهد برمته يصعب الحديث عن توقعاته ونتائجه .!!!
المشهد العربي حالة استثنائية طارئة غلبت عليها الكثير من الخلافات وحالة الصراع الخفي ....كما حالة المشهد الفلسطيني الذي لا زال يتأرجح ما بين انقسام حاد .... وما بين احتلال جاثم على صدورنا .. وما بين فزاعات اعلامية وتصريحات حول الوحدة والتوافق لمواجهة صفقة القرن وسياسة الضم والتطبيع .
المشهد الفلسطيني يتداخل ويؤثر به العديد من العوامل والاسباب ...كلا على حدا .... فالعرب بأقطارهم ذات سياسة وشأن من قريب ومن بعيد بالأوضاع الفلسطينية ..... ودول الاقليم تركيا وايران لهم شأن أخر .... بحسب مصالحهم وأولوياتهم . والعالم برمته له مصالحه وأولوياته المحددة باقتصادياته وامنه وفق سياسته الخارجية ...وبما يخدم السياسة الداخلية لكل دولة .
واسرائيل المحتلة وذات التأثير الاكبر بحسب اولويات مصالحها السياسية والأمنية تعمل على الابقاء على حالة الانقسام والخلاف والتباعد ....ما بين الاطراف الفلسطينية .... كما مصالحها الاستراتيجية في تنفيذ مخططاتها التوسعية والاستيطانية بأقل خسارة ممكنه .... كما أقل ردود فعل مؤثرة وممكنه !!
.... أي أن دولة الكيان وبرغم حده الخلاف ما بين قطبي الحكومة نتنياهو وغانتس الا أنهم لم ولن يختلفوا في مواجهة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وقيادته الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس .
بحساباتهم السياسية الداخلية ومحاولة عدم الوصول الي الانتخابات الرابعة حفاظا على مكتسبات اليمين واليمين المتطرف .
بحسابات سياسية ....نجد أن الاتجاه لا يعمل لصالحنا !! فالعرب متفرقين الي حد كبير ...وليسوا على قلب رجل واحد كلا بقطريته ومصالحه وأولوياته بعد أن أسقطوا معظم المفاهيم القومية التي تعزز مفاهيم الوحدة والأمة الواحدة ... والأمة الاسلامية متفرقة بدولها منذ زمن .... ولكل دولة مصالحها والتي تعمل من أجل تحقيقها .
والعالم يعيش أزماته الصحية الوبائية الكونية .... كما أزماته الاقتصادية والامنية المؤثرة على الكثير من مناحي ومقومات تلك الدول .
ونحن بالنسبة لنا أصبحت المواقف بحسب المصالح والأولويات ما بين مد وجزر ... فلا أحد يقدم لنا يد المساعدة المالية .... وكلا يريد أن يجعل منا كما يريد .!! ..والعرب ليسوا بموقف واحد .... والاتحاد الأوروبي حائر ما بين أمريكا واسرائيل ومصالحه مع العرب .... والولايات المتحدة محكومة بمصالحها وتعمل ادارة ترامب على كسب المزيد مع قرب الانتخابات الرئاسية ومنافسة الحزب الديمقراطي ....والعمل على كسب نقاط جديدة يمكن البناء عليها في اعادة انتخاب ترامب ... من خلال الاعلان عن الانسحاب من العراق خلال 3 سنوات .... وما يجري تنفيذه من صفقة القرن بصورة متدحرجة بما يخدم اسرائيل والحركة الصهيونية .... وممارسة اعلي درجات الضغط لتشجيع بعض العرب على التطبيع مع اسرائيل ...والعمل على القبض المسبق على خطوات الحماية الامريكية للبعض من العرب .
المشهد يتجه الي الأسوأ ...!! ... وكلنا نأمل أن نسير بالاتجاه الافضل .... لكنها السياسة والمصالح وأدوات التخريب والتي تعمل على عدم الاستقرار ونشر بذور الارهاب .... وايجاد حالة من الخلط ما بين الاولويات والمصالح وحق الشعوب والدول في العيش بأمن واستقرار .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت