- فقدنا ركناً بارزاً من أركان ثورتنا ترك بصمات واضحة على الصعيدين الوطني والعسكري
- جسد مدرسة ثورية تمسكت بالثوابت ولا تساوم على المبادئ الثورية والوطنية
- وضع مهمة إعادة البناء الحزبي داخل الجبهة تزامناً مع تطوير القدرات العسكرية للجبهة أولوية هامة
توجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر " بتحية الفخار والكبرياء إلى روح الشهيد القائد الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاده"، مجدداً العهد له ولكافة الشهداء بأن تظل راية المقاومة خفاقة حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال.
وأضاف مزهر خلال مقابلة أجراها مع المكتب الإعلامي للجبهة في غزة بأن " فلسطين والجبهة والحركة الوطنية فقدت في مثل هذا اليوم ركناً بارزاً من أركان ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، ترك بصمات واضحة على الصعيدين الوطني والعسكري، وقائداً وحدوياً استثنائياً من طراز رفيع، خرج من رحم الطليعة الشعبية الثورية من بلدة عرابة جنين، لينتسب إلى حركة القوميين العرب، ومن ثم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث خاض مع رفاقه معمعان النضال في معارك الثورة المختلفة، ليُسطر بدمائه الطاهرة ملحمة بطولية ستظل خالدة في وجدان شعبنا وأجياله المتعاقبة."
ودعا مزهر لضرورة "تحويل هذه المناسبة الأليمة إلى مناسبة وطنية ندعو من خلالها إلى استنهاض جماهير شعبنا وقواه الحية لمواصلة طريق المقاومة على خطى هذا القائد المغوار، الذي جسد في حياته حتى لحظة استشهاده مدرسة ثورية تمسكت بالثوابت ولا تساوم على المبادئ الثورية والوطنية، ولذلك ليس من قبيل الصدفة أن يقدم العدو الصهيوني على استهدافه في مكتبه بمدينة البيرة في مثل هذا اليوم."
وفي معرض إجابته عن حجم تأثير استشهاد أبو علي مصطفى على الجبهة، قال مزهر " شَكلّ بالفعل استشهاد الرفيق أبو علي مصطفى خسارة كبيرة للجبهة وللحركة الوطنية بمجملها، خصوصاً وأن الشهيد ومنذ عودته إلى فلسطين المحتلة وضع مهمة إعادة البناء الحزبي داخل الجبهة تزامناً مع تطوير القدرات العسكرية للجبهة أولوية هامة وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع، ولكن ورغم هذه الخسارة الكبيرة فإن حزباً قدَمّ أكثر من 4 آلاف شهيد وآلاف الجرحى والأسرى، وفي مقدمتهم الشهيد أبو علي مصطفى وجورج حبش وأبو ماهر اليماني وجيفارا غزة وغسان كنفاني ووديع حداد وأبو أمل وربحي حداد سيبقى دائماً قادراً على الاستمرار ومواصلة طريق المقاومة رغم جسامة التضحيات. ودليل على ذلك ان الرفيق أحمد سعدات عندما استلم الأمانة العامة من بعده، حافظ على وصية الشهيد، وسار على دربه بل وانتقم لدمائه الطاهرة من خلال ملحمة 17 أكتوبر والتي تمكن من خلالها مقاتلي الجبهة من قتل المجرم الصهيوني العنصري صاحب سياسات الترانسفير رحبعام زئيفي".
وعن كيفية الخروج من الأزمة الوطنية الراهنة بالاستفادة من إرث وتجربة الشهيد أبو علي مصطفى السياسية والوحدوية الغنية، قال مزهر: " يتزامن حلول هذه الذكرى الأليمة تطورات خطيرة مؤلمة تعصف بالساحة الفلسطينية وأبرز تجلياتها استمرار تداعيات اتفاقية أوسلو المشؤومة تنهش بالجسم الفلسطيني وفي علاقاته الوطنية الداخلية ممثلة بالانقسام وسياسة الهيمنة والتفرد بالمؤسسة الوطنية وغياب الشراكة الوطنية، والذي انعكس على مجمل الأداء الوطني، وفي ظل اتساع وتيرة العدوان الصهيوني قتلاً وتهويداً واستيطانياً ومحاولة الإدارة الامريكية عبر صفقة القرن المضي قدماً في تصفية قضيتنا وحقوقنا، وقد فتح اتفاق أوسلو ورهان القيادة الفلسطينية المتنفذة على التسوية والمفاوضات الأبواب واسعة لتسارع وتيرة التطبيع العربي والذي كان آخر فصوله انتقال العلاقات الإماراتية الصهيونية من السر إلى العلن، ومن المتوقع أن تحذو بعض البلدان العربية التي لديها علاقات سابقة مع الاحتلال حذو الامارات بالإعلان عن هذه العلاقات.
إن التصدي لهذه التحديات الخطيرة، والمدخل الصحيح للخروج من هذه الأزمة الوطنية انطلاقاً من رؤية الشهيد أبو علي مصطفى القائمة تتضمن صوغ استراتيجية وطنية فلسطينية تصون وتحمي المشروع الوطني وتبُنى على أساس المقاومة والشراكة الوطنية وتعزيز لغة الحوار الديمقراطي، تكون خلاصة جهود وطنية مكثفة تسعى لانجاز المصالحة وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس وطنية ديمقراطية واستعادة الوحدة، وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني وفي المقدمة منها سحب الاعتراف بالكيان وإلغاء اتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية".
وحول الرسالة التي يوجهها لأبناء الشعب الفلسطيني في هذه المناسبة الأليمة، دعا مزهر "جماهير شعبنا وفي المقدمة منهم طلائعه الثورية وقواه الحية إلى مزيد من التلاحم والوحدة والمقاومة للتصدي للاحتلال والمشاريع التصفوية وللتطبيع، مخاطباً الشهيد القائد أبو علي مصطفى بأن روحك الطاهرة وتجربتك النضالية ستبقى حية شامخة في قلب وعقل ووجدان شعبنا الفلسطيني، وستبقى دائماً بوصلة في كفاحنا حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس."