هل سينتهي التصعيد في غزة بعد تفشي كورونا ؟

بقلم: أشرف صالح

اشرف صالح
  • اشرف صالح

بدأت حماس ومعها الفصائل بإطلاق البالونات وفعاليات الإرباك الليلي قبل إسبوعين تقريباً , وذلك بهدف زيادة المطالب الإنسانية والذي لم يلبي  الإحتلال منها إلا القليل , فمنذ الحرب الأخيرة ضرب الإحتلال كل ما تم الإتفاق عليه بعرض الحائط , مثل الميناء والمطار والكهرباء والمناطق الصناعية...إلخ , ورغم أن هذه  المطالب بحد ذاتها قليلة ولا تستحق  التفاوض عليها مقابل إشعال حرب رابعة أو إتفاق تسوية يسمى بهدنة طويلة الأمد , إلا أن الإحتلال إستطاع أن يجعل هذه المطالب القليلة من الثوابت التي تتمسك بها الفصائل في غزة وعلى رأسها حماس , وأصبحت هذه المطالب معياراً للسلم والحرب , وحجر أساس فصل غزة كلياً عن القضية الأم , ومنذ الحرب الأخيرة ومروراً بمساير العودة وحتى هذه اللحظة , لم يتغير شيئ سوا إدخال النقود القطرية الى غزة , وتميزت الجولة الأخيرة من التصعيد بأن حماس أصرت أن يلبي الإحتلال جميع المطالب , لأن حماس شعرت بالحرج عندما تمحورت كل المطالب حول إدخال النقود القطرية فقط لغزة , ومن هنا كان الخيار الأقرب لحماس في ظل تعنت الإحتلال هو التصعيد لا سواه , ولكن السؤوال هنا , هل سيستمر خيار التصعيد بعد تفشي فايروس كورونا من جديد في غزة ؟ .

برأيي أن جولة التصعيد الأخيرة في غزة , إنتهت فعلياً بعد إكتشاف إصابات كورونا جديدة من داخل غزة , وذلك لأسباب كثيرة ومهمة , فمن الطبيعي جداً أن يخفف الإحتلال عن بعض القيود عن غزة بسبب كورونا , والتي كانت الفصائل تطالب بها مؤخراً , ومن الطبيعي أن تستأنف قطر ضخ الأموال وتمديد منحة الوقود وغيرها من المساعدات بسبب كورونا أيضاً , وزد على ذلك أن حماس دخلت في حرب جديدة مع كورونا قد تحتاج جهداً يضاعف جهد المناورات التي تقوم بها من أجل فك الحصار  ورفع سقف المطالب , وبالإضافة الى أن حماس هي المسؤولة فعلياً عن دخول إصابات كورونا الجديدة الى غزة , لأن المعبرين الوحيدين في غزة تقعان تحت السيطرة الكاملة لحماس , ولأن حماس أعلنت مسبقاً أن الكورونا إنتهت في غزة , وهذا يؤكد أن الإصابات من الخارج , ودخلت غزة تحت عنوان عدم إستخدام الحجر التام لبعض القادمين من خارج غزة , والسؤوال الذي يطرح نفسه ويعتبر دليلاً على ما أقول , هل وفود المخابرات المصرية والوفود القطرية وغيرها , تخدع للحجر قبل دخولها الى غزة  مثلاً ؟ بالتأكيد لا , فحماس الآن مطالبة أمام الرأي العام أن تعالج الخطأ المتمثل في دخول الإصابات من الخارج الى غزة , وذلك عبر إجراءات مكثفة وإدارة جيدة للحد من إنتشار كورونا , وذلك يتطلب توفير كل إحتياجات المواطنين في ظل منع التجوال , وغلق كل المؤسسات الحكومية  والعامة .

حماس بطبيعتها تهتم بشأن غزة الداخلي أكثر من أي شيئ آخر , والسبب هو أنها لا تملك نفوذا سياسياً وعسكرياً وأمنياً إلا في غزة , ولهذا ستكون الأولوية في غزة حالياً , هي لمعركة كورونا وليس لمعركة المطالب من الإحتلال , وبعد زيارة العمادي الأخيرة لغزة , سيتم التخفيف تدريجياً بما يتعلق بالمعابر والوقود وإدخال النقود والمساعدات وما شابه .

كاتب صحفي

 

 

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت