قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، إن السياح الصينيين يمكنهم المساعدة في تعزيز قطاع السياحة في مصر الذي يعانى بشدة بسبب أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
واعتبر بولوليكاشفيلي، الذي اختتم زيارة رسمية لمصر استمرت عدة أيام، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الصين سوق مهم للغاية ليس فقط لمصر، لكن أيضا لجميع دول أوروبا والوجهات السياحية الأخرى في العالم، وأكد أنه يثق تماما في أن السياح الصينيين سيزورون مصر بشكل كبير بمجرد استئناف الطيران بشكل طبيعي.
وكان بولوليكاشفيلي قد وصل إلى مصر السبت الماضي، في زيارة رسمية بحث خلالها مع كبار المسؤولين في البلاد، ومن بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أحدث المشاريع السياحية البارزة في مصر في ظل تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.
واستأنفت مصر، التي سجلت حتى الآن 97619 إصابة بـ(كوفيد-19)، و5298 حالة وفاة، الرحلات الجوية الدولية منذ أول يوليو الماضي، بعد أن رفعت حظر التجوال الجزئي الذي كانت تفرضه منذ أواخر مارس الفائت، وأعادت فتح المطاعم والمقاهي والمسارح ودور السينما، وكذلك الفنادق والمتاحف والمواقع الأثرية.
وسمح لنحو 600 فندق على مستوى البلاد بإعادة افتتاحها، بعد أن التزمت ببروتوكولات السلامة التي أعلنتها السلطات وبنسبة إشغال مخفضة نسبتها 50 في المائة.
كما قررت مصر، التي تشهد انخفاضا حادا في أعداد الوفيات والإصابات اليومية بمرض فيروس كورونا الجديد، إعادة فتح المواقع الأثرية والفنادق والمتاحف في مدينة الأقصر الغنية بالآثار للسياح في بداية سبتمبر القادم.
وسيتعين على جميع المسافرين القادمين إلى مصر تقديم اختبار (بي سي ار) حديث يثبت خلوهم من مرض (كوفيد-19) اعتبارا من أول سبتمبر المقبل.
وفي وقت سابق، قال وزير السياحة المصري خالد العناني إن بلاده استقبلت أكثر من 136 ألف سائح منذ إعادة فتح منتجعاتها الساحلية أمام الرحلات الدولية والسياح الأجانب في أول يوليو الماضي، بعد توقف دام ثلاثة أشهر بسبب مرض فيروس كورونا الجديد.
وتعد الصين أكبر سوق لتصدير السياح في العالم، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين للخارج من 4.5 مليون مسافر في عام 2000 إلى 150 مليون في عام 2018، وفقا لتقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وتعتبر مصر نقطة جذب مواتية لمئات الآلاف من السياح الصينيين كل عام لمواقعها التاريخية وشواطئها الرملية المشمسة.
وكشفت الإحصاءات المصرية الرسمية عن أن الصين أصبحت رابع أكبر مصدر للسياح إلى مصر منذ بداية العام 2017.
وزار مصر أكثر من نصف مليون سائح صيني في 2018، بحسب السفارة الصينية في القاهرة، وكان من المتوقع أن يرتفع الرقم بشكل أكبر خلال العام 2020، لكن مرض فيروس كورونا تسبب في توقف السياحة في جميع أنحاء العالم.
من جانبها، قالت غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين من أكبر مصدري السياحة في العالم، كما أن مصر تعد من أفضل مناطق الجذب لآلاف الصينيين.
وأشارت إلى أن السياح الصينيين فريدون لأنهم يفضلون السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية على حد سواء، على عكس معظم السياح الذين يفضلون قضاء معظم إقامتهم في مدن المنتجعات الساحلية.
وأضافت أن الصين تصدر عددا كبيرا من السياح كل عام، ونحن بحاجة إلى الحصول على نصيب أكبر من السياح الصينيين، ووجهت دعوة للشعب الصيني لزيارة مصر ومعالمها السياحية الشهيرة.
وأكدت شلبى، أن مصر على أتم استعداد لاستقبال ملايين السياح، وتقوم السلطات بالتعاون مع القطاع الخاص بتنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية لمكافحة (كوفيد-19) لضمان سلامة السياح والعاملين فى قطاع السياحة على حد سواء.
وبلغت عوائد القطاع السياحي في مصر في العام 2019 حوالي 13 مليار دولار أمريكي، وهو الأعلى في تاريخ مصر، وفقا لبيانات أصدرها البنك المركزي المصري.
وتقدر خسائر قطاع السياحة المصري لعام 2020 بنحو خمس مليارات دولار أمريكي، بحسب تقديرات وزارة التخطيط المصرية.
وخصص البنك المركزي المصري 3 مليارات دولار في صورة قروض لدعم القطاع السياحي بفائدة منخفضة بحوالي 5 % لدفع رواتب العاملين وإيجارات الفنادق والأتوبيسات والسفن البحرية ووكالات السفر.