- وفيق زنداح
على الدوام نأمل بأن نكتب بما يفرح القارئ ... وبما يسعد القلوب ويعزز الآمال بالغد الافضل !!! لكنها الحقيقة المرة والتي لا نستطيع التهرب منها ... مهما امتلكنا من بلاغة الكلام ... واستخدام المفردات ... وتهيئة الاجواء بما يثلج الصدور ويفرح القلوب .
الحقيقة أن الازمات تزداد !!! وان الحلول والامكانيات عاجزة عن ايجاد الحلول الجذرية لتلك الازمات .... فهناك ما نمتلكه بحكم ارادة العمل والاصرار على البقاء والثبات والصمود في ظل مقومات قوة أقل بكثير مما نحن بحاجة اليه لمواجهة تلك الازمات .
صعوبة العنوان المطروح يتجدد بصورة متسارعة ... ولا نجد من يسعفنا ... ويقدم لنا يد المساعدة لإنهاء تلك الازمات ... كما نحن لا نمتلك القدرة الكافية لأنهائها وبداية صفحة جديدة بحياتنا .
الزمن يتسارع الى الحد الذي اصبحت فيه الايام ثقيلة وضاغطة .. ونحن نعيش كابوسا لا ينتهي ... ويلاحقنا بصحوتنا ومنامنا ... ويصعب علينا حياتنا ... مما يجعلنا نعيش الازمات المتفاقمة والمتزايدة دون ايجاد الحلول القاطعة والشافية ... وحتى في ظل غياب الآمال لإمكانية ايجاد الحلول لها .
بداية رأس الازمة مرتبط بطبيعة الصراع المحتدم وما يمارس من قبل هذا الاحتلال الغاصب بطبيعته الكولونيالية الاستيطانية التوسعية ... والتي تختلف عن كافة المستعمرين والمحتلين عبر التاريخ ... وبما يقدم لهذا المحتل من امكانيات كبيرة ودعم سياسي وغطاء أمريكي لممارسة كل ما يحلوا له .
قدمنا من التضحيات ولا زلنا الكثير وامتلكنا ناصية الحقيقة والتعقل بممارسة سياسة التفاوض والقبول بقرارات الشرعية الدولية كافة .
أي اننا قبلنا بدولة بحدود الرابع من حزيران 67 ... وادار العدو الظهر لنا برغم الاتفاقيات الموقعة وما عليه من التزامات كقوة احتلال بحسب القانون الدولي . عدونا لم يستجب لنا ولكافة الدعوات والمطالبات الدولية .... وتركنا نعيش الازمات التي تزداد بفعل ممارساته وسياساته العنصرية .
منذ الاتفاقيات نعيش في ظل سلطة وطنية انقسمت بفعل مخطط وفعل فاعل ما بين القطاع والضفة ... واصبحنا بحكومتين لا يمتلكون قدرة ايجاد الحلول للازمات !!!! ازمات تزداد وعلى كافة الصعد والمستويات .... اقتصاد لا يتمتع بالاستقرار .. وتجارة خارجية ليس لها عائدها المطلوب ... وتجارة داخلية تحتاج الى مدخولات فردية وقدرات صناعية انتاجيه ... وايرادات تعتمد على الضرائب والمقاصة التي يتم تحصيلها من قبل اسرائيل لنأخذ منها حقنا الذي يتم التلاعب به وممارسة الضغوط علينا ... والى درجة الابتزاز السياسي والاقتصادي علينا .
اموال المقاصة وبالأشهر الاخيرة ترفض السلطة استلامها في ظل تجاوزات الحكومة الاسرائيلية وفرض الخصومات والابتزاز .
من هنا الاقتصاد يتراجع ... والبطالة تزداد .. كما الحالة المعيشية تتدنى ... ومدخولات الافراد تنخفض ... وتتعطل الخدمات والميزانيات التشغيلية وحتى التطويرية .
ويبدو انه ليس اخرا مع كل الآمال التي نعيشها لإنهاء ازمة صحية ... وبائية في ظل الكورونا وانتشارها التي يزداد .
ازماتنا اذا ما اردنا محاصرتها ... لن نتمكن من اختصارها بالسياسة والاقتصاد والاجتماع ... طالما اننا بقينا في ظل هذا الاحتلال والاستيطان واستمرار سياسة الضم وحالة الضعف والتطبيع العربي والحالة الدولية ... والاخطر من كل ذلك والاكثر هما وثقلا حالة الانقسام الاسود التي زادت من همومنا ... وجردتنا من مقومات قوتنا ... وجعلتنا لقمة سائغة أمام ازمات لا ترحم !!!! متى سنشهد نهاية للازمات ؟؟!!! البداية بإنهاء الانقسام ووحدة الخطاب السياسي والاعلامي والالتفاف حول القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
وثانيا ان نحرص على العمل والانتاج والشفافية وان نحاصر الفساد بكافة اشكاله مهما صغر حجمه او كبر . وثالثا ان يزداد الاهتمام بهذا الشعب المرابط والصامد الذي تحمل الكثير ولا زال .
الكاتب :- وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت