- عطا الله شاهين
في عتمة بيضاء على أطراف القطب الشمالي أزرع وردة جورية سوداء في الثلج.. احضن الوردة كي تنمو من دفئي.. علها تزهر بلونها الأسود لأرى لونا آخر للعتمة البيضاء .. أعي بأن الوردة ستموت مثلي بعد حين من برد مجنون.. أدرك بأن لا معنى للعتمة بغير لونها الأسود! ...
صراخي على الهاتف الذكي لا يؤدي إلى نتيجة.. أدرك بأن صراخي عليها عبر الهاتف الذكي لا ينفع! فهي لا ترغب بالعيش معي على أطراف القطب الشمالي.. تقول هل تريد مني أن أظل مرتجفة في حضنك.. فدفئك لن ينفع ما دمت تحتضن وردة جورية.. أصرخ عليها في هاتفي الذكي الذي تجمد من البرد مثلي.. تصرخ بصوت عالٍ ألا ترغب في احتضاني في حلكة عتمة؟..
أغلق الهاتف وأحضن الوردة علها تنبت من دفئي المجنون.. امرأة صيادة تمر بكلابها وتراني متقوقعا.. تمد يدها صوب كتفي، وتقول أأنت ما زلت على قيد الحياة؟ أنظر صوبها وأقول أنا على وشك الموت.. تقول هيا تعال معي قبل أن تموت هنا على أطراف القطب الشمالي ..
أذكر بأنني كنت ماسكا وردة جورية بيدي أمام مدفأة حطب.. كانت المرأة الصيادة تعد طعاما في حجرة مجاورة.. وحين رأتني قالت أشعرت بدفء؟ فقلت بلى ولكن الدفء جعلني أهذي.. فنظرت إلى الوردة الجورية وكانت تزهر بلونها الأسود.. أسمع رنة هاتفي الذي عادت له الحياة! أفتح الهاتف وأسمع صراخ إمرأة تركتني بلا دفء.. أغلق الهاتف.. تسألني المرأة الصيادة أهذه امرأتك؟ أرد عليها كلا مجرد تهيؤات لصوت امرأة..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت