مفاجأتي بالأديبة : "إيمان الناطور"

بقلم: هداية المعصوابي

إيمان الناطور
  • غزة - هداية المعصوابي

 لم تكن ظروفي مهيأة عندما فوجئت بنفسي أقف أمام الأديبة الفلسطينية إيمان الناطور في حوار صحفي قصير ومفاجئ في أحد مكاتب السفر ، كنت متلبكة في البداية ولكني فوجئت بأني أمام شخصية مختلفة وليست كما توقعت ، ففي العادة يتحلى المثقفين المعروفين في الوسط الثقافي بطابع الرسمية والجمود و أحيانا نظرة التكبر ، لكني مع الروائية الأكثر شهرة على الساحة في الآونة الأخيرة وهي الكاتبة الأستاذة ايمان الناطور فوجئت بشخصيتها المرحة كانت تنظر لي وتبتسم ليست الابتسامة الرسمية التي اعتدتها ولكن تلك الابتسامة القريبة الودودة وتتحدث إلي بعفوية وتمزح معي كل حين بين الأسئلة ، فوجئت بكل هذه البساطة و التواضع الذي أزال عني تلبكي تماما ، حتى لغة الجسد لديها كانت عفوية تلقائية مرحة بعيدة عن التعقيد والرسمية الجامدة ، ظللت طويلا أفكر في كتابة هذا المقال عن هذه الشخصية لأن الكاتبة فعلا فاجأتني بروعة حضورها و ذوقها وخفة روحها حتى أنني اضطررت لشراء الرواية خجلا من كل هذا اللطف وأناقة الشخصية العفوية الغير مصطنعة ولا متكلفة فقد كانت بسيطة ضحوكة قريبة من القلب حتى شعرت تماماً بانها أزالت حاجز الرسمية ، غادرت وأنا أشعر بإعجاب شديد لشخصيتها التي تجعل محدثها يشعر بأنها لطيفة ومحبوبة ، خلافاً للكثير من الشخصيات التي تحاورت معها سابقاً التي تتميز بنمط الشخصية العربية المثقفة التي يملأها الكبر والتعجرف ، وشعرت أني كنت أمام شخصية رائعة وتشكل فرقاً حقيقيا ، فهي على الرغم من عظمة انجازاتها إلا أنها لا تملك نزعة العجرفة والتكبر ولا متكلفة، وتشعر معها بأنها تتحدث على طبيعتها تماماً وبأنها قريبة من القلب .
 و عندما فتحت أولى صفحات الرواية "هي وكورونا" فوجئت بالرواية تشدني فلم أتركها لمدة يومين متتاليين حتى أنهيتها تماما ، والمفاجأة الحقيقية أني تفاجأت بعظمة هذه الرواية وقوة تأثيرها ، فلن تتخيل كم الإنسانية والمشاعر التي تعج بها صفحات الرواية ، ولن تستطيع أن تنهيها دون أن تنزل دموعك أمام بعض الفقرات ، عرفت بأني أمام رواية مؤثرة بمعنى الكلمة ، كتبتها إنسانة مؤثرة صادقة وعميقة ، وهذا ما شجعني على كتابة هذا المقال .
الخلاصة : هناك أناس رائعين يستحقون أن نكتب عنهم .
 احترامي لكل العظماء المتواضعين في العالم ، لكل العفويين والصادقين والمؤثرين الذين لا يشعرونك بأنهم أكبر منك . (هداية)

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت