هلوسات شابّ في العدم..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

 لم يحِبّ مادة الفيزياء البتة منذ طفولته.. كان يهرب من دراستها، عندما بدأ يتعلم قوانين الجاذبية وقوانين الحركة والانزياح والتباعد بين المجرات، فقرر أن يذهب في رحلة إلى العدم، لا لشيء فقط للهروب من قوانين الوجود ليرى الفرق بين ماهية الوجود وعدمية العدم، لكنه فشل عند دخوله إلى الحيّز العدمي رغم محاولاته المتكررة في عتمة الليل، وابتعد بوعيه عن الوجود وتوقف تفكيره في العدم، وراح يهلوس استثنائيا، لأن عقله بوعيه بقي خارج الزمكان، فقرر تلقائيا العودة إلى الوجود بعد أن عاش في اللازمن يهلوس ويرى العدم بفراغه وعتمته يقابله الوجود بكل وضوح، وكأنها علِق بين مرآتين متعاكستين لكوْن تدفعه طاقة نحو التمدد الأزلي..
 فهلوساته أنتهت حين رأى ذاته نائما على يدي امرأة مجهولة، فنهض بسرعة، وقال يا لهذه الهلوسات التي أتت منك أيتها المرأة الغريبة، فوقف على رجليه المرتجفتين وقال لها: رأيت امرأة تشبهك في العدم، لكنك فررتِ مني نحو كون موازٍ لكوننا، فتبعتكِ حينها، لكنني هلوستُ من صعوبة العودة من العدم إلى الوجود، فقلت لربما سبقتني إلى الوجود...

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت