• من الاعلامي والكاتب فراس الطيراوي / شيكاغو

نظمت المؤسسات الفلسطينية الامريكية والعربية في مدينة شيكاغو وقفة جماهيرية حاشدة في ساحة مركز القدس معلنة عن رفضها ما وصفته لـ"اتفاق الذل والعار الاماراتي الصهيوني"، شارك فيها العديد من ابناء الجالية الفلسطينية، والعربية والمناصرين للقضية . ورفعت في الوقفة اعلام فلسطين ، وبجانبها اعلام  الدول العربية بشكل عام، وعلم دولة الكويت والجزائر وتونس والأردن بشكل خاص ، واليافطات والشعارات المنددة باتفاق الذل والعار  واصفة اياه بسكين مسمومة في خاصرة فلسطين والقضية،  وتساوق مع صفقة القرن.
وقد افتتحت الفعالية بكلمة ترحيب القاها الناشط ابراهيم دويكات، ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء فلسطين والامة العربية، وقراءة الفاتحة، ثم نشيد موطني. والقيت العديد من الكلمات،  فكانت الكلمة الاولى للعلامة الازهري د. محمد الإمام " امام مركز شيكاغو الاسلامي تحدث عن فلسطين والقدس من الناحية الدينية،  وبين ان "التفريط بها هو تفريط بالدين والعقيدة،  وان فلسطين والقدس مهما تكالب عليها الاعداء واحكيت ضدها المؤامرات ، سوف تتحرر والاحتلال مهما طال فهو حتما بل يقيناً الى زوال باذن الله الواحد الاحد.  "
ثم تلاها كلمة لرئيس المجلس الفلسطيني الأمريكي الناشط اسامة ناصر أكد فيها ان" اتفاق العار الاماراتي الصهيوني هو عمل خياني بامتياز وتماهي مع المخططات الصهيوامريكية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية، وخلق قيادة بديلة خائنة وعميلة للشعب الفلسطيني ، وتنفيذ لصفقة القرن بحذافيرها  "،  واعتبر "هذا الاتفاق هو عدوان سافر على الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية،  وكل الأحرار في العالم،  وطعنة من الخلف، واتفاق مشين ومكافأة مجانية للإحتلال، وهو بحد ذاته تخلي عن الواجب القومي والديني لاعدل قضية على وجه البسيطة، وتثبيت للإحتلال واركانه ،  والاقرار بحقه في اغتصاب فلسطين، وسيبقى هذا الاتفاق وصمة عار على جبين حكام الامارات سيحفظها التاريخ  وليس الشعب الاماراتي، وخيانة للقدس والاقصى وقرارت القمم العربية والاسلامية والشرعية الدولية."
وبعدها كلمة لمركز النهضة خاطب المتحدث باسمهم الحضور وقال ان "وجودكم اليوم يؤكد على حقيقتين اثنتين هامتين ، الحقيقة الاولى _ بأنه رغم الغربة وطول الزمن والبعد عن الديار والاوطان لم يقلل ولم يضعف من قوة ومتانه الارتباط والانتماء الى امتكم واوطانكم الأم رغم ان البعض منكم قد ولد هنا ، والحقيقة الثانية _ مدى تحمسكم وتفاعلكم مع قضايا الامة وحقوقها وخاصة قضية الامة المركزية فلسطين فمهما حاول الشعوبيون ودعاة الفتنة والتطبيع والعملاء ان يحرفوا البوصلة عن العدو الحقيقي للامة واختلاق اعداء وهميين غير العدو الصهيوني، لن يستطيعوا وستبقى فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس قبلة الاحرار وقضية الامة المركزية شاء من شاء وابى من ابى. "
وبعدها كلمة  مسلمون امريكيون من اجل فلسطين في شيكاغو القاها الناشط طارق خليل باللغة الانجليزية،  قال فيها "ان الاتفاق بين الامارات والكيان الصهيوني ليس بجديد كان في السابق في الخفاء والأن في العلن وهذه العلاقة كانت موجودة وبينهم تعاون عسكري وسياسي وغيره وادعائهم ان هذه الاتفاقية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني من اجل وقف الضم فهو باطل، وقد اعلنها نتنياهو انه اوقف الضم مؤقتًا ليس الا، يجب ان يعرف الجميع ان هذا الكيان هو كيان عنصري احلالي احتلالي استيطاني،  واننا سنبقى نعشق فلسطين ونناضل من اجلها.  "
وبعدها كلمة للجالية الاردنية القاها الناشط شاهين الخوالدة قال فيها" تحية اردنية بعبق الشيح وبلون دم الشهداء، تحية بعبق الشيح الممتد على سفح شيحان  لمقابل لجبال الخليل، تمتد بينهما مسافة عشق يملؤها غور الاردن، ذلك الغور الذي يتيه فخرا باحتضانه اجساد مئات الصحابة. تحية بلون دم الشهيد الاردني في بيتا_ نابلس، ذلك الدم الذي مازال كما قال الشاعر : نصبوا رفاتك في الرمال لواءا؛ يستنهض الوادي صباحًا مساءً ، دم الشهيد الذي احتفى به أهل فلسطين ، لانهم يعرفون معنى دم الشهيد، ويعلمون ماذا تعني فلسطين للأردنيين ، منذ الشهيد كايد مفلح عبيدات ، أول شهيد اردني خالطت دماؤه ارض الجنة في فلسطين ، دم الشهيد الذي طاف ابناء نابلس بجثمانه في الطرقات، مستذكرين الدم المشترك الذي سال على باب الواد، واللطرون، والسموع، والكرامة، دم الشهيد الذي يقول ان الرابط بين شعب العمونيين وشعب الجبارين اكبر بكثير من كل دعاة التطبيع، فليوقع من يشاء من شيوخ وحكام ، ولكننا كشعب نعاهدكم في الاردن على ان نبقى ما كان عليه ماجد ابن عدوان ، ووصفي التل ، ومشهور حديثة الجازي ، ونحن على العهد ما دام الشيح ينبت في شيحان، ومادامت ارض فلسطين الطهور تحتضن رفات شهداء الاردن، ومادامت عيوننا تناظر القدس وعاشت فلسطين حرة عربية ابية. "
وكلمة اخرى لبيت الأصالة الاردني القاها الناشط عاطف الشوبكي قال :" نحن بيت الأصالة الاردني الامريكي من شرقي النهر وغربيه جئنا لنقول لتحيا فلسطين من نهرها حتى بحرها لاهلها الجبارين وهي قضية كل حر عنده شهامة وكرامة ولن يستكين ولنا فيها احبة واخوانا، ولا والف لا للتطبيع لاننا ابناء حرائر والحرائر لا يلدن ضباعا، ولا يطبعون ولا يركعون الا لرب العالمين، ولن نسمح لاحد كان من كان ان يملي علينا دور المعلم، ولن نغير موقفنا من فلسطين وقضيتها فهم الاخوال، ودماء الفلسطينيين والاردنيين واحدة ومازالت اضرحتهم هناك وهي ارض عرب وناطقة بلسانهم وحتما ستعود.  "
وكلمة تونس القاها الناشط هشام جيلاني قال : "ان فلسطين وتونس يد واحدة وفي نفس القلب، وهي لا تخص الفلسطينيين لوحدهم بل قضية العرب اجمعين، وكما قال رئيسنا نحن في تونس ضد التطبيع جملة وتفصيلا. وكلمة الجالية اليمنية القاها فضيلة الشيخ سليمان الروافدة قال فيها ايها الشعب الفلسطيني العظيم نحن ضد التطبيع، وفلسطين والقدس لن نتخلى عنها وشعب اليمن سيبقى مع القضية مهما كانت ظروفه وكما قال اجدادنا العظام واسلافنا لو خضتم البحر لخضناه معكم ، وسنبقى معكم حتى تحريرها كاملة من الاحتلال."
 وبعدها كلمة للجالية العراقية القاها الناشط محمد سامي وقال : "سلام على فلسطين وعلى القدس من بغداد وستبقى فلسطين نور العين وقضيتنا الاولى، والتطبيع بحد ذاته تصهين، ولم يدر في خلدنا يوما ان يطبع العرب مع هذا الكيان المغتصب لفلسطين، ولكنهم وجدوا خونة للاسف كي يطبعوا معهم وهنا اتذكر قولا للشهيد القائد صدام حسين طيب الله ثراه : كل شيء يغتفر الا الخيانة فهي جريمة وعاشت فلسطين حرة عربية. "
وكلمة للجالية الليبية القاها الناشط سند الفرجاني وقال "سلام من شعب ليبيا الى كل اهل فلسطين صغارها وكبارها ولو طلع الحكام والشراذم لن تطبع الشعوب ولن تقبل بهذا الكيان السرطاني في المنطقة، وسيبقى الشعب الليبي مع فلسطين حتى تتحرر ويرفع علمها خفاقا على كل شبر من ارضها المباركة. "
وكلمة للجالية المصرية القاها  المحلل السياسي ابو الفتوح قنديل اهم ما جاء فيها :" نقول دوما ان قضية فلسطين قضية كل العرب والاصح والادق في تصوري ان نقول قضية العرب بشقها الفلسطيني، والتطبيع من قبل الحكام خيانه، انظروا لقد طبع النظام المصري بعد اتفاقية كامب ديفيد ولكن الشعب المصري لم يطبع ولن يطبع وستبقى الشعوب مع فلسطين حتى لو ادار الحكام ظهورهم لها ، وستبقى قضية فلسطين في قلب كل مصري وان التطبيع من قبل العرب  خيانة واستسلام وذل وعار ولن يحقق لفلسطين اي شيء. "
 وختاماً  : اصدرت المؤسسات والمنظمات الفلسطينينة والعربية المشاركة بيان تلاه د. غسان بركات  عضو المجلس الوطني الفلسطيني واهم ما جاء فيه بان المؤسسات كافة تدين هذا الاتفاق المخزي الذي يمهد لقيام ( اسرائيل ) بالتهام المنطقة برمتها ويقدم للاحتلال الصهيوني متنفسًا جديدًا في الوقت الذي اسقطت فيه الشعوب العربية كل المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية واتفاقات الذل والعار والتطبيع او ما يسمى بالسلام الكاذب.
واكدت المنظمات والمؤسسات المشاركة على" رفض جميع الاتفاقات وأوهام التطبيع في السر والعلن ، وتدعو الاحزاب والقوى والنقابات وهيئات المجتمع المدني في الاقطار العربية كافة الى موقف موحد ضد اي علاقة مع الكيان الصهيوني وتحت أي مسمى كان. "
واكد المجتمعون رفضهم ادعاء حكومة الامارات انها تقوم بذلك خدمة ومساعدة للشعب الفلسطيني ، واكد الحضور "ان التطبيع خيانة للامة العربية والشعب الفلسطيني.  "
وأشاد تجمع الجاليات العربية بمقاومة الشعب الفلسطيني الذي على صخرة صموده تكسرت كل محاولات التطبيع ووهم السلام مع كيان غاصب يستهدف كل عواصم المنطقة العربية لتركيعها وإذلالها ونهب ثرواتها.
وترى المنظمات الموقعة بهذه "الاتفاقية التطبيعية طعنة غدر في ظهر الشعب الفلسطيني المناضل والمطالب بحقه الكامل في استرداد أرضه وطرد المغتصب. وان هذه الاتفاقية تكافىء دولة الاحتلال العنصرية باقرار سيطرتها الكاملة على ارض فلسطين واعترافها بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية وتمهد للمساس بالمسجد الاقصى وتهويده، وتعتبر المنظمات العربية الموقعة ان  لتطبيع هو اختراق للأمة في ثقافتها وقيمها واقتصادها واعطاء العدو غطاءً رسميا للمضي بسرقة ارض فلسطين العربية. "
وترى المنظمات العربية الامريكية ان الاتفاقية مخزية وتوقيتها مشبوه جاء ليثبت تحالف بعض القادة العرب مع اليمين الشعبوي الامريكي ممثلا بادارة الرئيس ترامب والتحالف العنصري الاسرائيلي ممثلا برئيس وزراء دولة الكيان بنيامين نتنياهو لمساعدتها في الوصول للحكم لفترات اطول وخاصة مع تدهور شعبيتها حيث تمنحها هذه الاتفاقية ما سيعتبرونه انجازا على صعيد دبلوماسيتهما التي قادت لمزيد من التأزيم الدولي والحروب وتحديد في منطقتنا العربية.
 ورحب الموقعون بمبادرة تشكيل لجنة مقاومة التطبيع في الامارات العربية المتحدة والتي وقع عليها وللآن نحو ثلاثين اكاديميا وناشطا سياسيا اماراتيا من المنفيين خارج بلادهم ويعتبرون هذا دليلا على رفض الشعوب العربية لمحاولات التطبيع تحت اي مسمى كان مع الكيان المستعمر للأراضي الفلسطينية.