- كتب/ رزق عروق
تتجه الانظار نحو العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس3/9، حيث يعقد اجتماع هام للفصائل الفلسطينية على مستوى الامناء العامون وقيادة منظمة التحرير، بعد انقطاع طويل دام سنوات، في وقت يواجه فيه شعبنا جملة من التحديات والتهديدات على المستوى الإنساني والوطني.
ورغم ما يمر به لبنان من أزمة اقتصادية وسياسية معقدة، إلا أنه وكما اعتدنا عليه دوما، نجده حاضنا للقضية الوطنية الفلسطينية، رغم كل الدسائس التي تحاك والعصى التي توضع في الدولايب لمنع اي توافق فلسطيني لبناني.
طاولة الامناء العامين للفصائل تحمل زخما كبيرا وملفات متكدسة ومتعطلة منذ سنوات، ولعل هذه المرة تأخذ قدرا اكبر من الجدية والحزم.
أمام كل ذلك، يُعقد الاجتماع محملا بكثير من الآمال والطموحات، يعلقها شعبنا لتجاوز هذه المرحلة القاتمة من تاريخه، وانهاء كل الخلافات التي لا زالت تؤجج نار الفتنة بين مكوناته واطيافه السياسية والاجتماعية.
الأمناء العامون للفصائل والأحزاب الفلسطينية مطالبون اليوم بأن يكونوا على مستوى الحدث والواقع المؤلم والمتردي الذي يعيشه شعبنا في كافة اماكن تواجده سواء في الداخل المحتل او اماكن اللجوء والشتات.
هي فرصة ذهبية قد لا تتكرر كثيرا امام الجميع، لعقد العزم على طوي صفحة الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الثوابت الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية، والحفاظ على المشروع الوطني القائم على مقاومة العدو الصهيوني بكافة السبل المتاحة امام شعبنا.
وحماية مدينة القدس وانهاء حصار غزة ومعالجة الظروف المعيشية السيئة للفلسطينيين في اماكن الشتات.
لذا فإن ما تحققه غزة اليوم من وقفة جادة في وجه العدو الإسرائيلي، ورفض حقيقي لكافة خطواته العدوانية ضد شعبنا، ليحتم على الجميع أن يبدأ من حيث تنتهي غزة، رغم ما تعانيه من وطأة الاحتلال وجبروته.
وبالتالي فإن أول خطوة يُرتجى البدء فيها، هو وقف الاجراءات المتخذة ضد غزة، والانطلاق نحو حوار وطني شامل لا يستثني احدا من مكونات الشعب الفلسطيني، ليفضى هذا الحوار الى برنامج وطني شامل لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وترسيخ رؤية فلسطينية واضحة ذات قواسم مشتركة للكل الفلسطيني لمواجهة كافة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
لقد عشنا خيبات وانتكاسات متكررة، على مدى الجولات السابقة للحوار الوطني، فالواجب على الفصائل المجتمع في بيروت ورام الله، الخروج من ديباجة البيانات المعدة سلفا، وتحقيق اكبر قدر من تطلعات شعبنا.
رغم ان الاجتماع يُعقد في ظل حالة من الاحباط والتشاؤم من أن ألا نستطيع تجاوز المستنقع الذي سقطنا فيه، وأن نظل محافظين على سجل من المصائب المتوالية فوق رؤوسنا والتي تزداد يوما بعد يوم.
أخيرأ، اذا لم تستطع صفقة القرن وقطار التطبيع العربي السريع، وتهويد القدس، حصار غزة المتواصل، و شبابنا المهاجر والذي يتبلعه البحر و لا يجد الا الضياع وجائحة كورونا، اذا لم تستطع كل هذه المصائب ان تجعلنا نستيقظ من سباتنا، فعلى اجتماعاتنا وقضيتنا السلام، لسنا في ترف من الوقت ولن يصبر اقرب الناس لنا على تشرذمنا وضياعنا.
ان فلسطين سفينة، يخرقها كل متخاذل لتغرق ويهلك اهلها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت