القى بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني كلمة في اجتماع الامناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عقد مساء أمس الخميس وهذا نصها:
البداية كل التحية لشعبنا في كل مكان وهو يراقب باهتمام وحذر يحدوه الامل بان يتمخض هذا الاجتماع الهام توجهات وقرارات بما يعزز وحدته ويعزز صموده وتمكنه من مواجهة المخاطر والتحيات الكبيرة.
الاخوة والرفاق لقد طرحت في هذا اللقاء العديد من النقاط. التي نتفق معها لكننا في مسالة المقاومة الشعبية التي أشار لها الجميع نحن لا نجترح جديدا ولكن لدينا ولدى شعبنا تجربة طويلة في هذا المضمار وكلما كان في الإمكان تعزيز وتنويع اشكال المقاومة الشعبية والمبادرات الشعبية فيها على مستوى اللجان والمواقع والمخيمات والقرى والمدن كلما عاد تألق النضال الفلسطيني والطابع الشعبي والجماهيري الى وضع الأساسيات الرئيسية لمواجهة مخاطر المرحلة
المسالة الأخرى التي اشير اليها نحن مع استمرار هذه اللقاءات وان تتكثف الحوارات بين كافة القوى والشخصيات الفلسطينية المستقلة من اجل الاتفاق على كل القضايا التي تم الإشارة اليها سواء في إطار الاستراتيجية الوطنية او في الخطوات الملموسة لإنهاء الانقسام لكن ما رايد الإشارة اليه إضافة لذلك اننا الان امام مخاطر ملموسة محددة تسعى بشكل مباشر لتصفية القضية الفلسطينية.
الموضوع اكبر من أي فترة مضت ولا اعتقد ان التطبيع مع الامارات العربية له فقط طابع موضوع تطبيعي بين دولة ودولة الاحتلال فهناك توازنات جديدة تنشا وحسابات وموازين قوى متنوعة على مستوى الإقليم يراد لها أيضا ان تفعل فعلها في الشأن الإقليمي وفي الشأن الفلسطيني الخاص وعندما نتحدث عن هذا الاطار فيجب ان نرى بخطورة أيضا ان مجموعة من التدخلات في الشأن الفلسطيني وبالتنسيق المباشر مع إسرائيل هو ايضا مصدر خطر كبير علينا سواء كان تطبيعا سافرا على الشكل الذي جرى في الامارات أو كان تطبيع مخفف (لايت) بأشكال متنوعة لا تزال قائمة.
المسألة الرئيسية هي في محاولة سحب مركز القرار الفلسطيني من الشعب الفلسطيني ومن قيادة الشعب الفلسطيني باتجاه محاور وتوازنات متنوعة وهذا السحب لمركز القرار هو واحد من اهم المخاطر التي تواجه شعبنا
الامر الاخر الذي نرغب بالإشارة اليه يجب ان نرى ان هناك مرحلة انتهت ويجب ان نخرج من مربع المرحلة الماضية بكل ما حملت من نجاحات ومن إخفاقات فهي الان وصلت الى طريق مسدود لذلك علينا ان نواجه واقع اننا امام مرحلة جديدة لذلك المطلوب منا إضافة لكل ما ذكر هو كيفية تجديد المشروع الوطني الفلسطيني وإعادة الروح لهذا المشروع بصورة اكبر بكثير بالاستفادة من كل النواقص والاخطاء التي تمت، يجب ان نعترف ونتصارح جميعا بان المصالحة بين كافة القوى الفلسطينية لا تكفي شعبنا الذي عاش وعانا من اثر الانقسام طويلاً وتبددت الكثير من الموارد والامكانيات والفرص ولذلك لا يكفي القول للشعب الفلسطيني نحن كنا منقسمين ونسعى للمصالحة .... وانتهى الموضوع، هذا غير كافي فالشعب الفلسطيني يريد بصورة ملموسة أيضا اعترافا صريحا من الجميع بالحجم الكبير من النواقص والاخفاقات والسلبيات التي حصلت وأن يكون لديه ضمانه أيضا بان ما يجري ليس مجرد نوع من المصالحة الشكلية فقط لذلك المهمة أكثر تعقيدا بكثير وتملي علينا مسؤوليات كبيرة
نرحب بما دعا اليه الرئيس وندعو لتعزيزه بان تطلق منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل حوارا وطنيا شعبيا شاملا بين كل مكونات الشعب الفلسطيني وفي كل الساحات وليس فقط بين القوى والفصائل فهناك العديد من الأوساط الفلسطينية ومن المؤسسات والاطر والشباب والتجمعات المختلفة التي لديها ما لديها من ملاحظات وأيضا لديها ما لديها من الطاقة الكفاحية الكبيرة التي يجب ان توظف وتتكامل مع السعي لنضال شعبي فلسطيني واسع لمواجهة التحديات والمخاطر ولذلك علينا ان نقول بصراحة لشعبنا الذي ينظر الينا اليوم باننا مراقبون منه على ما يدور من حوارات وان هناك حوار موازي لهذا الحوار الفصائلي على المستوى الشعبي الفلسطيني وليقل الشعب الفلسطيني في اطار هذه الحوارات كل ما لديه من ملاحظات ورؤى وصولا الى صيغة ديموقراطية لشراكة شعبية واسعة في منظمة التحرير تتجاوز الصيغ التقليدية التي جرى الحديث عنها حتى الان
نحن الان امام مرحلة جديدة امام تجديد مشروعنا لكن ضمن مجموعة من الثوابت التي يجب ان نتفق عليها
- الانطلاق من وحدة الشعب الفلسطيني فنحن الشعب الفلسطيني وليس الفلسطينيين في غزة والقدس وفي رام الله ولبنان نحن الشعب الفلسطيني كله الذي هويته الوطنية كانت الأساس الحامي لاستعادة حقوقه بعد نكبته عام 1948 ولاستعادة دوره الان مطلوب تعزيز وترسيخ هذه الصورة بحيث يكون كل طفل وكل شاب وامرأه من أبناء شعبنا في كل مكان يشعر بوحدة هذا الشعب وبحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وهذه الحقوق تتلخص بثلاث حقوق وهي تقرير المصير والدولة وحقنا بالعودة وحقنا في المساواة المدنية والقومية لأبناء شعبنا في الداخل وهم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وهذه المقومات الثلاثة تعترف بها وتقرها الشرعية الدولية وبالتالي تجديد مشروعنا الوطني ينطلق أساسا من البقاء في مربع الشرعية الدولية والبقاء في هذا المربع يعني الاعتراف الحقيقي بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والسعي الدولي الجاد من اجل ذلك وليس المساومات والصفقات لجرنا الى صفقة القرن او لجرنا للتخلي عن حقوقنا الوطنية
- نحن الان نقول لشعبنا اننا كلنا موحدون ندافع عن حقوقنا الوطنية ونسعى لحماية مشروعنا الوطني الفلسطيني، الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام يجب ان تتصدر الأولويات وهي تتصدر الأولويات الان أولا في الوحدة الميدانية في مواجهة المعركة القائمة وثانيا في الاعتراف بالخطاء والنواقص والاستعداد لمعالجتها وهذا الاستعداد له ثمن وربما هناك مصالح لناس تعيق هذا ولذلك يجب ان يكون لدينا الجرأة الكافية لمعالجة هذه النواقص بكل مسؤولية وبكل سعي حقيقي
- السعي لانتفاضة شعبية: يا اخوان نحن شعب تحت الاحتلال والقضية المركزية هي انهاء الاحتلال الحديث عن المفاوضات والسعي لمؤتمر دولي يجب ان نبقى نطالب من اجل مؤتمر دولي حقيقي لكن نحن نعرف ان العالم والمجتمع الدولي ليس في وارده الان ان يأخذنا الى هذا المؤتمر الدولي الذي نتحدث عنه المسعى الدولي يريد ان يأخذنا للحوار والتفاوض على صفقة القرن المسعى الدولي الان يريد ان يهبط من سقف المطالب الفلسطينية بدولة حقيقية لذلك راس المال الأساسي لنا هو في تعزيز نضالنا ضد الاحتلال وفي تعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وهو في وضع قضية الانتفاضة كهدف امام القيادة الوطنية الموحدة التي نتحدث عنها
- صمود شعبنا وتعزيز هذا الصمود فنحن الان في وضع في غاية الصعوبة واضافة الى كافة الازمات سواء في الجانب الصحي او الاقتصادي أو المعيشي شعبنا قادر ان يصمد لكن على ان يرى المكاشفة والصراحة الحقيقية معه في أوضاعه وكذلك الاستعداد للتراجع عن اية نواقص علينا ان نطلق الحريات أوسع واوسع وندعم كل الإمكانيات والفرص لتعزيز هذا الصمود وان نقدم أجيال جديده من الشباب لأخذ مواقعهم في الساحات المختلفة والمتنوعة هذا يدفع بنا جميعا الى الامام في اتجاهات متنوعة
- اجتماع اليوم مهم جدا وضروري ونوكد على ما طرح حول تشكيل اللجان التي تم الحديث عنها ولكن نقول بكل صراحة علينا ان نفسح المجال للاستماع أوسع واوسع لراي أبناء شعبنا وبكل مكوناته وفئاته كي تقول كلمتها فيما كنا مختلفين فيه وفيما لم نحققه حتى الان
مرة أخيرة ندعو لتعزيز هذا الحوار ونوكد على إعطاء الأولوية للقضايا المتفق عليها والتباينات تبقى في النهاية لنتحاور عليها شريطة شيء واحد وهو ان أي اختلافات لا تؤدي الى المس بوحدة تمثيلنا الفلسطيني في منظمة التحرير وبوحدة مؤسساتنا في إطار الكيان الوطني الفلسطيني لدولة فلسطين العتيدة