تصيب الدهشة زوار منزل الفلسطيني نشأت الطميزي، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لدى معاينة مجموعة كبيرة وفريدة من أنواع طائر الببغاء ذات الألوان الزاهية.

ونشأت علاقة فريدة بين الطميزي البالغ من العمر (32 عاما) وطائر الببغاء جعلته يكرس سنوات طويلة من حياته لاقتناء أصناف مختلفة منه والاعتناء بها بل وكسب المال في عمليات بيع وشراء.

ويقوم الطميزي بإعداد الطعام لطيوره ذات الأصناف المتعددة صباح كل يوم مع اتخاذه إجراءات الصحة العامة في ظل انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في الأراضي الفلسطينية.

ويقول الطميزي بينما يحتضن عدة طيور على يديه وكتفه، وهو يرتدي كمامة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن تربية طائر الببغاء بدأت لديه منذ 15 عاما لحبه الشديد له كونها محببة ومدللة للإنسان.

ويضيف أن تربية طائر الببغاء تحتاج إلى رأس مال كبير "لكني بدأت بشراء عدد محدود، ومن ثم قمت بعملية الإنتاج وبيعه لشراء أصناف ثانية حتى وصلت إلى مراحل مرضية".

ويشير الطميزي بينما تشدو الببغاوات من حوله أصواتا وصفيرا، إلى أن أصناف الببغاء التي يقتنيها قرابة 40 صنفا أبرزها الرمادي، وكوكاتو، الدرة، لافتا إلى أن عددها تتراوح ما بين 80 إلى 100 زوج.

ويأكل طائر الببغاء الخضروات والفواكه والدجاج والبيض المسلوق والمكسرات وأنواع الحبوب الأخرى، وتحتاج أنواعه المختلفة إلى أراجيح تعلق في الأقفاص ما يزيد أعباء الشخص المربي.

ويوضح الطميزي، وهو متزوج ويعول طفلة وميسور الحال، أنه يوازي ما بين تربية الطيور واحتياجاتها اليومية وعائلته الصغيرة، لافتا إلى أن الطيور بحاجة إلى مصاريف كبيرة شهريا لشراء مكسرات وفواكه بمئات الدولارات.

ورغم ذلك إلا أنه سعيد بما يقوم كونه هاويا محبا للببغاوات، مبديا استعداده لصرف ما يملك في سبيل ذلك.

وحصل الطميزي على أغلب طيوره الفريدة ونادرة الوجود في الضفة الغربية عبر عمليات شراء من تجار إسرائيليين بأسعار عالية في خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ في حال تم اكتشافه يجري مصادرتها.

وهو يملك أنواع من طائر الببغاء من 12 عاما، إلا أنه لا يفرط فيها مهما كانت المغريات المادية، وإنما يبيع الإنتاج الذي يخرج منها من أجل توسيع مزرعته وشراء أصناف جديدة وليس للربح الشخصي.

ويتراوح أسعار الطيور، بحسب الطميزي، ما بين ألف دولار وحتى 15 ألف دولار، لافتا إلى وجود إقبال كبير عليه من قبل الزبائن للشراء بشكل يومي عبر الاتصال الهاتفي أو صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي.

ويوضح الشاب الفلسطيني أن الاتصالات من أشخاص في الضفة الغربية وداخل إسرائيل، مشيرا إلى أنه يراعي في عمليات البيع موسم تفقيس بيض الطيور.

ويتميز طائر الببغاء برأسه الكبير نسبيا وعنقه القصير، وقائميه بالمخالب المعقوفة التي تساعده على التعلق بأغصان الأشجار، وبمنقاره الصلب المتين، بالإضافة إلى قدرة بعض أنواعه على تقليد الأصوات، وطول أعمار بعض أنواعه.

ويشير الطميزي، إلى أن ظهور مرض كورونا في الأراضي الفلسطينية منذ مارس الماضي أثر عليه نوعا ما، كونه أصبح لا يستقبل الزبائن داخل بيته، بالإضافة إلى تأثر الوضع الاقتصادي لدى المجتمع الفلسطيني.

ويلقى الشاب الهاوي دعما وترحيبا من أفراد عائلته، معربا عن تطلعه إلى شراء أرض لإقامة مزرعة كبيرة تضم مئات الأصناف من طائر الببغاء لتصبح مزارا لسكان الضفة الغربية.