- بقلم : سري القدوة
السبت 5 أيلول / سبتمبر 2020.
يشكل ما نتج عن اجتماع الفصائل الفلسطينية من مخرجات وثيقة فلسطينية مهمة، من المهم البناء عليها وإعادة فتح حوار وطني شامل مع الكل الفلسطيني بروح المسؤولية والحكمة لتجاوز تحديات الماضي المؤلم والاستمرار في العمل الجمعي من اجل انهاء مسلسل الانقسام، وإعادة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية والتصدي لمؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، واستغلال المواقف من قبل الاحتلال الاسرائيلي والإدارة الامريكية واللعب على حبال التفرقة بين غزة والضفة، فالموقف الفلسطيني عندما يكون موحدا قويا سيضع حدا لكل عمليات الابتزاز الوقحة من الاحتلال الاسرائيلي وممارسات الادارة الامريكية، فمن المهم الان الخروج بموقف وطني فلسطيني شامل وموحد وبناء استراتجية فلسطينية ثابتة لمواجهة مشاريع صهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر الوهمية ومخططات صفقة القرن الامريكية المشؤومة.
على الكل الفلسطيني والفصائل الفلسطينية ضرورة التوافق الشامل على الخطوات الواجب تجسيدها وآليات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ومناقشة وحدة الموقف السياسي والنضالي والتنظيمي في هذه المرحلة الصعبة، إلى جانب التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتأكيد على ان منظمة التحرير الفلسطينية بمكوناتها السياسية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا احد اينما كان يمثل الشعب الفلسطيني سوى المنظمة، وهي البيت الفلسطيني الجامع للفلسطينيين جميعا أينما تواجدوا.
إن اجتماع الفصائل جاء بعد غياب طويل وهو في غاية الاهمية ويشكل خطوات مهمة على طريق تجسيد الوحدة لإسقاط مؤامرة الضم والأبرتهايد والاستيطان وتهويد القدس وحمل الاجتماع رسائل مهمة وواضحة وقوية للإدارة الامريكية وحكومة الاحتلال بان الكل الفلسطيني حريص على دعم قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها والتمسك بمبادرة السلام العربية .
إن اللقاء يعد بمثابة لقاء وطني تاريخي وحدوى ويعبر عن اصالة الشعب الفلسطيني ومواقفه التاريخية وجاء ليؤكد انه سيبقى هذا شعبنا موحدا سواء داخل فلسطين أو خارجها، وأن هذا اللقاء الذي حظى باهتمام اعلامي واسع وكبير من قبل القنوات ووسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية العاملة في بيروت ليؤكد على اهمية هذا الائتلاف الوطني الفلسطيني الاول من نوعه والداعي الي تجسيد الوحدة الوطنية من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لتأخذ على عاتقها اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني .
إن الشعب الفلسطيني يمر في مرحلة حرجة وخطيرة وتشتد المؤامرات للنيل من وحدته ومحاولة الاحتلال تسويق مشاريعه وعرض بضاعته الفاسدة وجاء هذا الاجتماع ليؤكد على اهمية الوحدة الوطنية وتحديد خطوات استراتيجية لمواجه هذه المخاطر التي تهدد قضيتنا وبرنامجنا الوطني والتصدي للمشروع الأميركي وصفقة القرن ومشاريع الضم وأهمية تعزيز النضال الوطني ضد الاحتلال بمشاركة جميع القوى الفلسطينية، وتجديد المشروع الوطني وإعادة الروح له، وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات الفلسطينية .
انه من الضروري استمرار الحوار الوطني الشامل من اجل انهاء الانقسام والتوصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية على قاعدة الائتلاف الوطني والحوار الصريح وحتى تتمكن هذه الحكومة من انهاء الوضع القائم حاليا وممارسة عملها في الضفة وقطاع غزة بعيدا عن كل اشكال الحزبية والتعصب الاعمى ووضع حد للاستمرار الحصار الظالم على قطاع غزة وحان الوقت ليقوم الرئيس محمود عباس بالتواصل مع قطاع غزة وإعادة افتتاح مكتب الرئيس والمؤسسات التابعة للرئاسة الفلسطينية تمهيدا لزيارته قطاع غزة والإعلان عن انهاء الانقسام الفلسطيني .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت