- بقلم عدنان الصباح
نعم لا زال موقفنا ثابت على رفض صفعة العصر والضم والاحتلال وما لف لفهم ولازلنا نكرر موقفنا اللفظي هذا في كل مناسبة بلا تردد ولا تراجع ولا زلنا نوال الاعلان عن رفض العودة للتنسيق مع الاحتلال ونعلن استعدادنا لمواصلة ذلك مهما كلفنا الامر هذا ما يفهم من كل الخطابات التي القيت في اجتماع الفصائل بلا مواربة من احد لكن الاسئلة التي تراود المواطن الفلسطيني كثيرة وكبيرة فنحن لا زلنا نواصل القول والرفض في حين لا زال الاحتلال يواصل الفعل على الارض ومع اننا نعلن انتصارنا بعدم تنفيذ الضم لكننا نصر على عدم رؤية الحقيقة في توسع الاستيطان ومصادرة الارض والاخطر من ذلك فإننا في حين نواصل الانكماش والتراجع وفقدان الحلفاء بالسر والعلن يواصل الاحتلال توسعه وتمدده في كل مكان فنحن نخسر يوميا حلفاء وانصار ويكسب هو يوميا حلفاء جدد نخسر الامارات والسودان والبحرين وعمان لينضموا الى جبهة الداعمين للاحتلال.
جبهة الاعداء ايضا مفككة فالخلافات الحزبية تعصف بهم من كل جهة وفي كل موضوع فقد ذهبت دولة الاحتلال الى ثلاث انتخابات برلمانية بعام واحد ولا زالت الامور غير مستقرة وهم لم يحتاجوا لاجتماعات احتفالية لحل خلافاتهم فهم يختلفون في القول وموحدين في الفعل لحماية مشروعهم انهم يختلفون على الية الفعل لا على الفعل يختلفون على الوسائل والضمانات للنجاح ولكن احدا منهم لا يتوقف عن الفعل بانتظار الاتفاق ولا احد يضع العصي في دواليب غيره بل يسنده في كل فعل ولا احد منهم يستخدم ولا يخدم اجندات خارجية الا عبر توافقها مع مصالح دولة الاحتلال, في دولة الاحتلال يشتمون بعضهم ويتوحدون بالايدي وتستند اكتافهم لبعض في مواجهتنا فاعلين بكل ما امكنهم من قوة الفعل ضدنا بخطاب يتحدث عن السلام والدعوة اليه في حين نتحدث نحن عن وحدتنا الوطنية لفظا ونعمل عكسها نتحدث عن الرفض لمشاريع الاعداء ونكتفي بالرفض اللفظي, هم يقتتلون قولا ويتوحدون فعلا ونحن نقتتل فعلا ونتوحد لفظا, وباختصار شديد وبلا ادنى مواربة فهم يفككون جبهتنا ويبنون جبهتهم.
لم تكن الامارات الخنجر الاول ولن تكون الخنجر الاخير فالخناجر تواصل الطعن الواحد تلو الآخر فقد سبقت دول عديدة الامارات في التطبيع مع دولة الاحتلال ولا زال هناك من ينتظر دوره في التوقيع رغم انه يمارس ذلك علنا دون رسميات فقد استقبلت سلطنة عمان رئيس وزراء الاحتلال علنا في زيارة رسمية وودية بارزة عبر الاعلام والتقى قادة من السودان مع رموز الاحتلال في اكثر من مرة وموقع وفعلت البحرين اكثر من ذلك ولم تقطع دولة عربية واحدة علاقتها بإسرائيل رسميا ولذا فان من حق الامارات ان تستهجن الموقف الفلسطيني من فعلتها في حين نهلل لدول فعلت وما زالت تفعل ذلك بكل وقاحة وعلنية بل ان فطر تمارس دور الداعم للمقاومة اعلاما ومالا وعبر قنوات ومعابر الاحتلال يصل الدعم القطري الى غزة مرحبا به ومشكورا فأي كيل بمكاييل لا حصر لها هذا الذي نفعله نحن بلا خجل ولماذا يجوز لقطر ما لا يجوز للإمارات.
اسئلة كثيرة ملزمة للقاء الفصائل هذا ومنها - ما الموجب لكل هذه الفخامة في اجتماع فصال المقاومة لقيادة شعب لا زال تحت الاحتلال ويعاني من كل اشكال الفقر والعوز.
- ما هي الاهداف من مثل هذا الاجتماع ولماذا لا يجري التوافق في السر والعمل معا في العلن
- هل سنقضي عقود في البحث عن وحدة وطنية لازمة للفعل دون ان نفعل بحجة غيابها
- هل الاعلانات اللفظية المتواصلة ستصل بنا الي أي فعل ينهي الاحتلال او حتى يوقف تمدده المجنون
- هل افعال الاحتلال المتواصلة على الارض من توسع استيطاني واستباحة لمدننا وقرانا لا توجب الرد بل نكتفي بالرد على الاعلانات الاحتلالية عن الضم وما شابه
- ذاهبون مرة اخرى للتفاوض على الوحدة.
- مرة اخرى لجان للبحث والتفاوض ولجان لا تلتقي او قد لا تلتقي وليس أكثر
- مرة اخرى احتفالات تشبه احتفالات اكثر دول العالم استقرارا ورخاء وبذخ
- مرة اخرى لا فعل على الارض سوى قرقعة الكلام نفسه عن وحدة لا وجود لها وكفاح معلب في افواه قائليه.
- مرة اخرى نواصل دفع شعبنا الى حالة اليأس ونفض اليد من قيادته عبر مواصلة خطاب لا انعكاس له على الارض بعيدا عن ميكروفونات المنابر الخطابية
- مرة اخرى نستخف بعقول شعبنا وتعقد المقاومة اجتماع من اجل المقاومة عبر الفيديو كونفرنس مترحمين على الحبر السري والاجتماعات السرية فمن سيصدقكم بربكم.
- مرة اخرى نشتم هذا ونحيي ذاك بلا منطق ولا مصلحة لقضيتنا وشعبنا سوى سطوة وقوة ومال من نحيي وضعف وغياب من نشتم ولا شيء اكثر.
ان ما تحتاجه قضيتنا وشعبنا اليوم هو وحدة الفعل مع مواصلة الاختلاف لا عذب الكلام دون فعل, ما نحتاجه هو قيادة قوية منتمية بعيدة عن البهرجة والاحتفالية, ما نحتاجه هو مقاومة أيا كان نوعها شريطة ان تشارك بها كل قوى الشعب وطاقاته, ما نحتاجه عي هيئة اركان حقيقية فاعلة تدير فعلا للمقاومة الشعبية القادرة على حشد كل طاقات الشعب دون اقتصار ذلك على حفنة من مستعرضي السلاح ضدنا لا ضد الاحتلال, ما نحتاجه هو سلاح حامي للشعب من السلاح المنفلت الذي قد يكون الوقت قد فات عن قرار لجمه ومنعه بعد ان استشرى وتمكن وتوسع, ما نحتاجه ثورة على الذات لنتمكن من ان نثور على الاحتلال موحدين قادرين فاعلين.
البيان الختامي لاجتماع الامناء العامين للفصائل وما اكثرها مع قلة خيرها كرر فعل نيوتن بصرخة اكتشافه سبب عدم تحقيق اهدافنا بعد جهد جهيد بقوله بالنص " ومن أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، يتوجب علينا الإسراع في إنهاء الإقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية " وحتى يتمكن من فعل ذلك فقد اوجد الحل فورا بقوله بالنص " فقد قررنا تشكيل لجنة من شخصيات وطنية وازنة، تحظى بثقتنا جميعا، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة في إطار م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، خلال مدة لا تتجاوز خمسة أسابيع، لتقديم توصياتها للجلسة المرتقبة للمجلس المركزي الفلسطيني وبمشاركة الأمناء العامين فيها كي نضمن مشاركة الجميع تحت مظلة الوحدة الوطنية الفلسطينية " اليس هذا اقرارا بعجزكم ما دامت هناك شخصيات وطنية وازنة غيركم, اليس هذا اقرار بعدم رغبتكم بالانتقال الى الفعل ما دامت لجنة الوازنين ستقدم توصياتها للجنة مرتقبة لا احد يدري من سيشكلها ومتى ... سامحكم الله لا قول أكثر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت