حول ما يسمى بثورات الربيع !!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح
  • وفيق زنداح

ما سمي تزييفا ... وقلبا للحقائق ... وما ارادت أمريكا واسرائيل ان تسخر لها بعض الاشخاص والحركات السياسية الدينية ... وما تم ممارسته من تضليل وخداع اعلامي وشعاراتي حول العدالة الاجتماعيه وتحسين ظروف الناس وتغيير اوضاعهم ... وهذا على عكس الحقيقة والتجربة .
جاء ما يسمى بثورات الربيع في سياق الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط والكبير والصغير .... لزيادة فرص الفوضى ... وتعميق وزيادة الازمات ... وتهجير الناس عن اوطانهم في ظل مشروع اعادة توطين الشعوب ... واحداث انهيارات بمؤسسات الدول والقضاء على جيوشها الوطنية ... وخلق حالة من الفوضى والارباك ... وخلط الاولويات ... واعادة عقارب الساعه الى الوراء !!! ما حدث بما يسمى بثورات الربيع ومنذ بداياتها الاولى ... أكدت على ان هذا المخطط المدبر والمعد باحكام وفق نظرية الفوضى الخلاقة ... واشاعة عدم الاستقرار ... وايجاد حالة من الفراغ الامني لمؤسسات الدولة ... وترك الشارع لمليشيات وعصابات تسرق وتهدم وتقتل وتوقف عجلة البناء واليات الانتاج لتزيد من الاعباء الاقتصادية والاجتماعية .
 كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ومشروع الشرق الاوسط الصغير والكبير لتقسيم المنطقة وتجزأتها الى دويلات وامارات قائمة على الفئوية والمذهبية ... ولجعل كل دولة مجموعة من الدول والكيانات غير القادرة على القيام بمسؤولياتها . مخطط كبير ... ومؤامرة تم صناعتها وتنفيذ ما تم تنفيذه في بعض الدول والى الحد الذي اسفر عن هذا الدمار ... وتهجير الملايين ... واحداث الانهيارات بالمنظومات الاقتصادية والاجتماعية ... الامنية والثقافية ... بزعزعة حالة الوعي العربي وادخاله بخلاط الاحداث والمتغيرات وما سيطر عليها من شعارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
كان المخطط المدبر والمبرمج وادوات التنفيذ في ظل مشروع اخونة المنطقة للسيطرة على الانظمة الوطنية والاجهاز على المؤسسات والجيوش ... والسيطرة على وسائل الاعلام ... وفتح المجال للاعلام المخطط والمدبر مثال قناة الجزيرة ومنصات الاخون الاعلامية الاخرى ... والتي عملت على التضخيم والتهويل واستخدام اسلوب الاثارة والدسائس وحرب الشائعات ... لاحداث الفرقة المذهبية والعقائدية وحتى الوطنية داخل الدولة الواحدة .
 حقبة زمنية كانت الاصعب والاخطر بتاريخنا العربي وما حدث من نتائجها أزمات عميقة وخسائر فادحة وشلل كامل بالحياة العامة ووقف لعجلة الانتاج وزيادة حدة البطالة وانخفاض الدخول الفردية وعلى مستوى الناتج القومي من خلال تراجع السياحة وشلل المرافق وتعطيل عمل الدولة ومؤسساتها وتدمير الكثير من البنى التحتية بهدف الهدم والسرقة والتخريب .
حقبة زمنية ستبقى بمحل مراجعة وتقييم ... واستخلاص للعبر والدروس المستفادة ... وعدم تكرارها والانزلاق لمخاطرها التي لا زالت سارية بدرجة او بأخرى من خلال قوى ارهابية وشريرة تعمل على الخراب وبث الشائعات والدسائس .. ومحاولة احباط الناس ودغدغة عواطفهم وتأليبهم على اوطانهم وانظمتهم السياسية .
 لقد سلم الله مصر كأحد اهم الدول المستهدفة مما يسمى بثورات الربيع بفعل يقظة شعبها العظيم وجيشها الوطني ورجاله ومؤسساتها الامنية التي كانت تدرك حقيقة ما يجري وتعرف الى أي مدى يمكن الانتظار ... وحتى بداية الفعل الحقيقي للمواجهة.
 برغم كل ما ترتب من ازمات اقتصادية واجتماعيه وتوترات أمنية وارهاب اسود انتشر بحالة الفراغ الامني الا ان الضربات الاستباقية والمداهمات والنشاط المعلوماتي قد حاصر الكثير من بؤر الارهاب وشل حركتها وقطع عنها الكثير من وسائل الاتصال والامداد وبكافة الاتجاهات الاستراتيجية .
 مصر اليوم ليس كما كانت مع بداية ثورات الربيع ... فلقد تجهزت بوسائل القوة الحديثة ... وامتلكت من الوعي الشعبي ما يؤهلها لمواجهة الدسائس والشائعات ومحاولات اهل الشر .... ومن استفاد واستغل السنوات الماضية من الفاسدين والمفسدين الذين يعيشون على قوت الناس واقتصاد وطنهم .
المواجهة ضد الفساد والمفسدين ومن هم ورائهم من المستفيدين لاضعاف حال البلاد وارباك اولوياتها مستمر لحين الانتهاء من حسم الكثير من الملفات ... وتصويب الكثير من القضايا وهذا ما يجري العمل عليه بجد واجتهاد وبقدرة واقتدار من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وقراراته المتتالية التي تحاصر كل هؤلاء الذين يعبثون .
الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت