- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
لا شك في أن قرار المدعية العامة للمحكمة الجنائية (فاتوبنسودا) في الأشهر الأخيرة الماضية يعد قفزة نوعية في مسار العدالة الدولية تجاه القضية الفلسطينية وتدفع لبذل المزيد من الجهود القانونية في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وضرورة تقديمهم وعرضهم على المحاكم الدولية عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي إرتكبوها بحق الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني..وكذلك جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري وجرائم التهويد والإستيطان والحبس والحصار التي كلفت شعبنا حتى هذه اللحظات مئات الاّلاف من الشهداء ومثلهم من الأسرى المغيبين في ظلمات وأقبية سجون الفاشية الصهيونية ... وهناك أيضاً ملايين المهجرين خارج أوطانهم ما يزيد عن نصف سكان فلسطين مشتتين خارج ديارهم وأوطانهم في خيام اللجوء المنتشرة في أصقاع المعمورة ..إضافة لضحايا القمع والتنكيل والتعذيب والقهر والحصار والجدار العنصري الفاصل.
ومنذ تأسست محكمة الجنايات الدولية في العام 2002 وشعبنا يرنو ويتطلع للإنضمام لهذه المحكمه أملاً منه بوضع حد لجرائم الإحتلال المتواصلة دون رادع من كل الهيئات والمجالس الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الأمريكية وتشكل مظلة حامية لاّلة الجريمة الصهيونية التي هتكت أجساد أطفالنا وفتكت بشيوخنا وشبابنا ونسائنا دون تدخل دولي يوقف عربة الجريمة الصهيونية المتدحرجة منذ ما يزيد على السبعين عاماً .وقد تمكنت قيادة الشعب الفلسطيني مؤخراً من تحقيق ذلك وتحديداً بعد الإعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة إنسجاماً مع لوائح ودساتير وشروط العضوية في محكمة الجنايات الدولية.
لقد سئمت البشرية غياب العدالة الدولية وملّت جرائم الجنود الأمريكيين ومعهم جيش الإحتلال الصهيوني وجنرالات الجريمة , وطال إنتظار الشعب العربي الفلسطيني للعدالة المفقودة التي شكلت أساساً لتغول الحركة الصهيونية وإغراق المنطقة بدماء الضحايا الأبرياء في سلسلة جرائم الحرب التي إرتكبتها وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والترانسفير وجرائم بحق الإنسانية يندى معها جبين البشرية ..تلك الجرائم التي لا زالت فصولها ومسلسلاتها تُغرز كما الخنجر المسموم في الخاصرة الفلسطينية دون رقيب أو حتى حسيب ..ووقفت إزائها الشرعية الدولية عاجزةً مشلولة.. ومجلس الأمن الدولي هو الاّخر الذي لا يصحوا إلا على صوت مقاومة الضحية لجلاديها ويطالبها بجملة قرارات مضحكة ومثيرة للسخرية تدعوه للكف عن ممارسة الإرهاب ومعاداة السامية والقبول بالأمر الواقع والرضوخ تحت سياط العنصرية الفاشية الصهيونية.
وبالتأكيد إننا نرى في دعوة المدعية العامة للجنائية الدولية بخصوص ملاحقة مجرمي الحرب من الجنود الأمريكان وجيش الإحتلال الصهيوني نقطة ضوء في بحر من الظلمات بسبب هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على كل هيئات ومؤسسات ومقدرات المجتمع الدولي , وطبيعة ردودها المجنونة على دعوات كهذه قد تنصف الإنسانية وتخلصها من شرور أمريكا مصدر الإرهاب والجريمة في العالم ومعها فلول الحركة الصهيونية العنصرية , ورأينا بأم أعيننا مؤخراً جملة العقوبات الأمريكية بحق المدعية العامة وبحق محكمة الجنايات الدولية مما يتطلب تدخلا جاداً للمجتمع الدولي وبعض القوى العظمي لوضع حد للصلف الأمريكي ومسألة التمادي في غيها وبطشها وتنكرها للحقوق الإنسانية وحق الشعب العربي الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقله وحمايته من جملة الجرائم الصهيونية البشعة.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة أيلول - 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت