- الكاتب : وفيق زنداح
ليس بكتابة المقال ستتغير الاحوال ... وليس بتعدد الشعارات وكبرها سيحدث التغيير في مفاهيم ومعادلة السياسة . فما يحدث لنا .. ليس بصدفة ... ولا يأتي بردة فعل ... وبالتأكيد ليس مفاجأة من العيار الثقيل او الخفيف !!! كل شيء يجري ... بحسب التوقعات .. والحسابات والمواقف .
الادارة الامريكية تحدثت منذ البداية ... بأنها ستطرح صفقة القرن .... ولا تحتاج الى من يقبل بها !!! بل سيجري تنفيذها !!! وهذا ما جرى ... بإعلان القدس عاصمة لدولة الكيان ونقل القنصلية الامريكية من شرق القدس واغلاق مكتب منظمة التحرير بواشنطن وقطع المساعدات المالية . كما جرى من خلال عقد المؤتمرات واللقاءات العديدة وليس اخرها مؤتمر البحرين والذي اعطى الضوء الاخضر لتنفيذ الصفقة من خلال المنطقة العربية ... وانهاء مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت ... دون قرار معلن !!! كل شئ يتم تنفيذه في ظل معادلة السياسة الامريكية من خلال ادارة الرئيس ترامب ... خدمة لدولة الكيان ولنتنياهو ولليمين الاسرائيلي وللحركة الصهيونية وللمال اليهودي المسيطر بالولايات المتحدة .
أمريكا تمارس سعيها بعد ان احدثت خوفا (مصطنعا ) هدد البعض من العرب الذين يخافون على عروشهم !!! كانت الهدايا بالمليارات مقدمة لترامب دون ان يفعل ما يفيد العرب !!! . لكنها كانت مقدمة لمحاولة شراء الرضى ... الذي لا يمكن بيعها لغير اسرائيل .
من قال ان اتفاقية الامارات والبحرين كانت مفاجأة لنا !!! ومن يقول ان من سيأتي بعدهم من دول سيكون مفاجأة !!! المسألة بفصلها الاخير .... والستاره قاربت على الاغلاق بعد ان فتحت كافة الافاق ... وتوفرت الارضية والمناخ .... وكأن الصراع العربي الاسرائيلي كان وهما وخيالا ليس له أساس !!!!.
في ظل حالة العرب والخطر الايراني وما يجري في سوريا وليبيا والعراق واليمن ... و ما يجري من فتن طائفية ما بين الشيعة والسنة بالبحرين واليمن والعرا ق وسوريا ... يوفر ارضية ملائمة للتدخل الخارجي . خطاب الاستنكار والتنديد ... والحديث عن خناجر بخاصرتنا ... وكأن خناجرهم كانت تدافع عنا وتمنع الاخطار!!!! .
خطابنا السياسي والاعلامي والدبلوماسي يجب ان يحدث عليه التغيير بديلا عن المهاجمة ... والتنديد وسحب السفراء واغلاق السفارات ... حتى لا يأتي الوقت التي نستجدي فيه اعادة سفير او فتح سفارة !!!! لن تتغير مواقفهم ... بحسب مصالحهم واولوياتهم ... وما تم التعاقد عليه بنواياهم ولم يعد بقاموسهم من الشعارات القومية ما يمكن ان يمنعهم .. او يقف حائلا دون استمرارهم بما هم عليه . اما بالنسبة لنا ... فنحن بحالة صراع فلسطيني اسرائيلي ... وفي ذات الوقت بحالة اتفاقية تم التوقيع عليها وغدا ذكراها 13 سبتمبر ... واخر من يتكلم !!! في ظل اعتراف متبادل ما بين منظمة التحرير ودولة الكيان ... وهذا ما يحتاج الى مراجعة جذرية لتصويب المسار ... وتحديد الاولويات ... هل نحن مع ايجاد السلام بأي ثمن !!! ام نحن بحالة صراع ممتد للنهاية !!! كما نحن من سمحنا بانقسامنا الاسود ... وبهذا التعدد في الخطابات الفصائلية والبرامج السياسية .... ولا زلنا نفتقد الى موقف جامع ... خطاب موحد ... وبرنامج نجمع عليه .
نحن من اوصلنا انفسنا بجزء من الحالة ... كما حالة التعنت والتسويف الاسرائيلي وادارة الظهر والتناقض مع كافة الاتفاقيات الموقعة .
المخرج :
- 1- انهاء الانقسام بصورة كاملة وشاملة .
2- خطاب سياسي واعلامي واحد موحد .
3- برنامج سياسي واحد وموحد .
4- عدم الدخول بمواجهات مع العرب .
5- انهاء مقولة التمسك بمبادرة السلام العربية التي اسقطها العرب كما لم تلتزم بها اسرائيل .
6- التمسك بالشرعية الدولية وقراراتها منذ ما قبل النكبة وحتى اليوم .
7- انهاء التعامل بالشعارات الكبيرة التي تضر بنا بأكثر من منافعها .
8- حشد مقومات القوة الفلسطينية الداخلية والخارجية من خلال الجاليات وكافة ابناء الشعب الفلسطيني وانهاء حالة الاتكالية والاعتماد على الاخرين .
كلام صعب ... ومرارة بالحلق ... والام ما بين ثنايا الكلمات .... لكنها الحقيقة التي يجب ان تكون ماثلة امامنا .. وان نعمل وفقها ليس بالشعارات بقدر العمل والياته ... حتى نتجاوز امكانية الانزلاق الاكبر .... وما يراد لنا ان نكون عليه ... وما ينتظرنا .. في ظل معادلة غير عادلة ... اصبحت لا تحترم قانون ... ولا قرار ... ولا حتى حقوق ... وللأسف الشديد التنكر للتاريخ بكافة جوانبه ومنطلقاته .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت