اختتمت الدورة الـ 27 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بعد 11 يومًا من العروض، فيما فازت مسرحية "أرض لوتشا" الصينية التي قدمها المسرح الوطني الصيني بجائزة المهرجان.
وفازت مسرحية "أرض لوتشا" من إخراج تشاو مياو، بالجائزة الثانية ضمن مسابقة "العروض المصورة".
واستمرت فعاليات المهرجان، الذي انطلق في الأول من سبتمبر الجاري، حتى الحادي عشر من نفس الشهر، وتضمنت دورة المهرجان هذا العام العديد من الفعاليات التي قدمت بعضها على المسرح بينما عرض الجزء الآخر عبر الإنترنت.
وتنافس المشاركون من خلال ثلاث مسابقات اثنين منهما عقدتا افتراضيا عبر الشاشات والوسائط التقنية من خلال القناة الرسمية للمهرجان على "يوتيوب" وهما مسابقة" مسرح الحظر" والمسابقة الثانية هي "العروض المصورة" وشارك في كل منافسة تسعة عروض، بينما المسابقة الثالثة شملت تقديم عروض حية في مسابقة "العروض"، حيث عرضت 13 مسرحية لصانعي المسرح المصريين.
وقال شي يوه ون الوزير المفوض للشؤون الثقافية بالسفارة الصينية في مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة "من المشجع أن المسرح التجريبي من الصين يمكن أن يفوز بجوائز على المسرح الدولي".
وأضاف شي لوكالة أنباء (شينخوا) أنه لم يكن من السهل تسجيل المسرحية وإرسالها للمشاركة في المهرجان وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأشار إلى أن المشاركة في هذا المهرجان لا يمكن أن تعزز فقط تبادل المسارح بين الصين ومصر، بل تجعل الفنانين من الدول الأخرى يهتمون بتطوير المسرح التجريبي الصيني.
ولفت الوزير المفوض للشؤون الثقافية بالسفارة الصينية في مصر، إلى أنه على الرغم من تأثر العديد من الأنشطة الثقافية هذا العام بمرض كورونا، إلا أن التبادلات الثقافية لم تتوقف.
وأضاف أنه بدلا من ذلك، فقد ساعدنا في إثراء أشكال الاتصال وتجميع الخبرات للجميع لتعزيز الاتصال عبر الإنترنت في المستقبل.
من جانبها، قالت الناقدة المسرحية المصرية، سمية أحمد، إن "مشاركة الصين في المهرجان كانت رائعة"، معربة عن إعجابها بالعرض الصيني المتميز.
وأضافت سمية أحمد لوكالة أنباء (شينخوا)، إن مشاركة الصين في المهرجان بعرض حصد جوائز، رغم كل الصعوبات التي واجهتها في الأشهر الماضية، تكشف أن الصين تولي اهتماما كبيرا بالفن والثقافة.
وأشارت إلى أن الفنانين الصينيين يتمتعون بمهارة عالية، موضحة أن حبكة المسرحية وصناعة الفيديو للعرض كانتا رائعتان.
ونوهت إلى أن هذه الدورة كانت استثنائية ، حيث أقيمت وسط تفشي مرض فيروس كورونا، مشيرة إلى أن من أهم الإنجازات التي تحققت هذا العام هي إقامة عروض حية للفرق المسرحية المصرية.
"أرض لوتشا" هي مسرحية تتناول الطبيعة البشرية من خلال الشكل المادي، الذي يجمع بين عناصر مسرح العرائس والأوبرا ومسرح الأقنعة والرقص المعاصر.
والمسرحية بأكملها تعكس مدى تعقيد الطبيعة البشرية من خلال مغامرة الإنسان على أرض الأشباح، مشيرة إلى أن كل شخص قد يكون لديه شبح شرير داخل قلبه، وكيف يمكننا التحكم فيه حتى لا نؤذي الآخرين.
في غضون ذلك، أعرب سامح بسيوني، المدير التنفيذي لمهرجان القاهرة الدولي الـ 27 للمسرح التجريبي، عن تقديره لاهتمام الصين بالانضمام إلى نسخة هذا العام على الرغم من الصعوبات التي تسبب فيها جائحة كوفيد-19.
وقال بسيوني لوكالة أنباء (شينخوا) "كانت المسرحية الصينية منافسا قويا ولهذا السبب فازت بجائزة" "أنا سعيد لأن الصين كانت جزءًا مهمًا من المهرجان هذا العام."
وأعرب عن سعادته بأن المهرجان لم يتوقف رغم تفشي فيروس كورونا، مضيفا أن مصر استطاعت تنظيم المهرجان بشكل رائع ومشرف.
وأضاف "وجدنا العديد من الحلول لإنجاح المهرجان وسط كل هذه الظروف الصعبة، وكانت المشاركات عبر الإنترنت ناجحة للغاية، بالإضافة إلى إنشاء مسابقة جديدة تنافست فيها الفرق المسرحية المصرية بشكل احترافي، ولفت إلى أن عدد العروض الدولية والعربية كان جيدا، مؤكدا أن إدارة المهرجان "راضية تماما" عن هذا النجاح الذي حققه المهرجان.
وشهد التبادل الثقافي بين الصين ومصر منذ رفع مستوى علاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، حيث قام الفنانون والوفود الثقافية والموسيقية بزيارات متبادلة، من خلال هذه الأنشطة.
وتأمل مصر والصين في تعزيز العلاقات الودية بينهما، وتعزيز التفاهم المتبادل والتنمية المستقبلية بين شعبي البلدين.