انطلقت، يوم الثلاثاء، فعاليات يوم غضب شعبي في مختلف محافظات الأراضي الفلسطينية وفي الشتات وعواصم عربية والعاصمة الأميركية واشنطن، دعت إليه القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول، استنكارا ورفضا لاتفاقي التطبيع اللذين سيتم توقيعهما مساءً بين الامارات والبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أميركية.
وأعلنت الفصائل الوطنية والقوى الإسلامية عن عدة فعاليات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تزامنا مع توقيع اتفاقي التطبيع، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني لأوسع مشاركة فيها.
- نابلس: مسيرة منددة بالتطبيع
ندد مشاركون في مسيرة خرجت وسط مدينة نابلس، يوم الثلاثاء، باتفاقي التطبيع الاماراتي والبحريني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، برعاية أميركية، اللذين سيتم توقيعهما مساء في واشنطن.
وطالب المشاركون الدول العربية خاصة والعالمية بالوقوف الى جانب القضية الفلسطينية، وحقوقها العادلة التي كفلتها الشرعية الدولية واقامة الدولة المستقلة، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس محمد دويكات، ان القضية الفلسطينية تواجه خطر التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، في اطار التصفية للحقوق المشروعة، والالتفاف على الثوابت الوطنية، التي يؤكد الجميع على التمسك بها".
واضاف ان مؤامرات عدة تحاك ضد منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومحاولات ايجاد بديل عنها، الا أن القيادة الفلسطينية موحدة في مواجهتها، واسقاطها، وافشال جميع المشاريع الرامية للنيل من حقوقنا، والاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية".
وتابع " نحن نراهن على وعي الشعوب العربية الحرة المناوئة لسياسية التطبيع مع حكومة الاحتلال، وكل أحرار العالم الذين يقفون جنبا الى جنب مع الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، التي لن نتازل عنها".
واوضح دويكات ان قادة العمل الوطني والفصائلي موحودون خلف القيادة الفلسطينية في اطار مواجهة صفقة القرن والجهود الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد ان الأسرى في سجون الاحتلال يعانون ظروفا صعبة، خاصة مع تفشي فيروس كورونا بين صفوفهم، داعيا المجتمع الدولي التدخل للافراج عنهم، وانقاذ حياة الأسرى خاصة المرضى منهم.
كما ناشد المشاركون المجتمع الدولي بضرورة التدخل للافراج عن الاسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى الذين يعانون من انتهاكات الاحتلال.
- طولكرم: وقفة احتجاجية ضد التطبيع
عبرت فصائل العمل الوطني وفعاليات محافظة طولكرم عن استنكارها ورفضها للتطبيع المجاني من قبل الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية.
ووصفوا التطبيع خلال وقفتهم الاحتجاجية وسط ميدان الشهيد ثابت ثابت بطولكرم، "بأنه مذل، ويستفرد بالقضية الفلسطينية، ويعمل على عزلها، مشددين على أن شعبنا الفلسطيني هو أهل القضية، ويقف رأس حربة للحفاظ على أرضه، ومقدساته، والكرامة العربية".
وقال منسق الفصائل فيصل سلامة: "في هذا الموقف الجماهيري في طولكرم نطالب الأنظمة العربية وعلى رأسها الإماراتية والبحرينية العدول والتراجع عن توقيع هذه الاتفاقيات المذلة، وأملنا كبير في الجماهير العربية برفض هذا التطبيع المهين والمذل".
وأضاف: نحن مع سلام عادل وشامل في المنطقة في ظل تحقيق الحقوق المشروعة والوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين ضمن القرار الأممي (194)، وتحرير الأسرى.
وشدد على أنه بدون هذه الحقوق وفي حال التنكر لها، فلن يكون هناك سلام ولا استقرار في ظل هذا التعنت الإسرائيلي الأميركي.
- الخليل: فعالية احتجاجية رفضا للتطبيع مع دولة الاحتلال
نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الوطنية والشعبية، وقفة احتجاجية على دوار بن رشد وسط مدينة الخليل، رفضا لاتفاقي التطبيع الاماراتي البحريني مع دولة الاحتلال، اللذين سيتم توقيعهما مساءً في واشنطن.
ورفع المشاركون في الوقفة التي شارك فيها ممثلو المؤسسات الوطنية والاهلية، وحشد من المواطنين علم فلسطين، ولافتات رافضة للتطبيع، منها: "لا للتطبيع لا لسياسة الضم وستبقى فلسطين عربية"، و"سنبقى الاوفياء لتضحيات شعبنا ولن نساوم"، و "سنسقط صفقة العار وكل المطبعين"، ورددوا شعارات تؤكد التفاف شعبنا حول الرئيس محمود عباس، ومنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وقال محمد البكري في كلمته ممثلا عن حركة "فتح"، ان شعبنا في الداخل والشتات توحد في مواجهة تطبيع الذل والهوان، وسيبقى على عهد الشهداء والأسرى والجرحى، موحدا خلف القيادة الفلسطينية رافضا الضم والتطبيع".
من جانبه، قال فهمي شاهين في كلمته عن القوى الوطنية، إن هذا الحشد الجماهيري يؤكد التفافه حول قيادته، ورفضه للتوقيع، وان هذا التطبيع طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا الثابتة وخيانة لا تغفر.
وأشار رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة إلى "أن التطبيع جريمة وهو عار على جبين كل من خطط ونفذ هذه الجريمة النكراء، وشدد على ان شعبنا في الداخل والشتات يقفون صفا واحدا ضد هذا التطبيع الذي يمرر بمؤامرات في ظل مواصلة الاحتلال ارتكابه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وقال ماهر النمورة باسم إقليم جنوب الخليل، إن التطبيع عمل اجرامي همجي لن ينال من إرادة شعبنا، ووجه تحية باسم كافة مؤسساتنا الوطنية الى كافة الشعوب العربية، وخاصة شعب البحرين، الذي عبر عن رفضه لتطبيع الذل والعار.
وعن اللجان الشعبية وإقليم يطا، أكد راتب الجبور في كلمته، ان هذه الاتفاقيات تعتبر خيانة واعتداء وعملا اجراميا يمس بحقوق شعبنا في كافة أماكن تواجده، لذا يتوجب محاربتها، والتصدي لها بكل قوه، وان تقف امتنا العربية والإسلامية في وجه أنظمتها المهترئة، رفضا واستنكارا لخيانتهم عهد الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم نصرة للأقصى وفلسطين.
كما أكد عدد من المتحدثين على أن شعبنا سيواصل نضاله والتفافه حول القيادة الفلسطينية، ممثلة بمنظمة التحرير، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وان شعبنا بكافة مكوناته على عهد الشهداء سيبقى يناضل من اجل إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
- وقفة غضب جماهيرية في جنين
شارك العشرات من أبناء شعبنا في محافظة جنين، في وقفة غضب منددة بالتطبيع بين الإماراتي والبحريني مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية أميركية.
وأقيمت الفعالية التي دعت إليها والفعاليات والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية في جنين، يوم الثلاثاء، أمام مقبرة شهداء الجيش العراقي، بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وممثلي مختلف القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الشعبية والرسمية.
وقال محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، إن اتفاق التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية، مضيفا أن شعبنا هو صاحب الولاية على هذه الأرض ولن يهزم.
وشدد على ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية، ورصّ الصفوف لمواجهة كل المخططات التي تهدف الى النيل من شعبنا، داعيا الى موقف عربي موحد من أجل الضغط على الإمارات والبحرين للتراجع عن هذا الفعل.
ودعت والدة شهيد الحركة الأسيرة سامي أبو دياك، كافة أحرار العالم خاصة الدول العربية الى نبذ الاتفاق وعدم التفريط بدماء الشهداء والحركة الأسيرة، مشددة على ضرورة بذل مزيد من الحراك والتضامن مع أسرانا والالتفاف حول قيادتنا لنتمكن من التصدي لكافة المؤامرات التصفوية لقضيتنا.
بدوره، قال وصفي قبها في كلمة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، إن تذرع الإمارات بالتطبيع مقابل تعليق ضم الأراضي الفلسطينية لا يشكل مبررا لهذه الخطوة المرفوضة والمدانة فلسطينيا وعربيا، ولم نفوض أحدا للحديث باسمنا.
ودعا الى التصدي لسياسة الهرولة والخنوع للإدارة الأميركية ودولة الاحتلال، مشددا على تفعيل المقاومة الشعبية وتصعيدها.
وشدد أمين سر إقليم "فتح" في جنين عطا ابو ارميلة، على ضرورة رص الصفوف والالتفاف حول الرئيس محمود عباس والقيادة، والعمل على وضع آلية مشتركة لفصائل العمل الوطني والإسلامي، لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
ووضع المشاركون أكاليل من الزهور على أضرحة شهداء الجيش العراقي، تأكيدا على عروبتهم ووفاء لتضحياتهم تجاه قضية فلسطين، ورسالة الى العالم العربي بأن قيادتنا وشعبنا متمسكون بدماء الشهداء الفلسطينيين والعرب.
- تظاهرت غفيرة وفي رام الله والبيرة
هذا وتظاهرت جماهير غفيرة من مختلف الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني وسط ميدان المنارة بمدينة رام الله، تنديدا باتفاق التطبيع البحريني الإماراتي الإسرائيلي الذي يجري توقيعه مساء اليوم في البيت الأبيض.
كما جابت شوارع مدينتي رام الله والبيرة مسيرة جماهيرية حاشدة ردد المشاركون فيها هتافات نددت بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل مواصلته احتلال أرض فلسطين.
وشدد المشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة على دعم موقف القيادة، والوقوف خلف الرئيس محمود عباس في ثباته على الحقوق الفلسطينية، ورفض كل اتفاقيات الذل ورفض التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أن ما تقوم به بعض الأنظمة العربية من تطبيع يجعل منه طعنة غادرة في ظهر نضال شعبنا.
وتابع أن شعبنا وقيادته قادرون على إسقاط هذه الاتفاقيات كما أسقطوا غيرها من المؤامرات، وأن شعبنا يقول لا للتطبيع الذي كسر الإجماع العربي، وسيبقى هذا يوما أسود في تاريخ هذه الأنظمة، وسيبقى شعبنا متمسكا بحقوقه.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم أن أبطال شعبنا الذين اجتمعوا اليوم تحت راية العلم الفلسطيني أوصلوا الرسالة لكل المتخاذلين، الذين ارتضوا أن يوقعوا وأن يستبدلوا وفاءهم لفلسطين، بعد أن تمت مساومتهم على ملكهم وكرامتهم حتى يتحدثوا باسم شعبنا ويوقعون بالانابة عنه، مشددا على أن شعبنا سيستمر في مسيرة نضاله حتى الحرية والخلاص من هذا المحتل .
بدوره، أوضح القيادي في حركة حماس حسن يوسف أن هذه المسيرات تأتي بالتزامن مع اجتماع تحالف التطبيع الذي يسعى للقفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، وأن الوحدة هي الصخرة التي ستفشل أميركا واسرائيل والمطبيعين .
وشدد على أن شعبنا وشعوب الدول العربية وأحرار العالم في خندق واحد لمنع القفز عن حقوقنا، ونحن ماضون لإسقاط كل المشاريع المشبوهة حتى إنجاز المشروع الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.
وسبق المسيرة مهرجان مركزي في ميدان المنارة تحدث فيه رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، حيث دعا أبناء شعبنا لمقاطعة بضائع الاحتلال وتكثيف المقاومة الشعبية، والانتصار للأسرى وللقيادة الفلسطينية.
وأضاف أن شعبنا سيسقط كل مؤامرات التطبيع كما أسقط مؤامرات أخرى، ونقول لترمب ولنتنياهو إنهم لن يجدوا فلسطينيا واحدا يتنازل عن الحقوق الفلسطينية، وستفشل كل مشاريع التصفية.
من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان إن شعبنا سينتصر على الاحتلال، وسيتحرر الأسرى وستفشل كل المؤامرات ومن بينها ما جرى اليوم في البيت الأبيض.
وتابع "نحن باسم الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، نؤكد أن شعبنا سيواصل حفظ الأمانة وحماية الحقوق الفلسطينية".
كما ألقت طفلة رسالة باسم أطفال فلسطين، أكدت فيها أن أطفال فلسطين يرفضون التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، وأن الرئيس عباس لن يسمح لأحد بتصفية القضية الفلسطينية.
- وقفة احتجاجية أمام البيت الابيض
نظمت 50 مؤسسة أميركية وعربية وفلسطينية، مساء الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام البيت الابيض، بالتزامن مع توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، برعاية أميركية وبحضور الرئيس دونالد ترمب.
وأكد المشاركون في الفعالية رفض التطبيع مع دولة الاحتلال طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والعدوان والاستعمار.
وعبر المشاركون عن رفضهم لهذه الاتفاقيات المجانية التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني، ورفضهم لها جملة وتفصيلا، مؤكدين أن كل احرار العالم يقفون اليوم بقوة إلى جانب الحق الفلسطيني ومواجهة "صفقة القرن"، وكل الجهود الرامية لتصفية القضية الفلسطينية .
وحالت الإجراءات الصحية والتشديدات المفروضة نتيجة تفشي فيروس "كورونا" من مشاركة آلاف في هذه التظاهرة التي جابت شوارع العاصمة الأميركية، والتي حمل المشاركون الذين قدموا من معظم الولايات، وتحديداً من شيكاغو ونيوجيرسي ونيويورك وفرجينيا وميتشيغين علما فلسطينيا يتجاوز طوله 50 متراً، وأعلام عدد من الدول التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتسانده على الدوام.
وقال رئيس المجلس الفلسطيني الأميركي غسان بركات، إن الوقفة جاءت لرفض التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية، وينخرط في ذلك بعض الأطراف العربية، الأمر الذي يسيء لقومية القضية الفلسطينية ومحورتيها.
وبين أن اختيار توقيت الوقفة جاء للفت أنظار العالم والإعلام الذي يغطي توقيع اتفاق التطبيع، إلى معاناة الشعب الفلسطيني جراء الظلم والتشريد والقتل وسرقة مقدراته الطبيعية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: رسالتنا للموقعين في البيت الأبيض أن العلم الفلسطيني لن يسقط، وأن القضية الفلسطينية ستواصل النضال حتى تحرير فلسطين، وسنكون في الطليعة لرفع المعاناة عن شعبنا والضغط السياسي الذي تتعرض له قيادتنا، وسنواصل مناصرة الحق الفلسطيني حتى ينتصر على أرض فلسطين وعلى رأسها قيادتنا التي تقف ضد كل عدوان على شعبنا.
وقال الكاتب والناشط السياسي فراس الطيراوي إن عددا كبيرا من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية ونشطاء سلام أميركيين كانوا يرغبون بالمشاركة في المظاهرة الاحتجاجية لكن التدابير الصحية حالت دون ذلك".
ومن المقرر أن تنظم فعاليات أخرى على مستوى الولايات المتحدة الأميركية خلال الأيام المقبلة رفضا للتطبيع، والتأكيد على تمسك العالم الحر بالحقوق الفلسطينية التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية.
- وقفة احتجاجية في أم الفحم
شارك العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني داخل أراضي الـ48 في السلسلة البشرية الحاشدة على مداخل مدينة أم الفحم، والتي دعت إليها لجنة المتابعة، تنديدا باتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة ودولة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، برعاية أميركية.
ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للتحالف الإماراتي الإسرائيلي، واتفاقية التطبيع المزمع توقيعها مساء اليوم، في البيت الأبيض، مع أبو ظبي والمنامة من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
واعتبر المتظاهرون أن اتفاقيات التطبيع "تكريس للاحتلال الإسرائيلي، وخيانة للشعب الفلسطيني".
ونظمت السلسلة البشرية تحت شعار "لا لصفقات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته" و"ضد انبطاح أنظمة العمالة الإماراتية والبحرينية"، بدعوة من لجنة المتبعة العليا.
وكانت لجنة المتابعة العليا قد أعلنت في اجتماع سكرتاريتها، يوم 5 أيلول/ سبتمبر الجاري، رفضها بإجماع مركباتها "الهرولة المشبوهة لأنظمة عربية باتجاه التطبيع مع المؤسسة الإسرائيلية، ورفض أي تجاوز لحقوق شعبنا الفلسطيني الثابتة والمعترف بها دوليا، بما في ذلك تجاوز أنظمة عربية للمبادرة العربية للسلام".
وأكدت المتابعة أنه "لا خصومة بين الشعب الفلسطيني وبين أيّ من الشعوب العربية الشقيقة، إنما ننظر إلى أشقائنا كشركاء في دفع الظلم والاحتلال الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، نيابة عن الأمة كُلَّها لأن حدود المشروع الصهيوني الإمبريالي لا تتوقف عند حدود فلسطين".
واستنكرت المتابعة بشدة "إقامة علاقات بين دولة الإمارات وإسرائيل برعاية أميركية"، وحذرت من "خطوات مشابهة قد يقوم بها أي نظام عربي آخر (البيان قبل انضمام السلطات البحرينية للتحالف مع إسرائيل) على حساب حقوق الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن "هذه الأنظمة ستدفع ثمن طعنتها أمام شعوبها عاجلا أم آجلا".
- وقفة تنديد في تونس
وفي تونس، نظمت منظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب التونسية، مساء الثلاثاء، وقفة تنديد باتفاقي التطبيع الإماراتي- البحريني مع إسرائيل، تزامنا مع توقيعهما في البيت الأبيض برعاية الرئيس ترمب.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظمت وسط شارع بورقيبة في العاصمة تونس، علمي فلسطين وتونس ورددوا الشعارات المنددة باتفاقي التطبيع، وأخرى مؤيدة لشعبنا وقضيته العادلة.
وتواصلت في تونس بيانات الشجب والاستنكار لاتفاقي التطبيع من الأحزاب والمنظمات التونسية، فقد عبّر اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، عن تضامنه "المطلق واللامشروط" مع الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.
جاء ذلك اثناء انعقاد مجلسه الوطني في دورته الـ17 تحت شعار "التطبيع خيانة عظمى"، ندد خلاله بشدة بصفقتي الإمارات و البحرين التطبيعيتين، واعتبرهما خيانة عظمى للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
من جانبه، أدان حزب العمال التونسي، في بيان له، الخطوات التطبيعية الإماراتية البحرينية وموقف الجامعة العربية، داعيا "كل القوى الوطنية والتقدمية إلى تحمّل المسؤولية إزاء القضية الفلسطينية والتصدي لمسار التطبيع والتفريط".
- وقفة احتجاجية في برلين
وفي العاصمة الألمانية برلين، نظمت وقفة احتجاجية جماهيرية حاشدة أمام مكتب الجامعة العربية ضد صفقة القرن والتطبيع، بمشاركة أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، ونشطاء من حركة المقاطعة BDS ومتضامنين ونشطاء ومثقفين ألمان وأجانب، بدعوة من لجنة العمل الوطني في برلين.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات منددة بصفقة القرن الأميركية ومشروع الضم الإسرائيلي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الشعارات المنددة بهرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما حصل في الاتفاق الثلاثي بين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع دولة الاحتلال، برعاية أمريكية.
وهتف المتظاهرون بالحرية للشعب الفلسطيني والنصر لقضيته العادلة، مؤكدين أن كل محاولات الهرولة التطبيعية التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية، لن تمس وجدان الشعب الفلسطيني، ولن تؤثر على مساره الكفاحي والنضالي، بل ستدفعه للتمسك أكثر بحقوقه الوطنية والدفاع عنها بكافة الوسائل.
وشددوا على أن محاولات عزل الشعب الفلسطيني، ومحاولة تصويره بأنه وحيد ستبوء بالفشل، فللقضية الفلسطينية أصدقاء وحلفاء كثر، سيقفون دائما إلى جانب الحق الفلسطيني وقضية فلسطين العادلة، وأن هؤلاء المطبعين سيبقون خارج التاريخ، الذي سيكتب عنوانه الشعب الفلسطيني بالنصر المؤكد.
وقد تم تسليم مذكرة احتجاج موجهه إلى أمين عام الجامعة العربية تعبيرا عن الاحتجاج والاستنكار لموجة التطبيع والصمت العربي.
فيما قال النائب في البرلمان الأردني نضال الطعاني إن الشعوب العربية متضامنة مع الشعب الفلسطيني، داعيا لوجود منصات لمنع التطبيع وإنهاء الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني.
وأضاف، في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، اليوم الثلاثاء، نحن مع الحل السياسي لإقامة الدولة المستقلة، وبدون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لن يكون هناك سلام.
وأكد النائب الأردني موقف المملكة الأردنية الهاشمية، الداعم والمساند للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.
- مسيرات وتظاهرات في لبنان
وفي لبنان، نظمت قيادة الفصائل الفلسطينية مسيرات وتظاهرات غاضبة في كافة المخيمات الفلسطينية، تنديداً ورفضاً لاتفاقيات التطبيع في واشنطن بين الإمارات والبحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
ففي مخيم الرشيدية، وبدعوة من القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وبحضور قيادة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وأعضاء من قيادة حركة فتح إقليم لبنان، انطلقت مسيرة جماهيرية موحدة حاشدة تحت راية علم فلسطين من أمام مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني رفضا واستنكارا لهرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال قبل إقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية، بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد توفيق عبد الله في كلمته باسم القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، الوقوف في هذا اليومِ الأسود من تاريخِ أمتّنا العربية موّحدين وقرارنا فلسطينيّ، تجمعنا قضيّتنا العادلة، وتُظللنا راية واحدة هي راية العزّ والكرامة، راية فلسطن المُتوّجة بتاريخها ومقدساتها وشعبها.
وشدد على أن فلسطين أكبر من كلّ خوّانٍ لئيم، "وليعلم العالم أجمع أنّ الشعب الفلسطيني المعتزّ بكرامتِه والمتمسّك بأرضِ وطنِه لن يفرّط بعهد الشهداء وقسم الحريّة وصدق الإنتماء للقضيّة، وسيبقى شامخاً مُتراصاً موّحداً في خطّ الدفاع الأوّل عن فلسطين ومقدساتها عبر مسيرةٍ كفاحية شعبية شاملة، مستندين إلى وحدتنا الوطنية التي نكرسّها بالمقاومة والتضحيات والتي لن تنتهي إلا بإنجازِ الاستقلال الوطني لدولة فلسطين بعاصمتها القدس وحقّنا بالعودة."
وأكد أن هذا اليوم يُضاف إلى رزنامة الألم الفلسطينية وسجّل الإنكسارات والخيانات العربية، مجددا الوقوف خلف قيادتنا برئاسة الرئيس القائد محمود عباس الثابت على الحقّ الفلسطيني.
ثم جابت المسيرة طرقات مخيم الرشيدية تعبيرا عن غضب المشاركين فيها ورفضهم لكافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، من "صفقة القرن" وخطة الضم والتوسع واتفاقيات التطبيع، وتمسكا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثِّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، والقيادة الوطنية الموحدة التي انبثقت عن لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية.
كما نظمت مسيرات حاشدة في مخيمات البص وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة والبداوي والجليل.
وأكدت جماهير شعبنا تمسكها بالثوابت الوطنية وحق تقرير مصيرها، ورفض كل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا ومشروعنا الوطني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم.
هذا، وقد دعت القيادة الوطنية الموحدة القوى الحية والمؤسسات الأهلية والجماهيرية والطلابية والنسوية على امتداد الوطن العربي لأن ترفع راية العز العربية، وعلم فلسطين، استنكاراً ورفضاً لهذا الاتفاق.
كما دعت أسرانا المحررين وأسر شهدائنا الأبطال وعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم قي مقابر الاحتلال الرقمية لتنظيم وقفات استنكار لاتفاق العار في كل محافظات الوطن.
وكذلك الأمر بالنسبة للجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم وقواه الديمقراطية، حيث طالبتهم بالتظاهر أمام سفارات أمريكا ودولة الاحتلال ودولة الإمارت ومملكة البحرين، استنكاراً لاتفاقيات العار.
كما أعلنت في بيانها، إلى اعتبار الجمعة المقبلة يوم حداد تُرفع فيه الأعلام السوداء شجباً لاتفاق "أمريكا- إسرائيل- الإمارات- البحرين" في كل الساحات والمباني والبيوت، وتقرع الكنائس أجراس الحداد، ويرافق ذلك فعاليات تشمل كل نقاط التماس على أراضي المحافظات الشمالية
وتوقع دولة الاحتلال، يوم الثلاثاء، في البيت الأبيض اتفاقيتين مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ويعول الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم نفسه من خلالهما على أنه "صانع سلام" قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وحرص رئيس الولايات المتحدة على تنظيم احتفال كبير في واشنطن، يفترض أن يقيم خلاله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو علاقات دبلوماسية بين دولة الاحتلال وهاتين الدولتين العربيتين، في أول اختراق من هذا النوع منذ معاهدتي السلام مع مصر والأردن في 1979 و1994.
ولم يستبعد مسؤول أمريكي كبير مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والممثلين العرب.
وتشترك الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال في العداء المشترك تجاه إيران التي تعد أيضًا العدو اللدود لواشنطن في المنطقة.
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الثلاثاء سيكون "يوما أسود" في تاريخ العالم العربي، منتقدا الانقسامات فيه، داعيًا المواطنين إلى تظاهرات اليوم.
لكن إدارة ترامب قالت دائما "إنها تريد هز المنطقة بشكل أعمق عبر تحقيق تقارب بين إسرائيل والعالم العربي في شكل من اتحاد مقدس ضد إيران".
ويعكس الاتفاقان هذا التغيير وينقلان القضية الفلسطينية إلى مرتبة أدنى، كما كان يأمل البيت الأبيض.
وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، "لم يعد هذا الشرق الأوسط الذي كان في عهد أبي بل منطقة جديدة" رفضت فيها الجامعة العربية، في حدث استثنائي، إدانة قرار الدولتين الخليجيتين.
ويرى دونالد ترامب الذي يسعى لولاية ثانية ولم يحقق حتى الآن تقدما دبلوماسيا يُذكر للناخبين، في ذلك نجاحا يعترف فيه حتى خصومه الديمقراطيون.
ومنذ الإعلان في 13 آب/أغسطس عن الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية التي تلاها الأسبوع الماضي اتفاق مماثل مع البحرين، لا يكف معسكر الملياردير الجمهوري عن الإشادة بعمله الذي يستحق برأيه "جائزة نوبل للسلام".
لكن خلافات ظهرت بالفعل بشأن الشروط المرتبطة بالاتفاق مع الإمارات. ففي نظر دول الخليج، وافقت دولة الاحتلال على "إنهاء استمرار ضم الأراضي الفلسطينية".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنه "لم يتخل" عن ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بل أن الأمر "مؤجل" فقط.
من جهة أخرى قال نتنياهو إنه يعارض، للحفاظ على التفوق العسكري لبلاده في المنطقة، بيع الإمارات مقاتلات أميركية من طراز "اف-35" تريد أبوظبي شراءها.