- بقلم : شاكر فريد حسن
من نافلة القول أن عالمنا العربي متهالك وضعيف ومسلوب الارادة وغير قادر على الوجود وحده، والأنظمة العربية الحالية فاسدة ينخر جسدها السوس ورهينة الاستعمار الأجنبي الغربي، والأمة العربية مشرذمة ومفتتة، والوحدة العربية المنشودة غائبة منذ الانفصال بين سوريا ومصر، هذه الوحدة التي شكلت مصدر أمل للفقراء والمتطلعين إلى لم شمل العرب كطريق وحيد للمجد والكرامة والشموخ.
أما عن واقعنا العربي الراهن فحدث ولا حرج، تسوده الفوضى الخلاقة الرامية إلى تفتيت العالم العربي كله وتحويله لمحميات طائفية متصارعة ومتقاتلة فيما بينها إلى الأبد، عدا عن خيانة مشيخات الخليج ولهاثها خلف التطبيع والانحياز للغرب الرأسمالي وللصهيونية.
أما شعوبنا العربية الغارقة في غيبوبة الإسلام السياسي فهي بعيدة عن وعيها وغير مدركة لواقعها ووضعها وحالها ومصيرها.
والمقلق والمؤسف حقًا هو تراجع وغياب المفكرين والنخب المثقفة على امتداد الوطن العربي حد التلاشي، وانحسار دورهم المجتمعي السياسي والثقافي والتنويري والنهضوي، خصوصًا بعد رحيل أفذاذ وطلائع الفكر النقدي أمثال د. حسين مروة ومهدي عامل ومحمود امين العالم وإميل توما ورفعت السعيد ونصر حامد أبو زيد ومحمد عابد الجابري ومحمد أراكون وسواهم.
ويمكننا الاستنتاج مما سجلناه سابقًا أن الواقع السياسي العربي يواجه أزمة عميقة، والوضع القائم متردٍ للغاية لدرجة لم يصل لها من قبل، ما يستدعي السعي للتغيير إلى ما هو أفضل من خلال ثورة اجتماعية وشعبية طبقية وفكرية تقضي على الأنظمة العربية العميلة المتأمركة، السابحة والغارقة في التطبيع والهرولة، وصياغة مشروع عربي حضاري جديد، يقضي على كل مظاهر التخلف والتشرذم والانحطاط والانحدار ويؤسس بالتالي لنهضة عربية خلاّقة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت