- هدد بتصعيد في غزة إذا استمر إطلاق الصواريخ
هدد وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بالتصعيد ضد قطاع غزة، مطالبا حركة "حماس" بالحفاظ على الهدوء، وذلك في أعقاب القصف الإسرائيلي لمواقع في القطاع ، إثر إطلاق المقاومة الفلسطينية 15 قذيفة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، بالتزامن مع توقيع اتفاقي إشهار التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل في البيت الأبيض.
وجاءت تهديدات غانتس خلال جولة ميدانية أجريت ، يوم الأربعاء، في مستوطنات "غلاف غزة"، حيث عقد جلسة مشاورات أمنية لبحث التطورات التي شهدتها المناطق الجنوبية، الليلة الماضية، وذلك بمشاركة وزير الشؤون المدنية والاجتماعية بوزارة الجيش، مبخائيل بيطون، وقائد المنطقة الجنوبية للجيش، هرتسي هليفي، وقائد فرقة غزة (العسكرية التابعة لجيش الاحتلال)، نمرود ألوني.
وصرّح غانتس في أعقاب انتهاء جلسة تقييم الأوضاع الأمنية، بأنه "بينما تسير دولة إسرائيل نحو مستقبل جيد أكثر أمنا، تتخلى قيادة حماس عن مستقبل أطفال غزة وتجلب لهم الكارثة". وأضاف "أطالب حركة حماس بأن تحرص على التزام الهدوء. إذا استمر إطلاق النار، فسيكون رد الليلة الماضية مجرد قمة لجبل جليدي تطفو على السطح".حسب موقع "عرب 48".
وعلى صعيد متصل، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن الجهوزية الإسرائيلية لإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة بالتزامن مع مراسم توقيع اتفاقي التطبيع في واشنطن "لم تكن بأفضل حالاتها"، مشيرة إلى أن اليقظة الإسرائيلية في هذه المرحلة موجهة إلى "الجبهة الشمالية" الإسرائيلية، والرد المرتقب لحزب الله اللبناني.
ولفتت "يسرائيل هيوم" إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن "الهدوء في غزة سيستمر حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل"، وهو ما كان قد عبّر عنه غانتس، صراحة، في أعقاب جلسة مشاورات أمنية عقدها أمس، الثلاثاء، قبل توقيع اتفاقات التطبيع.
وبحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإنه مع نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، ستكون الدفعة التي تلقتها حركة حماس مؤخرا من أموال المنحة القطرية، قد نفذت، وسيبدأ النقاش حول آلية وموعد إدخال الدفعة التالية، ما من شأنه أن يولد تصعيد أمني محدود.
وذكرت الصحيفة أنه خلال جلسة تقييم الأوضاع الأمنية التي سبقت توقيع اتفاقات التطبيع في البيت الأبيض، طرحت إمكانية إطلاق قذائف صاروخية من القطاع خلال مراسم التوقيع في واشنطن، للتعبير عن الرفض والاحتجاج على نهج التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل في محاولة لتجاوز الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من بحث هذه الإمكانية (إطلاق صواريخ من غزة خلال مراسم التطبيع)، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يترجم تقديراته إلى خطوات عملية ولم ينشر بطاريات "القبة الحديدية" المضادة للصوارخ، ما أدى إلى فشل منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية باعتراض أحد صاروخين أطلقا من غزة مساء الثلاثاء.
وأسفر ذلك اعتراض القبة الحديدة لصاروخ أطلق على عسقلان فيما سقط الصاروخ الثاني في مدينة أسدود حيث أسفر عن إصابة شخصين على الأقلّ بجروح بين المتوسطة والخطيرة.
وعقب جلسة تقييم الأوضاع التي عقدها غانتس أمس، قال في ما يتعلق بتأثير توقيع اتفاقيتي التطبيع مع البحرين والإمارات، إنه "في الوقت الحالي لا أرى مؤشرات على تصعيد أمني من جانبهم (الفلسطينيون)، لكني لا أستبعد اندلاع أعمال عنف في الضفة، في النهاية ستكون هناك قشة ستكسر ظهر البعير، مع استمرار الصعوبات الاقتصادية وأزمة فيروس كورونا وعدم التنسيق قد يؤدي إلى اندلاع تصعيد جديد".
وحول فرص التصعيد في غزة، عبّر غانتس عن توقعاته بتصعيد جديد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، "مع نفاد الأموال القطرية"، على حد تعبيره. ولفت إلى أنه لا يعول على جهود الوساطة المصرية للتوصل إلى حل لقضية الأسرى والمفقودين وهو في رأيه شرط لتعزيز تفاهمات التهدئة في قطاع غزة.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، غارات على غزة بعد قصف صاروخي استهدف المستوطنات الإسرائيلية، انطلاقًا من القطاع، تزامنا مع توقيع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اتفاقين لتطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات في واشنطن.
وبعد ساعات على إطلاق صاروخين من القطاع باتجاه مدينتي أسدود وعسقلان، مساء الثلاثاء، بالتزامن مع كلمة وزير الخارجية الإماراتي خلال حفل أقيم في البيت الأبيض لتوقيع اتفاقات التطبيع، كما أطلقت من غزّة فجر الأربعاء صواريخ جديدة باتّجاه "غلاف غزة"، ردّ عليها جيش الاحتلال بضرب مواقع عدّة في القطاع.
وفجر الأربعاء دوت صفّارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقال في بيان صدر عنه صباح اليوم إنّ "15 قذيفة صاروخية أطلقت من القطاع نحو إسرائيل، اعترضت تسعة منها" منظومة القبّة الحديد الإسرائيلية المضادّة للصواريخ.
وأضاف أنّه ردًّا على هذا القصف "أغارت طائرات ومروحيات حربية على عدّة أهداف" تابعة لحماس في القطاع، مشيراً إلى أنّه تمّ خلال هذه الغارات "استهداف 10 أهداف من بينها مصنع لإنتاج أسلحة ومتفجرات بالإضافة إلى مجمّع عسكري يستخدم للتدريب ولإجراء تجارب صاروخية". وجدّد الجيش الإسرائيلي تحميل حماس "مسؤولية كلّ ما يجري في قطاع غزة وينطلق منه".
من جانبه، ادعى نتنياهو أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تهدف إلى "عرقلة السلام" بين إسرائيل ودول الخليج. وقال في بيان مقتضب صدر عن مكتبه: "يريدون عرقلة السلام، لن يتمكنوا من ذلك، سنضرب كل من يحاول إيذاءنا، وسنمد يد السلام إلى كل من يمد يده إلينا لصنع السلام".
من جهتها، حذرت حركة حماس الأربعاء، إسرائيل من التصعيد العسكري بعد ليلة من القصف المتبادل بين الجانبين. وقالت الحركة في بيان "سنزيد من ردنا بقدر ما يتمادى الاحتلال في عدوانه"، مضيفة أن "قيادة المقاومة قالت كلمتها، سيدفع الاحتلال ثمن أي عدوان على شعبنا أو على مواقع المقاومة، سيظل الرد مباشرا، فالقصف بالقصف".
وأكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفسلطينية في قطاع غزة على "تمسكها بمعادلة القصف بالقصف وأنها لن تسمح للعدو باستهداف شعبنا ومواقع المقاومة."
وأضافت الغرفة في تصريح مقتضب يوم الأربعاء: "ردنا على الغارات الصهيونية الذي كان اليوم حاضرا، سيبقى حاضرا لمواجهة أي عدوان".
كما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على ذلك بالقول "قد كان وسيظل الرد مباشرا، فالقصف بالقصف، وسنزيد ونوسع من ردنا بقدر ما يتمادى الاحتلال في عدوانه"
وأضافت الكتائب في تصريح صحفي: "لقد قالت قيادة المقاومة كلمتها، سيدفع الاحتلال ثمن أي عدوان على شعبنا أو مواقع المقاومة".