أكد القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف، استمرار الاتصالات واللقاءات مع حركة فتح وبقية الفصائل لتنفيذ قرارات اجتماع الأمناء العامين الذي عقد بالتزامن في العاصمة اللبنانية بيروت، ورام الله، مطلع سبتمبر الحالي.
وشدد يوسف، على ضرورة أن تفضي هذه الاتصالات إلى نتائج إيجابية قريبًا بما يمكِّن الفلسطينيين من التصدي لمخططات تصفية قضيتهم وخاصة ما تسمى "صفقة القرن"، وما نتج عنها من اتفاقيات تطبيع أبرمتها، مؤخرًا، الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض.
ونبَّه يوسف إلى أنه ليس بإمكان أحد تجاوز أو استثناء حركة حماس لتنفيذ نتائج اجتماع الأمناء، مؤكدا أهمية مكانة الحركة الإسلامية والدور الذي يمكن أن تلعبه.
وأضاف يوسف أن حركته مطمئنة وتتواصل مع حركة فتح وغيرها من القوى الوطنية والإسلامية، مشيرا إلى أن الفعالية التي شهدها، مؤخرًا، دوار المنارة في مدينة رام الله رفضًا للتطبيع، كان عدد كبير من المشاركين فيها من أنصار ومؤيدي حركة حماس.
وتابع: الأمور تسير بشكل إيجابي "حتى أن القبضة الأمنية التي يتخوف منها الكثيرون خفت بشكل كبير، وإن حصلت فإنها تعالج ميدانيًّا على الفور".
لافتا أن القبضة الإسرائيلية لا تزال قائمة، إذ إنه لا يروق للاحتلال التقارب الحاصل بين فتح وحماس، وقد هُدد عدد من أعضاء في المجلس التشريعي، بأنه إن لم نتوقف عن الحراك والمصالحة سنكون في دائرة الاستهداف والاعتقال".
وأكمل: "إننا لا نأخذ إذنًا من أحد، وإن كان ثمن قضيتنا وشعبنا ومقدساتنا وأقصانا وحقوقنا الاعتقال، فليكن".
كما أكد يوسف أهمية معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي في غزة والضفة الغربية المحتلة، معتبرا أنهما كيان واحد، مشيرًا إلى أن 3 لجان من المقرر تشكيلها نتيجة اجتماع الأمناء العامين، ووضع لها سقف زمني مدته 5 أسابيع، مر منها أسبوعان.
واستدرك: "نرجو خلال المدة الزمنية المتبقية أن تخرج هذه اللجان بتوصياتها لمعالجة الوضع الفلسطيني برمته ومن ثم تنفيذ القرارات وفق ما يخطط لها".
ونبَّه القيادي يوسف إلى أن نتائج اجتماع الأمناء العامين وتشكيل اللجان سينعكس إيجابًا على القضية الفلسطينية التي تمر بظروف استثنائية في ظل مخططات تصفية المشروع الوطني والقفز عن حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس.
وأوضح أن الخطوات الإيجابية هذه جاءت سريعًا وسار فيها الجميع تزامنًا وترك الأمور الخلافية جانبًا استشعارًا بخطورة المرحلة، ومن ثم سيكون لهذه الخطوات آثار كبيرة على القضية الفلسطينية لكون الشعب الفلسطيني موحدًا ميدانيًّا وعلى الأرض في خندق واحد ليواجه المخاطر المحدقة ضد قضيته الوطنية.
وتابع: "نحن على أمل أن شعبنا سيحقق آماله بوحدة وطنية، والتفرغ لمواجهة المشاريع المشبوهة التي ستفشل، وهو ثابت ويناضل من أجل تحقيق أهدافه الوطنية عاجلًا أو آجلًا".
وفيما يتعلق بإقدام دولتي الإمارات والبحرين على التطبيع مع (إسرائيل) برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف خطوتهما بـ"العار"، مستغربًا توقيعها على اتفاقيات "سلام" مع الاحتلال الذي يتنكر للحقوق الفلسطينية في الوقت الذي يستمر فيه بحصاره وقصفه لغزة تزامنًا مع مشاريع الاستيطان والتهويد وهدم البيوت في الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن والسعي الجاد لتقسيم المسجد الأقصى، ومحاولات الهيمنة عليه.
ولفت يوسف الأنظار إلى أن أكثر من 550 حاجزًا عسكريًّا لجيش الاحتلال تنتشر في الضفة الغربية يعانيها الشعب الفلسطيني.
واعتبر سلوك الإمارات والبحرين في التطبيع مع الاحتلال "شرعنة ومكافأة له على جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني".
وبيّن يوسف أن المطبعين لم يطبعوا اليوم، فهناك سنوات طويلة في علاقاتهم مع الاحتلال من خلال مكاتب التمثيل التجاري وغيرها مع الإمارات والبحرين وعمان، مستندًا في كلامه إلى تصريحات أوردها وزير خارجية الاحتلال سيلفان شالوم سنة 1997، عندما قال آنذاك: نحن لنا حوارات مع حوالي 15 دولة عربية.